تبقى فئة الشباب عصية ويتمرّد البعض على التدابير الاحترازية المرعية الإجراء وتستنفذ السلطات الكندية كل الوسائل المتاحة لإقناع من هم بين الـ 20 والـ 39 من العمر بوجوب اتباع القيود للحد من انتشار العدوى بكوفيد-19/ ISTOCK

عندما تشكّل الفكاهة جزءا من حملة تعبئة وطنية لمكافحة الوباء

تسعى الحكومات المحلية في المقاطعات الكندية كل ما في وسعها في حملات التعبئة الوطنية التي تطلقها لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد.

وفي آخر ابتكار لحكومة مقاطعة البرتا في الغرب الكندي حملة تتوجه في شكل خاص إلى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 39 عاما. وهي فئة عمرية يحب أصحابها الحفلات والتجمعات ومنهم من لا يأبه بالتحذيرات والتدابير الاحترازية، نقول طيش شباب!

على صفحة الكترونية تحت عنوان: "ما يحّبه الكوفيد"، Covidloves.com وضعتها حكومة البرتا أون لاين يوم الجمعة الماضي، نجد شريطي فيديو ومعلومات عن القواعد الواجب اتباعها في ما يتعلق بالصحة العامة والحكايات التي تسرد حول كوفيد-19. 

لا أحد يحب الحفلة التي تقام في المنزل أكثر من كوفيد!

لا أحد يحب التجمعات العائلية أكثر من كوفيد!

هذا هو النموذج الذي تروج له حملة التعبئة الحكومية المناهضة للكوفيد في البرتا.

وكأنَّ الوباء كائن حي لا يجب أن نحقق له رغباته أو نفسح له المجال في اختراقنا، كما تريد هذه الدعاية أن تقول.

الكبسولات الدعائية المصوّرة تهدف إلى لفت الانتباه إلى خطر الإصابة المرتفع في التجمعات العائلية وفي حفلات الشباب فيما بينهم.

والجديد في هذه الحملة الحكومية ليس في المحتوى والمضمون فحسب بل هو أيضا في الشكل والاسلوب.

فقد تم إضفاء صبغة هزلية فكاهية خصوصا لجهة إضافة شخصيات هزلية مستوحاة من الرسوم المتحركة. 

هذه الصورة المقززة للفيروس التاجي اختارتها حملة التعبئة الوطنية ضد كوفيد في البرتا لتحذّر المواطنين من مخاطر التجمعات والحفلات خلال عطلة الأعياد المقبلة/موقع Covidloves.com

في شريطي فيديو بمدة لا تتجاوز الـ 30 ثانية، تم إضفاء الطابع الإنساني على الفيروس التاجي، وقد تقمص شخصية كوميدية هزلية ضخمة تتميز بابتسامة مشؤومة وبرأس مليء بالفيروسات.

هذا الكوفيد على صورة إنسان يتحول إلى شاب يذهب إلى الحفلات الشبابية، وإلى عاشق يقبل صديقته أو يتقمص أيضا شخصية "العم مايك" الذي يصل إلى حفلة عيد الميلاد مع جيلاتين أخضر في يديه ويأخذ طفلا ويضعه على حجره.

لمشاهدة الفيديو انقر على هذا الرابط

توضح كبيرة الأطباء في البرتا الدكتورة دينا هينشو بأن الإعلانات صوّرت في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بموجب بروتوكولات صارمة. إذ تم فحص جميع الممثلين وطاقم العمل قبل التصوير، وظلّ الجميع واضعا الكمامة الواقية على وجهه محترمين قواعد التباعد الاجتماعي خلال التصوير.

هل الدعابة تجذب أم تهّمش المسؤولية؟

تشرح كبيرة الأطباء في البرتا بأن الهدف من الحملة هو إيجاد طريقة لتثقيف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عاما.

تستخدم الحملة الدعابة لأن الوضع خطير ونحن بحاجة إلى كل الأدوات والوسائل المتاحة للوصول إلى كافة شرائح المجتمع.  

من جهته، يعرب الاختصاصي في الاتصالات العامة في مدينة كالغاري زين فيلجي عن اعتقاده بأن استخدام الحكومة للفكاهة والسخرية يشكل استراتيجية جيدة لإيصال المعلومات إلى الجمهور الأصغر سنا، "عوض أن تستخدم الحكومات دوما طريقة رسمية شكلية للغاية".

وفي استقصاء هيئة الإذاعة الكندية لآراء الشباب في البرتا لا يبدو أن هناك إجماعا من قبلهم على الترحيب بالصبغة الفكاهية للرسالة الجادة. تقول الشابة شيما روبنسون (36 عاما):

أجد أن الحملة تحمل طابعا "أبويا" وتستهدف بشكل أساسي الأشخاص الملونين، فئات الشباب وأفراد المجتمع المثلي.

 وتستشهد المتحدثة ببعض الصور على المنصة الالكترونية.

وهي تأسف لأن موقع الحملة لا يحتوي على أشخاص مناهضين للأقنعة،"وهو أمر غير مسؤول" حسب رأيها.

إن النبرة المرحة [للحملة] غير ملائمة للغاية بالنظر إلى خطورة الوباء.

وهذا الفيديو الثاني لحملة التوعية ضد مخاطر كوفيد من قبل حكومة البرتا

بالنسبة إلى روكسان غابيه (27 عاما) طالبة الأنثروبولوجيا في جامعة ألبرتا، فإن نوبة من الضحك أصابتها وهي تشاهد مقاطع الفيديو. واختلط عليها الأمر لجهة التصديق بأن إطلاق مثل هذه المبادرة يمكن أن يكون من قبل الحكومة.

إنه الرجل العجوز الذي يحاول أن يبدو رائعًا، على حد تعبير الشابة الكندية.

تجدر الإشارة، وحسب ما نقلت هيئة الإذاعة الكندية عن مصادر السلطات الصحية في البرتا، إلى أن هذه الحملة، التي أوكلت إلى وكالة التسويق والدعاية الكندية ZGM ، وصلت تكلفتها إلى نحو مليوني دولار.

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)

روابط ذات صلّة:

كوفيد-19: بعد الدعاية الصادمة، الفكاهة وسيلة للتحذير من الفيروس في كيبيك

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.