أثّرت جائحة "كوفيد - 19" المتواصلة في كندا منذ آذار (مارس) الفائت بشكل سلبي على الصحة النفسية للمواطنين (iStockphoto)

أفكار انتحارية تراود واحداً من كلّ عشرة كنديين في ظلّ الموجة الثانية من الجائحة

تجتاح الأفكار السوداء العقول خلال الموجة الثانية من جائحة "كوفيد - 19" التي تضرب كندا حالياً، حسب "الجمعية الكندية للصحة النفسية" (ACSM).

فقد راودت أفكارٌ انتحارية واحداً من أصل كلّ عشرة كنديين خلال فصل الخريف الحالي، حسب بيانات تمّ جمعها بالتعاون مع فريق بحثي من جامعة بريتيش كولومبيا (UBC).

وفي الربيع كانت هذه النسبة 6% في أوساط الكنديين، مقارنةً بـ2,5% قبل وصول الجائحة إلى كندا.
ويُذكر أنّ الجائحة ضربت كندا في آذار (مارس) الفائت.

وتبعث نسبة شيوع الأفكار الانتحارية لدى بعض المجموعات المهمّشة على القلق، إذ بلغت 28% لدى مثليّي الجنس ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسياً وأحرار الجنس وسائر أفراد ما يُعرف بـ"مجتمع الميم" (+LGBTQ2)، و27% لدى الأشخاص الذي سبق لهم أن عانوا مشاكل صحة نفسية، و24% لدى المعاقين، و20% في أوساط السكان الأصليين.

كما أنّ صغار البالغين معرّضون بشدّة لهذه الأفكار الانتحارية في ظلّ الموجة الثانية من الجائحة، وبمعدّل يبلغ ضعف المعدّل لدى سائر الكنديين.

عائلة تتقاسم وأصدقاءَها عشاءً افتراضياً بمناسبة الميلاد (iStockphoto)

ومصدر هذه الأرقام المُعلن عنها أمس هو الثانية من بين ثلاث دراسات استطلاعية أجرتها مؤسسة "مارو / ماتشبوكس" (Maru / Matchbox). وأرسلت المؤسسة هذا الاستطلاع الثاني بين 14 و21 أيلول (سبتمبر) الفائت إلى عيّنة تمثيلية مكونة من 3027 كندياً يبلغون سنّ الـ18 فما فوق.

وتستند الأسئلة التي تضمنها الاستطلاع إلى أعمال "مؤسسة الصحة النفسية" (MHF) في المملكة المتحدة، تقول "الجمعية الكندية للصحة النفسية".

وتشير الرئيسة التنفيذية على المستوى الوطني في الجمعية الكندية للصحة النفسية ، مارغريت إيتون، إلى خفوتٍ في الهمّة لدى المواطنين على عتبة فصل الشتاء.

وفصل الشتاء طويل وقاسٍ في كندا باستثناء مناطق قليلة، ولن يكون بإمكان المواطنين هذه السنة في ظلّ الجائحة بعثُ الفرح فيه من خلال التجمعات العائلية واللقاءات مع الأحبة والأصدقاء كما درجت العادة.

الكنديون ينتظرون بفارغ الصبر بدء مسيرة التلقيح ضدّ وباء "كوفيد - 19" التي من المنتظَر أن تبدأ قريباً (حقوق الصورة لراديو كندا)

وتظهر أرقامٌ أُخرى أنّ 17% من المستطلَعين قالوا إنهم زادوا استهلاكهم من المخدّرات لمواجهة الأزمة.

وقال ما لا يقلّ عن 40% من المستطلَعين على امتداد كندا إنهم لاحظوا تردياً في صحتهم النفسية منذ وصول الجائحة في آذار (مارس) الفائت.

وبلغت هذه النسبة 44% لدى سكان أوتاوريو، كبرى المقاطعات العشر من حيث عدد السكان، و32% لدى سكان كيبيك، ثانية كبريات المقاطعات، و26% لدى سكان المقاطعات الأطلسية، وهي أصغر أربع مقاطعات.

وسُجّل فارق ملموس أيضاً على الصعيد الجندري، إذ قالت 45% من النساء الكنديات إنهنّ شعرن بتراجعٍ في صحتهنّ النفسية مقارنةً بـ34% من الرجال الكنديين قالوا الشيء نفسه.

طفلة كندية في الحادية عشرة من عمرها ترتدي قناعاً واقياً للوجه (الصورة مقدَّمة لراديو كندا)

وسُجِّلت في كندا 402.572 حالة إصابة بوباء "كوفيد - 19" منذ مطلع الجائحة ولحين تحديث هذا الخبر، بارتفاع 6.302 حالة في الساعات الـ24 الأخيرة.

ومن ضمن هذا العدد الإجمالي الذي تخطى اليوم عتبة الـ400 ألف إصابة، هناك 69.978 حالة لا تزال نشطة و12.496 حالة وفاة.

وفي النهاية تذكيرٌ ببيتٍ للشاعر اللبناني المهجري الراحل إيليا أبو ماضي، لا للتقليل من خطورة الجائحة بل للتشجيع على مواجهتها: "قال السماءُ كئيبةٌ وتجهّما  ----  قلتُ ابتسم يكفي التجهّمُ في السما".

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

الجيش الكندي يتأهّب للبدء بتوزيع اللقاحات المضادة لوباء "كوفيد - 19"

نصيحة من وزارة الصحة الكندية لفترة الأعياد: احتفل مع أهل الدار فتتجنّب الفيروس والمضار

"كوفيد - 19": إجراءت التباعد الجسدي أساءت إلى الصحة النفسية لأكثر من نصف الكنديين

فئة:صحة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.