نائبة رئيس الحكومة الفدرالية وزيرةُ المالية كريستيا فريلاند، وإلى جانبها رئيس الحكومة جوستان ترودو (Patrick Doyle / Reuters)

تحديث اقتصادي اليوم لحكومة ترودو: العجز في الميزانية قد يتخطى 400 مليار دولار

تقدّم الحكومة الفدرالية تحديثاً اقتصادياً عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم بالتوقيت الشرقي.

وهذا أوّل تحديث اقتصادي منذ نحو سنة لحكومة جوستان ترودو الحالية، وهي ثاني حكومة على التوالي لترودو الذي يقود الحزب الليبرالي الكندي ومنبثقة عن نتائج الانتخابات التشريعية العامة الأخيرة في تشرين الأول (أكتوبر) 2019.

ومن المنتظر أن تقدّم وزيرة المالية كريستيا فريلاند عرضاً كاملاً عمّا أنفقته الحكومة في خطة الطوارئ التي أطلقتها لمواجهة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة "كوفيد - 19". وتضمنت الخطة برامج مختلفة لمساعدة الأفراد والمؤسسات على اجتياز الأزمة.

يُذكر أنّ وزير المالية السابق بيل مورنو قدّم في 8 تموز (يوليو) الفائت "صورة" عن المالية العامة للحكومة ("fiscal snapshot" - "portrait économique") توقّع فيها أن يبلغ العجز في الميزانية 343,2 مليار دولار في السنة المالية الحالية 2020 - 2021.

لكنّ هذا المبلغ لم يتضمّن المبالغ الإضافية التي ضختها الحكومة في خطة الطوارئ ولا تلك التي تعهدت بإنفاقها منذ ذاك الحين.

وزير المالية الكندي (السابق) بيل مورنو مقدماً "صورة" عن المالية العامة في مجلس العموم في 8 تموز (يوليو) 2020 (Adrian Wyld / CP)

وتقول "سي بي سي" (القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية) إنّ التحديث الاقتصادي سيتضمن إجراءات لمساعدة الأشخاص الأكثر ضعفاً في المجتمع والذين تأذوا أكثر من غيرهم بسبب الجائحة.

وبالتالي من المتوقَّع حسب بعض التقديرات أن يتجاوز العجز في الميزانية عتبة الـ400 مليار دولار.

ومن الممكن أن تعلن الحكومة في تحديثها الاقتصادي عن خطة لبرنامج فدرالي لدور الحضانة وعن برامج إغاثية مخصصة لقطاعات تضررت بشدة بسبب الجائحة، كالسفر الجوي والسياحة والمطاعم.

وأعرب المدير البرلماني للميزانية إيف جيرو عن أمله في أن تستغلّ وزيرةُ المالية، التي تشغل أيضاً منصب نائبة رئيس الحكومة، فرصةَ تقديم تحديث اقتصادي من أجل تحديد أهداف واضحة للمالية العامة.

"قبل جائحة ’’كوفيد - 19‘‘ كانت نسبةُ الدين إلى إجمالي الناتج المحلي لدى الحكومة الحالية تسير في منحى تنازلي مع مرّ الزمن. هذا هدف ميزانوي"، يقول جيرو مشدداً على أهمية تحديد أهداف واضحة.

زعيم حزب المحافظين إرين أوتول متحدثاً في مجلس العموم في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري خلال فترة الأسئلة (Adrian Wyld / CP)

ومن جهته يرى زعيم حزب المحافظين الكندي إرين أوتول أنّ على حكومة الأقلية الليبرالية أن تقوم بأمريْن من أجل إنعاش الاقتصاد: تقديم خطة أكثر نجاعة في مجال تلقيح المواطنين ضدّ فيروس كورونا المستجدّ المسبّب لوباء "كوفيد - 19" وتكثيف عملية توزيع اختبارات الكشف السريع عن الفيروس.

