ناشد د. فرانسوا ماركي رئيس وحدة العناية المركّزة في مستشفى ميزونوف روزمون في مونتريال "الناس العقلاء" وأولئك الذين لا يعيشون في حالة من الإنكار، عدم إجراء تجمّعات خلال فترة الأعياد وعدم تلبية الدعوات التي يتلقّونها.

وأضاف د. ماركي الذي كان يتحدّث إلى راديو كندا، القسم الفرنسي في هيئة الإذاعة الكنديّة، أنّه قلق من احتمال أن ترتفع حالات كوفيد-19 الشهر المقبل، خلال الفترة التي ترتفع فيها تقليديّا الحالات في وحدات العناية المركّزة وخدمات الصحّة العامّة، وأن تكون المراجع الصحيّة مضطرّة للتعامل مع ما أسماه د. ماركي "حالات الغشّ خلال عيد الميلاد".

وكان رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو قد سمح بتجمّع يضمّ 10 أشخاص  بين 24 و 27 كانون الأوّل ديسمبر خلال فترة عطلة الميلاد، وخفضها بعد ذلك إلى يومين قبل أن يُعلن إلغاء التجمّعات والزيارات بصورة كليّة.

وأعلن لوغو إجراءات الإغلاق  في كيبيك خلال الفترة الممتدّة من 25 كانون الأوّل ديسمبر الجاري حتّى 11 من الشهر المقبل، للتصدّي للارتفاع المتواصل في عدد حالات كوفيد-19 والحدّ من انتشار العدوى.

وسمح فقط بالتجمّعات للشخص الذي يعيش بمفرده، على أن يختلط مع فقاعة عائليّة واحدة.

وأعلن إغلاق المجمّعات التجاريّة والمحلّات، باستثناء محلّات البقالة وبيع المواد الغذائيّة والصيدليّات ومحلّات بيع عدد من المنتجات الضروريّة.

وبإمكان العقلاء حسب د. ماركي أن يلعبوا دورا على طريق الحدّ من انتشار العدوى من خلال رفض الوقوع في التجربة، لأنّ كلّ شيء نقوم به مهمّ.

ومن الممكن أن نعتذِر بلباقة عن قبول الدعوى التي نتلقّاها بحجّة أنّ هذه السنة غير مناسِبة للدعوات والتجمّعات كما قال الطبيب فرانسوا ماركي رئيس وحدة العناية المركّزة في مستشفى ميزونوف روزمون .

وأعرب عن قلقه لأنّ العديد من الكيبيكيّين يتوجّهون في عطلة الميلاد نحو وجهات دافئة، ورأى أنّه من المهمّ أن تتشدّد الحكومة بشأن مرحلة العزل الصحّي بعد عودتهم، والحؤول دون نشر العدوى من قبل الذين أصيبوا بالفيروس.

"ينبغي عدم التقليل من حالة الإنكار التي يعيشها بعض الأشخاص. أعتقد أنّ هناك أشخاصا يشعرون بالخوف من كوفيد-19 لدرجة تدفعهم إلى إنكار وجود المرض كي لا يضطرّوا لمواجهة المحنة التي يؤدّي إليها الاعتراف بوجوده": د. فرانسوا ماركي رئيس وحدة العناية المركّزة في مستشفى ميزونوف روزمون في مونتريال.

ويخشى د. ماركي من عدم التزام هؤلاء الأشخاص بالفقاعة العائليّة المسموح بزيارتها، ويدعو إلى تجنّب نشر العدوى في أوساط المسنّين في هذه الحالة.

ويشار في هذا السياق إلى أنّ الحكومة الكنديّة طلبت من الكنديّين منذ آذار مارس الفائت تجنّب السفر غير الضروري إلى خارج البلاد وحذّرت من أنّ بعض الدول التي تفتح حدودها أمام الأجانب قد تعمد إلى إغلاقها دون سابق إنذار في حال ارتفع عدد الإصابات بمرض كوفيد-19 لديها.

كما أغلقت كندا بموجب اتّفاق وقّعته مع واشنطن الحدود الكنديّة الأميركيّة في وجه السفر غير الضروري، وجدّدت الاتّفاق أكثر من مرّة، حرصا من البلدين على الحدّ من انتشار العدوى. 

وصحيح أنّ الاجتماع بالآخرين خلال عيد الميلاد يرفع المعنويّات ، ولكنّه لا ينبغي أن نخسر الذين اجتمعنا بهم بعد أسابيع قليلة، في عيد الحبّ مثلا، في شباط فبراير، كما قال د. فرانسوا ماركي.

وتواجه مقاطعة كيبيك ارتفاعا متواصلا في عدد حالات كوفيد-19، وتفيد السلطات الصحيّة في المقاطعة عن أكثر من ألف حالة في اليوم منذ عدّة أيّام ، فضلا عن ارتفاع عدد حالات الاستشفاء والوفاة بسبب الفيروس.

وشهدت كيبيك، وهي ثاني مقاطعة بعد أونتاريو من حيث عدد السكّان وحجم الاقتصاد، عددا كبيرا من الإصابات والوفيات في مراكز الرعاية الطويلة الأمد خلال الموجة الأولى من جائحة فيروس كورونا المستجدّ.

وتعاني هذه المراكز نقصا في عدد العاملين في القطاع الصحّي، وارتفع عدد طلبات الإجازات المرضيّة في صفوف عمّال الصحّة والممرّصين الذي أصيب الكثيرون منهم بالإرهاق وشاركوا في مظاهرات للمطالبة بالحصول على إجازة.

وصنّفت حكومة فرانسوا لوغو العديد من المناطق في حالة التنبيه القصوى من الفيروس التي يرمز إليها اللون الأحمر في نظام التصنيف الذي وضعته.

ويضمّ النظام 4 ألوان، الأخضر والأصفر والبرتقالي والأحمر، وتعني تباعا إلى مرحلة الوقاية وما قبل التنبيه والتنبيه المعتدل والتنبيه الأقصى.

وتتشدّد الحكومة في تطبيق إجراءات الإغلاق الجديدة، وتقوم الشرطة بتسطير غرامات تتراوح من 1500 إلى 6000 دولار بحقّ المخالفين .

(راديو كندا/ راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كوفيد-19: سلطات كيبيك تدعو للحدّ من الأنشطة الاجتماعيّة و الاختلاط

كيبيك: إلغاء التجمّعات في عيد الميلاد في المناطق التي تسجّل أعلى حالات كوفيد-19

كوفيد-19: أونتاريو نحو الإغلاق العام عشيّة الميلاد