سيدتان من فريق عمل "أكويتاس ثيرابوتيكس" في فانكوفر (Paul Préfontaine / Radio-Canada)

جذور كندية للقاح “فايزر / بيونتيك” ضدّ وباء “كوفيد – 19”

اللقاح ضدّ وباء "كوفيد - 19" الذي طوّرته شركة "فايزر" (Pfizer) الأميركية بالتعاون مع شريكتها الألمانية "بيونتيك" (BioNTech) له جذور كندية. فهو يستخدم تكنولوجيا طوّرها أحد مختبرات فانكوفر، كبرى مدن مقاطعة بريتيش كولومبيا على ساحل المحيط الهادي، كما يفيد تقرير لراديو كندا.

وهذا أوّل لقاح ضدّ "كوفيد - 19" يحصل على موافقة سلطات الصحة العامة في دولة غربية. فابتداءً من الأسبوع الحالي تعطي سلطات الصحة العامة في المملكة المتحدة هذا اللقاح للمواطنين.

"كلّ الفريق يشعر بفخر عظيم من مساهمتنا في هذا النجاح"، يقول الدكتور توماس مادِن، مؤسس شركة "أكويتاس ثيرابوتيكس" (Aquitas Therapeutics) ورئيسها التنفيذي.

وتقع مكاتب الشركة داخل حرم جامعة بريتيش كولومبيا (UBC) ويتكوّن فريق عملها من 25 شخصاً.

ويقول الدكتور مادِن إنّ التكنولوجيا التي طوّرها مع فريقه في السنوات الأخيرة تُعتبر أساسية لضمان حسن سير عمل الحمض النووي الريبي الرسول (Messenger RNA - ARN messager) الذي طوّرته "بيونتيك" و"فايزر".

الدكتور توماس مادِن مشرفاً على العمل في مختبرات "أكويتاس ثيرابوتيكس" (Paul Préfontaine / Radio-Canada)

وهذا اللقاح الذي وافقت عليه السلطات البريطانية يوم الأربعاء الفائت يستخدم تكنولوجيا مبتكرة. فهو لا يطعّم، مثلاً، نسخة غير نشطة من الفيروس لتوليد استجابة مناعية، إنما جزيئة قريبة للحمض النووي الصبغي (DNA - ADN)، وهي الحمض النووي الريبي (RNA - ARN).

ومتى وصل هذا الحمض النووي الريبي الاصطناعي إلى قلب الخلية يأمرها بإنتاج بروتينة على سطح "فيروس كورونا 2 المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة"، المعروف إعلامياً بفيروس كورونا المستجدّ والمسبّب لداء "كوفيد - 19".

ووجود هذه البروتينة هو ما يثير ردّ فعل الجهاز المناعي ويعدّه لمكافحة إصابة مستقبلية محتملة بالفيروس.

والحمض النووي الريبي شديد الهشاشة. "يتحلّل بسهولة فائقة إذا ما أُعطي لوحده"، يشرح الدكتور مادِن.

لذا، يحتاج الحمض النووي الريبي لغلافٍ معيّن، أو "فقاعة"، يحميه ويتيح له في الوقت نفسه اجتياز الغشاء الخلوي.

وهذا الغلاف، الذي يُعرف بالجسيمة النانوية الدهنية (lipid nanoparticle - nanoparticule lipidique) ، هو الذي طوّره علماءُ "أكويتاس تيرابوتيكس" في فانكوفر.

مدخل حرم جامعة بريتيش كولومبيا (UBC) في فانكوفر (Radio-Canada)

وكي نفهم بشكل أفضل طريقة عمل هذه التكنولوجيا، يشبهها الدكتور مادِن بنظام تسليم بضائع شديد الفعالية.

"تصوروا أنكم طلبتم على الإنترنت تمثالاً زجاجياً صغيراً سريع العطب جداً"، يقول مادِن، "إذا استخدمتم ما يوازي تكنولوجيا التسليم الخاصة بنا، سيكون التمثال الصغير محمياً بشكل جيد بفضل غلاف التوضيب".

"إنه لأمر رائع أن تكون أنظار العالم موجهة إلى بريتيش كولومبيا"، تقول بسرور وندي هورلبورت، الرئيسة التنفيذية لمنظمة "لايف سيانسز بريتيش كولومبيا" (LifeSciences BC) التي تمثّل المؤسسات العاملة في مجال التكنولوجيا الحيوية في كبرى مقاطعات الغرب الكندي من حيث عدد السكان.

وهي اكتشافات جعلت فانكوفر تصبح أحد المراكز العالمية للأبحاث حول الأجسام المضادة، تؤكّد هورلبورت.

آمال الكنديين وسائر سكان العالم معقودة على اللقاحات المضادة لوباء "كوفيد - 19" (حقوق الصورة لراديو كندا)

لكنّ عمل فريق "أكويتاس ثيرابوتيكس" المتصل باللقاح ضدّ وباء "كوفيد - 19" لم ينتهِ بعد. فتخزين جرعات لقاح "فايزر / بيونتيك" لمدة طويلة يتطلب حالياً حرارة قدرها 70 درجة مئوية تحت الصفر، وإلّا فقدَ اللقاح فعاليته.

"هناك دراسات حالياً من أجل إيجاد شروط تخزين أكثر ملاءمةً، في حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية"، يقول الدكتور مادِن.

(راديو كندا / فانكوفر صن / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

"كوفيد - 19": اللجنة الوطنيّة للتحصين ترفع توصياتها حول اللقاح

الجيش الكندي يتأهّب للبدء بتوزيع اللقاحات المضادة لوباء "كوفيد - 19"

"كوفيد - 19": الكنديّون منفتحون على تلقّي اللقاح

فئة:صحة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.