سيارة تعمل على الطاقة الهيدروجينية (Nicole Germain / Radio-Canada)

خطة فدرالية طويلة الأمد للاعتماد على الهيدروجين كوقودٍ منخفض الكربون

قدّمت الحكومة الفدرالية أمس خطة تهدف لزيادةٍ كبيرة في استخدام الهيدروجين كوقودٍ منخفض الكربون بهدف المساهمة في بلوغ الأهداف الكندية في تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة.

"نعلن عن خطوة أولى كبيرة للهيدروجين في كندا"، قال وزير الموارد الطبيعية شايمُس أوريغان، مضيفاً "هذه الاستراتيجية تشكل تحدياً لنا جميعاً، وهو أن نجعل من كندا أوّل منتج للهيدروجين المنخفض الكربون في العالم".

ويُعتبر استخدام الهيدروجين من الطرق المحتمَلة لإزالة انبعاثات الكربون في القطاعات التي يصعب تحويلها إلى الطاقة الكهربائية، كالنقل الثقيل والآليات الثقيلة مثلاً.

ويحترق الهيدروجين بشكل نظيف دون انبعاثات كربونية ويمكن إنتاجه باستخدام الطاقة الريحية أو الطاقة الشمسية، فيُعرف في هذه الحال بـ"الهيدروجين الأخضر".

كما يمكن إنتاج الهيدروجين عن طريق استخراج الكربون من أنواع من الوقود الأحفوري، كالغاز الطبيعي، ويُخزَّن الكربون بعد ذلك تحت الأرض، ويُعرف في هذه الحال بـ"الهيدروجين الأزرق".

شيموس أوريغان وزير الموارد الطبيعيّة الكندي يتحدّث في مجلس العموم في 17-02-2020/Adrian Wyld/CP

وزير الموارد الطبيعية في الحكومة الفدرالية شايمُس أوريغان / Adrian Wyld / CP

وقال الوزير أوريغان إنّ بإمكان هذا "الوقود النظيف" أن يؤمّن ما يصل إلى 30% من احتياجات كندا في مجال الطاقة بحلول عام 2050.

ويعتقد وزير الموارد الطبيعية الكندي أنّ قيمة هذا القطاع قد تبلغ 50 مليار دولار بحلول التاريخ المذكور وأنه قد يوجد 350.000 وظيفة. "بإمكان الهيدروجين أن يحوّل كلّ قطاع تقريباً في اقتصادنا"، أكّد أوريغان.

وتقترح الخطة 2020 - 2050 التي قدّمتها حكومة جوستان ترودو الليبرالية أمس بناء مراكز إقليمية في السنوات الخمس المقبلة على امتداد كندا، لاسيما في المناطق التي يمكن فيها للهيدروجين تلبية احتياجات محلية أو التي تتواجد فيها خبرة في مجال استخدامه.

على سبيل المثال، منطقة إدمونتون، عاصمة مقاطعة ألبرتا في غرب كندا، غنية بالغاز الطبيعي وتضمّ منشآت فعالة لتخزين الكربون تحت الأرض وأنابيبَ لنقل الوقود والنفايات الغازية.

والموانئ من مقاطعة بريتيش كولومبيا على ساحل المحيط الهادي إلى مقاطعات الأطلسي مروراً بمقاطعتيْ أونتاريو وكيبيك تحتاج لكميات كبيرة من الوقود لقطاع النقل ويمكن أن تستخدَم أيضاً كموانئ لتصدير الهيدروجين.

وممرّ النقل الممتدّ من مونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك، إلى مدينة وندزور في مقاطعة أونتاريو وجارتها ديترويت في ولاية ميتشيغان الأميركية يحتاج هو أيضاً لكميات كبيرة من الوقود إن لتصنيع السلع أو لنقلها.

كما أنّ المنشآت الكهرومائية في مقاطعات بريتيش كولومبيا ومانيتوبا وكيبيك قادرة على توفير كهرباء نظيفة ورخيصة التكلفة لإنتاج "الهيدروجين الأخضر".

رئيس مجلس إدارة "هيدرو كيبيك" إريك مارتيل متوجهاً إلى عمال الشركة خلال حفل تدشين منشأة كهرومائية جديدة لتوليد الطاقة في مقاطعة كيبيك في تشرين الأول (أكتوبر) 2017 (Jacques Boissinot / PC)

وتخصّص الحكومة الفدرالية 1,5 مليار دولار لتمويل خطة الهيدروجين، وهي أعلنت عن هذا المبلغ الأسبوع الماضي في إطار استراتيجيتها لمكافحة التغيرات المناخية.

لكنّ بعض المجموعات البيئية انتقدت الجزء المتعلق بإنتاج الهيدروجين من الغاز الطبيعي.

"كان يجب إبقاء الهيدروجين المستخرَج من الوقود الأحفوري خارج الاستراتيجية، لأنّ إبقاءه فيها يشكّل حبل نجاة لصناعة نعلمُ أنه يجب إنهاؤها فيما نقوم بإزالة الكربون من اقتصادنا"، قال توم غرين من "مؤسسة ديفيد سوزوكي" البيئية.

لكنّ الوزير أوريغان جادل بأنّ كافة مصادر الهيدروجين التي ستُعتَمد ستحلّ مكان أنواع من الوقود تتسبّب بانبعاثات كربونية أكبر.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

مشروع قانون لتحقيق الحياد الكربوني بين "وفاء" ترودو بوعده وانتقادات المعارضة

مؤتمر حول الطاقة النظيفة في فانكوفر بمشاركة الأمم الأولى

ترودو: مكافحة التغيرات المناخية ليست بـ"الأسود أو الأبيض" فقط

فئة:اقتصاد، بيئة وحياة حيوانية، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.