مرضى السرطان في كيبيك يعانون الأمّرين: الخوف من العزلة بسبب الجائحة والقلق على حياتهم بسبب إصابتهم بالمرض العضال/ISTOCK

وقعُ الجائحة على مرضى السرطان والصحة العقلية في كيبيك

في الوقت الذي تنشغل فيها السلطات الصحية بحماية المواطنين من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وتنصب كل الجهود في البلاد على وقف انتشار الجائحة؛ يستغيث مرضى السرطان ومرضى الصحة العقلية في مقاطعة كيبيك لافتين الأنظار إلى حاجتهم للاهتمام والحماية أيضا.

ولاحظت المؤسسة الكيبيكية لمكافحة السرطان أن  مرضى السرطان في المقاطعة يعيشون محنة ووضعا صعبا. فقد ارتفع عدد الاتصالات لطلب معاينة طبيب نفسي عند الأشخاص المصابين بالسرطان في مقاطعة كيبيك بنسبة 263% بين عامي 2019 و2020. هذا العدد سجله الهاتف المباشر للمؤسسة الكيبيكية التي تضم أيضا اختصاصيين في علم النفس. 

ووفقًا لبيانات مؤسسة مكافحة مرض السرطان، يشعر المرضى بالقلق من تأجيل علاجهم أو عمليتهم الجراحية. يتحدث العديد من المرضى أيضًا عن العزلة المؤلمة وعن خوفهم من الموت بمفردهم.

تقول مديرة الخط المباشر Info-Cancer فرانس لوكاس: إن الخوف من الخضوع لعملية جراحية والمكوث في المستشفى وأن يكونوا بمفردهم من دون أن يعودهم أحد ويأتي لزيارتهم يثير قلقا كبيرا في نفوسهم.

من جهتها توضح فرانس كاردان وهي مسؤولة عن متطوعين يقدمون المساعدة لمرضى السرطان في أحد المستشفيات في كيبيك بأن الجائحة تعيق عملهم هم أيضا.

في ظل الجائحة أصبح عدد المتطوعين محدودا. إن بعض المرضى نتركهم على باب المستشفى وبعضهم الآخر، ممن لا يملكون الوعي الكامل، نرافقهم إلى القسم المختص حيث يتم الاعتناء بهم. وعندما ينتهي هؤلاء من العلاج يتم الاتصال بمتطوّع آخر لاصطحابهم.

من المؤسف أن العمل الذي نقوم به حاليا هو أشبه بخدمة سيارة أجرة أكثر مما هو خدمة دعم حقيقي ومرافقة لمريض السرطان.

إن مرضى الصحة العقلية الذين يمرون بأزمات في زمن الجائحة ليس لديهم خيارات كثيرة لمساعدتهم على تخطي محنتهم كما يؤكد الأطباء النفسيون في مقاطعة كيبيك/ISTOCK

وضع مرضى الصحة العقلية ليس أفضل حالا

في سياق متصل، تقول مجموعة من المهنيين المهتمين بالصحة العقلية في كيبيك بأن الوصول إلى الرعاية في مجال الصحة العقلية في كيبيك معقد للغاية وينطوي على تأخيرات لا تطاق.

وقد دعا هؤلاء في بيانهم وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية في حكومة كيبيك إلى وضع الوسائل اللازمة لتقديم رعاية أسرع وأكثر مرونة، تتكيف مع الاحتياجات وتؤدي إلى التزام ودعم أقرباء المرضى.

ويلاحظ الموّقعون على البيان الصحافي الذي نشرته اليوم جمعية الأطباء النفسيين في كيبيك بأن الأشخاص الذين يعانون من أزمات لديهم حاليا خيارات قليلة جدا للحصول على الخدمات السريعة غير خيار التوجه إلى قسم الطوارئ في المستشفيات.

يشير الدكتور أوليفييه فارمر من جمعية الأطباء النفسيين في كيبيك في مقابلة مع هيئة الإذاعة الكندية إلى أنه يجب المضي قدمًا نحو التقييم الفوري والخدمات التي تبدأ مباشرة بمجرد تحديد المشكلة. يجب أيضًا كسر عزلة الأفراد وعائلاتهم وأقربائهم.

ما نريده هو الاستجابة في غضون 48 ساعة وأن ننتهي من تقييم الحالة ونبدأ العلاج في غضون أسبوع.

ويتابع الاختصاصي النفسي قائلا: يجب أن نملك القدرة على التدخل داخل المنزل الذي يقيم فيه المريض وإشراك جميع الاختصاصيين في عمل جماعي حقيقي لتقديم علاج ناجع؛ يجب تضافر جهود الأخصائي النفسي والاجتماعي والممرض والطبيب على حد تعبير الدكتور فارمر.

تأمل مجموعة أطباء الصحة العقلية في الاعتراف بشكل أفضل بفاعلية المساهمة التي تقدمها المنظمات الاجتماعية والعائلة والأقرباء. ويقترح الاختصاصيون النفسيون تطويرا كبيرا ومستداما للرعاية المقدمة للأشخاص في بيئتهم الطبيعية، أكان داخل المنزل أو في أي دار رعاية آخر.

يؤكد هؤلاء بأن نظام الرعاية الصحية يجب أن يكون قادرًا على بدء المتابعة والعلاج في أقل من 24 ساعة في سياق أزمة نفسية. هذا من شأنه أن يجعل من الممكن العمل بطريقة أكثر استباقية ومرونة واستهدافًا لاحتياجات الأشخاص.

تجدر الإشارة إلى أن البيان الصحافي الذي نشره الأطباء النفسيون في كيبيك تم توقيعه أيضا من قبل رابطة أخصائيي طب الطوارئ في كيبيك وجمعية كيبيك لمنع الانتحار وغيرها من الهيئات والبرامج التي تعنى بالصحة العقلية في مقاطعة كيبيك.

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)

روابط ذات صلة:

كوفيد-19: الإغلاق ومضاعفاته على الصحّة النفسيّة في كندا

كوفيد-19: ارتفاع الوفيات بس

فئة:صحة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.