عادت قضيّة وفاة الشاب سليمان فقيري عام 2016 في أحد سجون تورونتو إلى الواجهة من جديد.
فقد توفّي الشاب ( 30 عاما) الذي كان يعاني من انفصام الشحصيّة بعد 10 أيّام على سجنه في زنزانة انفراديّة.
وتسعى عائلة فقيري منذ ذلك الوقت لمعرفة الأسباب التي أدّت إلى وفاة ابنها، وبعد تحقيقَين في الحادثة لم يؤدّيا إلى نتيجة، صدر تحقيق ثالث يحمل جديدا في القضيّة.
وتفيد وثائق مقدّمة حديثا إلى المحكمة أنّ الحرّاس الذين حاولوا تقييده في اللحظات الأخيرة قبل وفاته انتهكوا قواعد استخدام القوّة التي ينصّ عليها تدريبهم.
وتتضمّن الوثائق التي حصل عليها سي بي سي ، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة، مقابلة مع أحد حرّاس سجن ليندسي حيث كان فقيري مسجونا.
وأقرّ الحارس الذي كان موجودا عند وقوع الحادثة، أنّ مجموعة التكتيكات التي تمّ استخدامها لتقييد فقيري كانت بمثابة تهديد ثلاثي بالاختناق بسبب انقطاع الأوكسيجين عنه.

عائلة سليمان فقيري رفعت دعوى ضدّ وزارة سلامة المجتمع ومصلحة السجون بعد وفاة سليمان فقيري/Richard Agecoutay/CBC
وتُذكِّر الوثائق الجديدة عائلة فقيري بالمأساة والحزن الذي أصابها لدى وفاته كما قال شقيقه يوسف فقيري الذي أضاف بأنّ "العائلة ما زالت كما في السابق، بعيدة عن العدالة".
ونشرت شرطة تورونتو الصيف الماضي نتائج التحقيق الثالث حول وفاة سليمان فقيري في السجن.
وقال محامو العائلة إنّه رغم التأثير الحاد الذي تركته الصدمة أثناء تقييد الحرّاس سليمان فقيري، لم يتمّ توجيه أيّة تهمة لأنّه لم يكن من الممكن تحديد أيّ واحد من الحرّاس الستة وجّه الضربة التي أدّت إلى وفاة السجين.
وقد رفعت عائلة فقيري دعوى بقيمة 14،3 مليون دولار بحقّ وزارة السلامة ومصلحة سجون أونتاريو و7 من فريق عمل مصلحة السجون.
وتفيد الوثائق الجديدة للدعوى أنّ ما جرى ينتهك سياسات أونتاريو باستخدام "قلنسوة البصاق" وهي مصنوعة من قماش سميك تمنع السجين من البصق والعضّ.
كما يُمنع إلقاء السجين على بطنه في وضع قد يؤدّي إلى الاختناق عندما تكون هذه القلنسوة على رأسه، حسب الوثائق التي تفيد أيضا بضرورة تعقيم السجين بعد رشّه بالفلفل الحرّ.
وكانت مقاطعة أونتاريو قد نفت العام الماضي أن يكون أحد حرّاس السجن قد استخدم "قوّة غير مسموح بها" ضدّ السجين سليمان فقيري، وكان الحرّاس جميعا يدركون أنّ من شأن ذلك أن يتسبّب بإيذائه.
ورفضت وزارة المدّعي العام في أونتاريو التعليق على القضيّة لأنّها ما زالت أمام المحاكم.
ويقول يوسف فقيري إنّه يستغرب بعد أربع سنوات على وقوع الحادثة، عدم توجيه تهمة لأحد حتّى الآن في وفاة شقيقه في السجن.
"كان كنديّا و رَجُلا ضعيفا فقد حياته في مؤسّسة كان يُفترض أن تعتني به" قال يوسف فقيري شقيق السجين سليمان فقيري، وأضاف أنّهم لم يخذلوا عائلة فقيري فحسب، بل خذلوا كلّ كندي يعاني من مرض عقلي.
ويجد يوسف فقيري القوّة كما قال، في الدفاع عن قضيّة شقيقه وفي الانضمام إلى عائلات أخرى فقدت أحبّاء يعانون من مرض عقلي.
(سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.