سباحة الثلج، سباحة الدبّ القطبي، السباحة في المياه الباردة، تتعدّد التسميات والتقليد واحد في كندا.
ويُقبل عدد من الشجعان على الغوص لبعض الوقت في المياه الباردة وفي الثلج لاستقبال العام الجديد، ويجدون متعة في هذا التقليد المنتشر منذ عقود في مختلف المقاطعات الكنديّة.
وفي مقاطعات الشرق الكندي المطلّة على المحيط الأطلسيّ، لم يتخلّف هواة سباحة الثلج عن الموعد، لكنّ جائحة فيروس كورونا المستجدّ حتّمت بعض التغييرات، ومارس كلّ من السبّاحين هوايته في فقاعته لتجنّب الاختلاط بالآخرين.
آني سونييه من منطقة أكاديا في مقاطعة نيو برنزويك تمارس سباحة الثلج منذ 20 عاما .
وتشارك عادة في الحدث الذي تنظّمه لجنة سباحة الدبّ القطبي في مدينة تراكادي، و يجري تحت مراقبة جهاز الإطفاء.
هواة سباحة الدبّ القطبي يمارسون رياضتهم مطلع العام الجديد /Darryl Dyck/CP
وبما أنّه تمّ إلغاء الحدث هذه السنة، اختارت سونييه أن تسبح مع شقيقتها في مياه فال كومو Val- Comeau على غرار ما فعله عشرات الأشخاص بعد ظهر الجمعة، في أوّل أيّام السنة.
ومن الصعب عليها أن تصف الشعور بالحيويّة الذي ينتابها عندما تسبح في المياه الشديدة البرودة، وهو شعور خاص للغاية كما تقول.
وتقول لويز جاكوب (59 عاما) إنّها تمارس سباحة الثلج منذ العام 1995 في قرية كاب بيليه Cap-Pelé الصغيرة، تحت مراقبة جهاز الإطفاء.
نادين كوري جاكسون تشعر بالراحة والهدوء والحريّة عندما تغطس في المياه الباردة/Submitted by Nadine Currie Jackson)
ولم تكن المياه مجلّدة على رصيف كاب بيليه هذه السنة، واختارت لويز جاكوب أن تغطس في مياه البحر الباردة مع أفراد عائلتها.
وقرّرت ممارسة التقليد هذه السنة رغم الجائحة، وأشارت إلى أنّ العام 2020 كان صعبا للغاية، ويشكّل الغطس في المياه الباردة انطلاقة جديدة و لحظة شفاء حسب قولها.
وتقول نادين بيليفو إنّها غطست في المياه في مدينة شدياك مع شقيقتها، تماما كما كانت تفعل في الصغر مع والديها.
وترى في سباحة الثلج وسباحة المياه الباردة طريقة حلوة لانطلاق العام الجديد.
ويمارس أبناء نيو برنزويك التقليد في مختلف أنحاء المقاطعة، على غرار أبناء المقاطعات الكنديّة الأخرى.
ودرجت نادين كوري جاكسون أخصائيّة المعالجة بالتدليك، على الغطس في مياه خليج فندي طوال أيّام السنة، أيّا كانت درجة الحرارة.
سباحة الثلج في شارلوت تاون عاصمة مقاطعة جزيرة الأمير إدوارد/Andrew Vaughn/CP
ولديها شغف بالطبيعة وبأن تذهب بقوّتها الجسديّة إلى أقصى الحدود كما تقول.
و تهوى لاعبة الرياضة نادين كوري جاكسون العديد من الرياضات، من التزلّج السريع على مسار قصير إلى منافسات التزحلق على الجليد وتمارين القوّة.
واكتشفت قبل سنوات السباحة في المياه الباردة وسباحة الثلج، و أحبّتها وباشرت الغطس في الثلج يوميّا، وتابعت دروسا لتطوير تقنيّتها وأصبحت تدرّس هذه الرياضة كما تقول.
وتابعت دروسا في تقنيّات بطل الرياضات القصوى الهولندي ويم هوف، وتنقل عنه الفوائد الفسيولوجيّة لسباحة المياه الباردة.
وتتحدّث عن سحر الجلوس في المياه الباردة في كانون الثاني يناير وشباط فبراير، ومشاهدة الثلوج تتساقط من حولها.
ويشتهر خليج فندي بأعلى مدّ وجزر في العالم ومياهه الباردة التي تتراوح بين 8 و12 درجة مئويّة صيفا و 4 درجات وصفر درجة شتاء.
وقد لا يكون الخليج مكانا مريحا للسباحة في نظر الكثيرين، لكنّ نادين كوري جاكسون تتوق إلى البرد وتهوى الغطس في مياه الخليج الذي يعطيها شعورا بالهدوء والحريّة والسعادة القصوى.
وتشرح البروتوكول الذي تتّبعه، من لباس البحر والحذاء والقبّعة الدافئة و قفازات الغطس، فضلا عن الاستعداد النفسي والهدوء قدر الإمكان قبل الدخول في المياه.
و خليج فندي في رأي اللاعبة الرياضيّة نادين كوري جاكسون شيء يتمنّى الكثيرون من حول العالم الوصول إليه للاستمتاع بالغطس في مياهه الباردة، وينبغي أن يستفيد الكنديّون من المسطّحات المائيّة الكثيرة التي تحيط بهم.
(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.