أتى الدور اليوم على دور الحضانة ومراكز الرعاية النهارية في مقاطعة كيبيك لتبرز فيها آثار الجائحة. فقد بدأت هذه المراكز تفرغ من الموظفين والمرّبين الذين تتوالى استقالاتهم على خلفية تصاعد وتيرة تفشي الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
وتنشط في المقابل السلطات الحكومية من أجل ملء الفراغ لاستمرار الخدمات في تلك المؤسسات.
وعلى غرار مبادراتها بإطلاق النداءات على المنّصات الالكترونية مثل "أنا أساهم" لتوظيف العاملين الصحيين و"استجب الآن" للعثور على العاملين في مجال التعليم، حان دور خدمات الرعاية النهارية لإطلاق حملة من أجل توظيف الكفاءات التربوية المتخصصة برعاية الأطفال.
فقد أطلقت حكومة كيبيك اليوم نداء التعبئة لدور الحضانة عبر الموقع الالكتروني "أنا أعمل" Je Travaille. وعلمت هيئة الإذاعة الكندية أن الحكومة تتطلع إلى ملء 1300 وظيفة في مراكز رعاية الأطفال عبر المقاطعة وهي بحاجة إلى مربين وطهاة وعمال يشاركون في الإشراف على تطبيق التدابير الوقائية الصحية داخل هذه المراكز بينها القيام بعملية تنظيف وتطهير كل الألعاب والصفوف.
وكان المئات من المربين في دور الحضانة في كيبيك قد تركوا مناصبهم في الأشهر الأخيرة، منهكين بسبب الجائحة وعبء العمل في دور الحضانة.
وفّرت حكومة كيبيك مراكز حضانة لأولاد الموظّفين العاملين في قطاع الصحّة والخدمات الرئيسيّة بعد أن أمرت في بداية الجائحة بإقفال دور الحضانة في المقاطعة للحدّ من انتشار فيروس كورونا/Radio-Canada
شهدت دار الحضانة "مملكة راشيل" في وسط مدينة مونتريال التي يرتادها عدد كبير من الأطفال، في الأسابيع الأخيرة استقالة العديد من المربيات من دون أن تستطيع الإدارة إيجاد بديل لهن.
يقول مدير هذه الدار فاضل بوسنة إن 9 مربيات غادرن دار الحضانة منذ بدء الجائحة وهو اضطر على مدى أسبوعين كاملين مؤخرا في أن يشغل وظيفة المربي بالإضافة إلى وظيفته الإدارية.
لم أرّ هذا قط في حياتي. نحن في وضع صعب والوزارة لا تعي خطورة هذا الأمر. لا نجد اليد العاملة مطلقا.
توّفر دور الحضانة في كندا وسائل تربوية وترفيهية رائدة للأطفال من الشهر الأول وحتى سن الخامسة/حقوق الصورة:IStock
ولعّل هذا الوضع معمم في مجمل خدمات رعاية الأطفال في كيبيك.
تقول ماري كلود كولين، من تحالف مراكز الرعاية النهارية الخاصة غير المدعومة في كيبيك، إنه أمر فظيع.
هناك عمليات إغلاق جماعية، وآباء محبطون، ومدراء متوترون.
تشير مديرة تجمع مراكز الطفولة في كيبيك جنفياف بيليل إلى أن دور الحضانة في كيبيك خسرت بضعة مئات من الأشخاص خلال الأشهر الأخيرة وليس بالأمر السهل إيجاد الكفاءات البديلة.
الأسباب عديدة لمغادرة هؤلاء الأشخاص، تقول بيليل، هناك من فضل التقاعد بسبب المخاطر على صحتهم في ظل الجائحة وهؤلاء من الأشخاص الذين لا يتمتعون بالمناعة الصحية الكافية.
هناك من قرر تغيير مساره ومهنته فعاد إلى مقاعد الدراسة أو وجد عملا آخر براتب أعلى إلى ما هنالك من الأسباب التي عطلت عمل دور الحضانة واضطر عدد منها إلى إقفال أبوابه.
هذا هو اللباس اليوم للمربية في دور الحضانة في كندا لحماية نفسها وحماية الأطفال من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد/RADIO-CANADA / MÉLISSA SAVOIE-SOULIÈRES
تجدر الإشارة إلى أن راتب المربية المؤهلة التي لديها ما لا يقل عن عشر سنوات من الخبرة، يتراوح اليوم بين 18 و25$ للساعة الواحدة في حد أقصى.
هذا وينخفض كل عام عدد الطلاب الذين ينضمون إلى المعاهد التي تخّرج مرّبي الأطفال في كيبيك.
مما لا شك فيه أن جيل اليوم مدرك لصعوبة هذه المهنة يضاف إلى ذلك الراتب المنخفض الذي لا يُحّفز أيضا على الانخراط في سرب هذه الرسالة التربوية.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)
روابط ذات صلة:
كيبيك: إجراءات جديدة وشبكة حضانة طارئة لأولاد موظّفي القطاع الصحّي
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.