وصف وزير المالية في حكومة مقاطعة ألبرتا ترايفيس تايفز التعديلات على البرنامج الفدرالي للتثبيت المالي (Fiscal Stabilization Program) التي أعلنت عنها الحكومة الفدرالية في إطار التحديث الاقتصادي الذي قدّمته يوم الاثنين بأنها "لا تشكّل حتى نصف تدبير".
"أشعر بخيبة أمل كبيرة. التعديلات غير كافية"، قال وزير المالية في حكومة حزب المحافظين المتحد (UCP) في أغنى مقاطعات كندا بالنفط.
ويهدف هذا البرنامج الفدرالي الذي أبصر النور قبل أكثر من 50 سنة لمساعدة المقاطعات الكندية التي تواجه تراجعاً حاداً في عائداتها. وبإمكان كلّ مقاطعة تتراجع عائداتها من غير الموارد الطبيعية بأكثر من 5% الاستفادة منه.
وحُدّد سقفُ الدعم الفدرالي للمقاطعات عام 1987 بـ60 دولاراً لكلّ نسمة، ولم يتغيّر لغاية الإعلان عن التعديلات الأخيرة.
فبموجب التعديلات التي أعلنت عنها وزيرة المالية الفدرالية كريستيا فريلاند يوم أمس الأوّل سيتضاعف الحدّ الأقصى للدعم نحو ثلاث مرّات ليبلغ 170 دولاراً لكلّ نسمة في السنتيْن الماليتيْن 2019 - 2020 و2020 - 2021. ويرتفع المبلغ لاحقاً استناداً إلى النمو الاقتصادي الكندي للفرد.

مصافحة بين نائبة رئيس الحكومة الفدرالية وزيرةِ العلاقات مع حكومات المقاطعات كريستيا فريلاند ورئيس حكومة مقاطعة ألبرتا جايسن كيني قبل بدء اجتماعهما في مبنى الجمعية التشريعية لألبرتا في إدمونتون في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 (Amber Bracken / CP)
وكانت مقاطعات كندا العشر وأقاليمها الثلاثة قد طالبت بالإجماع الحكومةَ الفدرالية بتعديل برنامج التثبيت المالي لأنه بنظرها لم يعد ملائماً لها. حتى أنّ ألبرتا خصصت فصلاً لهذا البرنامج في ميزانيتها للسنة المالية 2020 - 2021 التي قدّمتها في شباط (فبراير) الفائت.
وقالت آنذاك حكومة ألبرتا إنّ تدهور أسعار النفط خفّض عائداتها بمقدار 7 مليارات دولار في السنة المالية 2015 - 2016، وإنّ برنامج التثبيت المالي لم يتح لها الحصول على أكثر من 251 مليون دولار في ظلّ سقفه السابق.
أمّا التعديلات الأخيرة فستتيح لألبرتا الحصول بواسطة البرنامج على نحو 750 مليون دولار في السنة المالية 2020 - 2021 تعويضاً عن فقدانها مداخيل بسبب جائحة كوفيد - 19" وبسبب تدهور أسعار النفط.
لكنّ هذا المبلغ ضئيل بوجه عجز يُتوقَّع بلوغه 21 مليار دولار في ميزانية أكبر اقتصاد في الغرب الكندي.

منشآت لاستخراج النفط من الرمال الزفتية قرب فورت ماك موراي في شمال شرق مقاطعة ألبرتا في غرب كندا (أرشيف) / Jeff McIntosh / CP
وكانت ألبرتا تطالب الحكومة الفدرالية بإدخال تعديلات على برنامج التثبيت المالي تكون أكبر بكثير من التي أعلنت عنها وزيرةُ المالية في حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا.
فألبرتا كانت ترغب بإزالة سقف الدعم بشكل كامل مع مفعول رجعي حتى عام 2015، ما كان سيؤمّن لها مبلغاً إضافياً قدره 2,4 مليار دولار من الأموال الفدرالية.
ويقول وزير المالية في حكومة جايسن كيني في ألبرتا إنّ سقف التعويضات المحدَّد من قبل الحكومة الفدرالية أسفر عن "فشل" برنامج التثبيت المالي "لأنه وضع حدّاً للردّ المناسب".
وحسب تقديرات الوزير تايفز كانت ألبرتا لتحصل على 3 مليارات دولار بموجب البرنامج الفدرالي في السنة المالية 2020 - 2021 لو أُزيل سقف التعويضات.
ومن جهته يقدّر أستاذ الاقتصاد في جامعة كالغاري (University of Calgary) تريفور تومب التعويضات بنحو 4 مليارات دولار لو أُزيل السقف. وكالغاري هي كبرى مدن ألبرتا وعاصمتها الاقتصادية.

زعيمة الحزب الديمقراطي الجديد في مقاطعة ألبرتا (Alberta's NDP) راتشل نوتلي في مقابلة مع "سي بي سي" (أرشيف) (Scott Neufeld / CBC)
ويميّز البرنامج الفدرالي للتثبيت المالي بين العائدات. فعائدات الموارد الطبيعية يجب أن تتراجع بأكثر من 50% ليأخذها بالحسبان. وهذا ما تعتبره ألبرتا ومقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور الأطلسية، الغنية بالنفط أيضاً، مجحفاً بحقهما.
وقال تريفيس تايفز إنّ ألبرتا ستواصل الضغط على الحكومة الفدرالية كي تدخل إصلاحات أوسع إلى برنامج التثبيت المالي، وإنها ستنسّق مع سائر المقاطعات كي تتعاون لبلوغ هذا الهدف.
من جهتها قالت زعيمة الحزب الديمقراطي الجديد المحلي (Alberta's NDP) في ألبرتا، راتشل نوتلي، إنها تدعم التعديلات التي يطالب بها وزير مالية المقاطعة لناحية إلغاء سقف التعويضات في برنامج التثبيت المالي.
"سأواصل الطلب بإلغاء السقف كما أنّي أقترح أن يتمّ ذلك مع مفعول رجعي حتى الوقت الذي كانت تستحقّ فيه ألبرتا معادلة تثبيت مالي منصفة في المقام الأول"، أكّدت نوتلي، رئيسة الحكومة السابقة في ألبرتا والتي يشكل حزبها اليساري التوجه المعارضة الرسمية في الجمعية التشريعية في إدمونتون منذ نيسان (أبريل) 2019.
وتملك ألبرتا ثالث أكبر احتياطي نفطي حول العالم، وهي الرابعة من حيث عدد السكان والثالثة من حيث حجم الاقتصاد بين مقاطعات كندا العشر، يقطنها 4,42 ملايين نسمة حسب تقديرات وكالة الإحصاء الكندية.
(راديو كندا / إدمونتون جورنال / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
ألبرتا: تبدُّد الآمال بانتعاش قطاع النفط بعد سنواتٍ صعاب
كيني: “ألبرتا عاملت بقية كندا بالحُسنى وآن الوقت لكي ترد بقية كندا الجميل”
اجتماع ثالث بين فريلاند وكيني في أقل من شهر ونصف
قراءة في الفوز الكاسح للمحافظين في ألبرتا قبل ستة أشهر من الانتخابات الفدرالية
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.