يستعدّ الجيش الكندي لاحتمال نشر جنوده في مقاطعات البراري في وسط الغرب الكندي حسب معلومات حصل عليها سي بي سي القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة.
وأفادت مصادر رفيعة في وزارة الدفاع أنّ القوّات المسلّحة طلبت من فرق الجيش وفرق العمل المشتركة في مختلف أنحاء كندا، منذ بداية الخريف التأكّد من عدد الجنود العاملين بدوام غير جزئي القادرين على تقديم المساعدة في مقاطعات البراري .
وتواجه المقاطعات الثلاث، ألبرتا و مانيتوبا و ساسكتشيوان، ارتفاعا في عدد حالات كوفيد-19، و يبحث الجيش في إمكانيّة نشر 300 جنديّ احتياط في كلّ منها.
وعلى سبيل المثال، أصبحت ألبرتا الأولى من بين المقاطعات الكنديّة من حيث عدد الحالات النشطة من فيروس كورونا المستجدّ، رغم أنّها الرابعة من حيث عدد السكّان بعد أونتاريو وكيبيك وبريتيش كولومبيا تباعا.

يستعدّ الجيش الكندي لاحتمال الانتشار في مقاطعات البراري للمساعدة على التصدّي للعدد المرتفع من حالات كوفيد-19/Jeff McIntosh./CP
كما ارتفع عدد حالات الوفاة بمرض كوفيد-19، وأفادت السلطات الصحيّة أنّ 63 بالمئة من حالات الوفاة كانت في مراكز الرعاية الطويلة الأمد في المقاطعة.
وتوجّه حكومات المقاطعات التي تحتاج لمساعدة الجيش طلبا بهذا المعنى إلى مكتب وزير السلامة العامّة الكندي بيل بلير.
وأفاد متحدّث باسم الوزير أمس الإثنين أنّ مكتب بيل بلير لم يتلقّ أيّ طلب من حكومة ألبرتا، ورفض التعليق على سؤال حول ما إذا كان قد تلقّى طلبا من حكومتَي مانيتوبا وساسكتشيوان.
وأفاد متحدّث باسم شاندرو تايلور وزير الصحّة في ألبرتا، أنّ حكومة المقاطعة لم تقدّم طلبا للحصول على مساعدة القوّات الكنديّة، وأضاف بأنّه ليس على علم بوجود خطّة من هذا القبيل.
وأفادت مصادر في وزارة الدفاع أنّه تمّ استدعاء قوّات الاحتياط للتأكّد من وجود عدد كاف من الجنود، تحسّبا لاحتمال المساعدة في مراكز الرعاية الطويلة الأمد والقيام بمهمّات مرتبطة بالتصدّي للجائحة.

وزير السلامة العامّة الكندي بيل بلير يتحدّث في مجلس العموم في 07-12-2020/Adrian Wyld/CP
وقامت القوّات المسلّحة خلال الموجة الأولى من الفيروس بتعبئة 8 آلاف من جنود الاحتياط، في إطار قوّة عمل قويّة تضمّ 25 ألف جندي من قوّات البحر والجوّ، كانوا على استعداد لتلبية طلبات المساعدة، بما فيها العمل في مراكز الرعاية الطويلة الأمد.
وانتشر 1600 جندي كندي في مراكز الرعاية الطويلة الأمد في أونتاريو وكيبيك خلال الربيع الفائت، لمساعدتها على سدّ النقص في اليد العاملة والتصدّي لحالات الإصابة والوفاة المرتفعة التي تسبّب بها مرض كوفيد-19.
وتفيد معلومات حصل عليها سي بي سي أنّ عناصر من كتيبة الاحتياط 41 في مقاطعة ألبرتا تلقّوا أوامر بوجوب إنهاء مهمّة التدريب نهاية الأسبوع، رغم عدم وجود مؤشّرات حول احتمال قيامهم بمهمّة، أو حول المكان والزمان والعدد الذي قد يقوم بها.

رئيس حكومة أبرتا جيسن كيني انتقد وسائل الإعلام التي تضخّم حسب قوله الأخبار حول تطوّر مرض كوفيد-19 في المقاطعة/Jason Franson/CP
وتفيد مصادر عسكريّة أنّ جنود الاحتياط سوف يخضعون لاختبار الكشف عن الفيروس ويدخلون في الحجر الصحّي مدّة أسبوعين للتأكّد من أنّهم لا يشكّلون مصدرا لانتشار العدوى.
وتواجه ألبرتا عددا مرتفعا من حالات كوفيد-19، وأفادت رئيسة الخدمات الطبيّة د. دينا هينشو أنّ المقاطعة بلغت مرحلة قاتمة، ووصلت نسبة الحالات الإيجابيّة إلى 10،5 بالمئة.
وكان رئيس حكومة المقاطعة جيسن كيني قد اتّهم وسائل الإعلام بتضخيم الوضع في ألبرتا "على نحو هستيري" كما قال.
وأقرّ بضرورة أخذ الوضع بالكثير من الجديّة، ولكن بعيدا عن الذعر والهستيريا التي قد تدفع بالناس إلى فقدان الأمل.
ويقول د. نويل غيبني الأستاذ الفخري في جامعة ألبرتا وأخصّائي العناية المركّزة، إنّ القوّات الكنديّة تدرك أنّ الوضع حسّاس في ألبرتا، وأنّ المقاطعة قد تواجه أزمة في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع، لا سيّما في مراكز الرعاية الطويلة الأمد.
(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.