"لا وجود لاقتصاد مكتمل ولاقتصاد في حالة نموّ ولأناس يعملون ولأناس ينتجون من دون الأدوات التي تكفل توفّر كلّ ذلك خلال الجائحة. وهاتان الأداتان هما اختبارات الكشف السريع واللقاح"، أكّد أوتول مساء أمس في برنامج "حديث الناس" (Tout le monde en parle) الذي يبثه تلفزيون راديو كندا.

وأضاف أوتول، الذي يشكّل حزبه المعارضة الرسمية في مجلس العموم، أنّ رئيس الحكومة الليبرالية لم يُثبت أنّه يمتلك روح القيادة اللازمة منذ أن ضربت الجائحة كندا في آذار (مارس) الفائت.

زعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه متحدثاً للصحفيين في أوتاوا (أرشيف) (Chris Wattie / CP)

من جهتها تطالب الكتلة الكيبيكية، ثاني أحزاب المعارضة، بتعزيز المساعدات لكبار السنّ. فاقترحت في هذا الصدد زيادة معاش الشيخوخة، الذي يتقاضاه البالغون 65 عاماً فما فوق، بـ110 دولارات شهرياً.

كما تطالب الكتلة الكيبيكية بأن تمنح الحكومة دافعي الضرائب ائتماناً ضريبياً لقاء بناء أو ترميم مساكن تعزز الحياة المشتركة بين الأجيال، ما يتيح لكبار السنّ البقاء في مساكنهم مع أشخاص من عائلاتهم بدل الانتقال إلى دور مخصصة للمسنين.

وتنتمي الكتلة ليسار الوسط وتدعم فكرة استقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية.

أما الحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، فأرسل كتاباً من ثلاث صفحات إلى وزيرة المالية حثّها فيه على التحرّك على عدة أصعدة لمساعدة الأُسر الكندية خلال الجائحة.

ومن أبرز مطالب الديمقراطي الجديد اتخاذ الحكومة إجراءاتٍ ملموسة لإرساء نظام وطني للرعاية الصيدلية ووضعُ استراتيجية وطنية للحضانة النهارية للأطفال من أجل مساعدة النساء الأكثر تضرراً من الجائحة.

زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ (Sean Kilpatrick / CP)

كما طالب الحزب الديمقراطي الجديد الحكومةَ الليبرالية بزيادة مساعداتها للسكان الأصليين وبتعزيز إجراءات مكافحة التغيرات المناخية وبالتخلي عن خططها المتعلقة بتوسيع أنبوب "ترانس ماونتن" (Trans Mountain) الذي ينقل النفط من مقاطعة ألبرتا في غرب كندا إلى بورنابي على ساحل المحيط الهادي في مقاطعة بريتيش كولومبيا.

يُذكر في هذا الصدد أنّ حكومة جوستان ترودو اشترت أنبوب "ترانس ماونتن" ومشروع توسيعه من شركة "كيندر مورغان" الأميركية في كانون الثاني (يناير) 2019 بـ4,5 مليارات دولار.

ومن جهته طالب الحزبُ الأخضر الكندي حكومةَ ترودو بتقديم خطة تهدف لتسريع بلوغ كندا الحياد الكربوني، أي الصافي الصفري من انبعاثات الغازات الدفيئة.

(راديو كندا / سي بي سي / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

مشروع قانون لتحقيق الحياد الكربوني بين "وفاء" ترودو بوعده وانتقادات المعارضة

حكومة ترودو قادرة على زيادة الإنفاق لكنّ هامش الأمان تقلّص تحت ضغط الجائحة

خطاب العرش: حماية الكنديين من الجائحة الأولويةُ المطلقة ووعد بإيجاد مليون وظيفة

عجزٌ تاريخي في الميزانية في ظلّ الجائحة، “لكن ما كان البديل؟” يتساءل مورنو

نظام وطني للرعاية الصيدلية في رأس أولويات الديمقراطي الجديد

بدء العمل بتوسيع أنبوب "ترانس ماونتن" لنقل نفط ألبرتا إلى ساحل الهادي

فئة:اقتصاد، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.