مقرّ المكتبة العامة في بلدة سانت-آن في مقاطعة مانيتوبا في وسط الغرب الكندي/بلدية سانت-آن

في بلدة كندية نائية لا زال التكافل الاجتماعي ممكنا

لا زالت العلاقات الانسانية بألف خير في بلدة البراري الكندية سانت-آن على بعد نحو 40 كلم من مدينة وينيبيغ عاصمة مقاطعة مانيتوبا في وسط الغرب الكندي. هنا يعيش أبناء البلدة الذين يربو عددهم على الـ 2214 نسمة  كل معاني التكافل والتضامن الاجتماعي. ويؤازر بعضهم البعض ومن له يعطي لمن ليس له والواحد للجميع والجميع للواحد. مدينة أفلاطونية فاضلة في القرن الـ 21 وفي زمان الكورونا هي الصفات الملائمة تماما لهذه القصة التي جرت أحداثها في البلدة الكندية النائية عشية عيد الميلاد.

في بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي توفيت مونيك بويوت (55 عاما) العاملة في القطاع الصحي في البلدة بعد إصابتها بفيروس كورونا المستجد. وبعد أسبوعين على وفاتها، توفي زوجها أيضا بالكوفيد بيري بويوت (57 عاما). وهكذا تيتم ولديهما آدم وجيسلين وهما من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ولكن أبناء البلدة لن يتركوا هذين الولدين (26 و33 عاما) للمصير المجهول الذي ينتظرهما خصوصا أنهما لا يملكان القدرة على العناية بأنفسهما.

عائلة بويوت: الوالد بيري، الوالدة مونيك والابنان من ذوي الاحتياجات الخاصة: آدم (26 عاما) وجيسلين

(33 عاما)/صورة مقدمة من CÉLINE PETIT

أطلق أبناء البلدة حملة على الانترنيت لجمع التبرعات لهذه العائلة المفجوعة. وبالفعل استطاعوا تجميع 30 ألف دولار بعد بضعة أسابيع على إطلاق الحملة التي هدفت في الأساس إلى جمع 50 ألف دولار، كافية لسد احتياجات الشابين على الأمد القريب.

تتذكر سيلين بوتي صديقتها المقربة مونيك بويوت مع ملامح الفرح والسعادة التي كان يحملها وجهها دوما. "كانت إنسانة فرحة توّزع السعادة على من حولها". وقد شكل موتها صدمة كبرى " إن الرحيل المبكّر لصديق أمر غير عادل"، تقول سيلين بوتي لمذياع هيئة الإذاعة الكندية.

وكانت سيلين تعمل مع مونيك في مركز Villa Youville الذي يوفر الرعاية الطويلة الأمد للمسنين الفرنكوفونيين من سكان سانت-آن.

من جهتها، تتقدم شقيقة مونيك بويوت بالشكر لأهل البلدة الذين كانوا كرماء، أسخياء بعطاياهم علما أن الخالة كلوديت هوبيه أخذت على عاتقها الأعتناء بولدي شقيقتها وهي ممتنة للإحاطة التي شملها بها أبناء البلدة.

كم خطفت المنايا أرواحا عزيزة وغالية منذ بدء الجائحة. الصديقتان مونيك وسيلين أثناء عملهما وخدمتهما للعجزة في Villa Youville للرعاية الطويلة الأمد في بلدة سانت-آن في مانيتوبا/Céline Petit 

في قائمة المتبرعين، الموظفون في دار الرعاية وعلى رأسهم مدير فيلا يوفيل جيلبير أوديت. يتذكر هذا الأخير مونيك بويوت المتفانية في عملها مع العجزة ومعاملتها لهم كأنهم جزء من عائلتها بكل الحب والبذل والعطاء.

بالنسبة له ، كان من المهم إطلاق حملة الدعم هذه في هذه الأوقات الصعبة والقريبة جدًا من عيد الميلاد.

يقول المدير العام لـ Villa Youville:

نطلب من كافة أبناء سانت-آن الدعم المالي، ولكن قبل كل شيء الدعم المعنوي عبر كتابة الرسائل المعزّية المواسية إلى عائلة بويوت.

وتنقل الصديقة بوتي "امتنان مونيك نفسها وزوجها" وكذلك ولديهما لكل شخص يشارك في هذه الحملة لمؤازرة العائلة.

تقول سيلين بوتي: قد يكون كوفيد أمرا واقعيا  ولكن أن نفقد كلا الوالدين هو الأمر الغير واقعي.

في النهاية ذكرت شقيقة الراحلة بوجوب أخذ التدابير الاحترازية لمكافحة تفشي الجائحة، على محمل الجد، تقول:

ضعوا القناع الواقي، اغسلوا أيديكم جيدا.

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.