إجراءات صارمة ستُعلن غداً في كيبيك لكسر سلسلة العدوى المجتمعية للجائحة

أوصت سلطات الصحة العامة في مقاطعة كيبيك حكومةَ المقاطعة بفرض حظر التجوّل بهدف كسر سلسلة العدوى المجتمعية لجائحة "كوفيد - 19" وبالتالي كبح الارتفاع القوي في عدد الحالات الجديدة من الوباء وحالات العلاج في المستشفيات.

وتواجه كيبيك وسائر كندا موجةً ثانية شديدة القوة من الجائحة، أكثر حدّة من الموجة الأولى التي ضربت البلاد في آذار (مارس) الفائت. وهذه حال عدد كبير من البلدان في النصف الشمالي من كوكب الأرض.

ويقول موقع راديو كندا الإخباري إنّ حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (CAQ) تواصل تقييمها للوضع وإنّها ستعلم سكان المقاطعة بقراراتها في مؤتمر صحفي يعقده رئيسها فرانسوا لوغو يوم غد الأربعاء عند الخامسة من بعد الظهر.

ويضيف موقع راديو استناداً إلى مصادر مطّلعة أنّ حكومة لوغو تفكّر جدياً بفرض إغلاق صارم عدّة أسابيع في ثانية كبريات المقاطعات الكندية من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد، ما يذكّر بالإغلاق المفروض في الربيع الفائت في الموجة الأولى من الجائحة.

فالحكومة تقدّر أنّ 30% من سكان المقاطعة لم يعودوا يلتزمون بالتعليمات الصحية التي تحاول فرضها، ومن هنا تفكيرها الجدّي بفرض إغلاق جديد يُتوقَّع أن يطال كافة الأنشطة والأعمال غير الأساسية، بما فيها قطاعا البناء والتصنيع، مدّة ثلاثة أسابيع أو حتى أربعة، وباتخاذ إجراءات للحدّ من تنقّل السكان.

وإذا كان من غير المؤكّد بعد ما إذا كان قرار الإغلاق سيشمل المدارس ودور الحضانة، فموقع راديو كندا يتوقع استناداً إلى مصادره أن تتأخّر عودة الطلاب، المقرَّرة قبل عطلة أعياد نهاية السنة الأخيرة للحادي عشر من الشهر الجاري، أسبوعاً لطلاب المرحلة الابتدائية وأسبوعيْن لطلاب المرحلة الثانوية.

وكان من المفترض أن يعلن لوغو القرارات الجديدة في مؤتمر صحفي يعقده اليوم، لكن تقرّر تأجيل المؤتمر إلى بعد ظهر غد ليتسنّى للحكومة إبلاغ المواطنين قراراتها بأدقّ التفاصيل الممكنة.

يُشار إلى أنّ بيانات المعهد الوطني للصحة العامة في كيبيك (INSPQ) تفيد أنّ عدد المصابين بداء "كوفيد - 19" الذين يتلقون العلاج في غرف العناية الفائقة في مستشفيات المقاطعة هو حالياً الأعلى منذ منتصف أيار (مايو) الفائت.

ويتوافق عدة خبراء تحدثوا إلى راديو كندا على أنّ الإجراءات التي اتخذتها الحكومة حتى الآن لم تعطِ النتائج المتوخاة وأنه لا بدّ من إجبار الناس على الالتزام بقواعد أكثر صرامةً.

ومن بين هؤلاء الدكتور أندريه بيار كونتاندريوبولوس، وهو بروفيسور فخري في معهد الصحة العامة التابع لجامعة مونتريال، الذي يقول في هذا الصدد إنّه لم يعد للحكومة من خيار سوى فرض إغلاق صارم جداً بالرغم من الأثمان الاجتماعية والاقتصادية العالية المترتبة على ذلك.

ويشير كونتاندريوبولوس إلى أنّ نظام الرعاية الصحية بلغ تقريباً أقصى حدوده ولن يعود بمقدوره قريباً الاستجابة إلى الاحتياجات الطبية الأساسية للمواطنين.

ويعطي كونتاندريوبولوس مثلاً فيقول إنّ "هناك أشخاصاً سيُصابون في حوادث سيارات ولن يتلقوا العلاج المناسب وهناك أشخاصاً لن يُعالَجوا بالمرّة لأنّ مريضاً آخر سيُعطى الأولوية" بسبب وضعه الصحي.

يُذكر أنّ حكومة لوغو أمرت في 23 آذار (مارس) الفائت، في عزّ الموجة الأولى من الجائحة، بإغلاق كافة المؤسسات والأعمال باستثناء تلك التي توفّر "خدمات أساسية" للمواطنين. وكان الإغلاق أساساً لثلاثة أسابيع، لكنّ الحكومة مدّدته إلى شهر أيار (مايو).

وكانت الحكومة قد أغلقت المدارس والمعاهد والجامعات قبل ذلك بعشرة أيام.

وفي أواخر آذار (مارس) عزلت الحكومة بشكل جزئي ثماني مناطق في المقاطعة مدة شهر ونيّف.

يُشار إلى أنّ العدد الإجمالي لحالات الإصابة بداء "كوفيد - 19" في كندا بلغ عند إعداد هذا الخبر 617.092 حالة، بزيادة 5.668 حالة في الساعات الـ24 الأخيرة، من بينها 79.593 حالة لا تزال نشطة و16.187 حالة وفاة و521.312 حالة شفاء.

وفي كيبيك بلغ العدد الإجمالي لحالات الإصابة بداء "كوفيد - 19" 215.358 حالة، من بينها 24.315 حالة لا تزال نشطة و8.441 حالة وفاة و182.602 حالة شفاء.

وتقدّر وكالة الإحصاء الكندية إجمالي عدد سكان كيبيك بنحو 8,58 ملايين نسمة من أصل نحو 38,01 مليون نسمة يقيمون في كلّ كندا.

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كيبيك تحّفز تلامذة التمريض على مدّ يد العون

نصف الكنديّين قاموا بزيارة الأهل والأصدقاء خلال عطلة الأعياد حسب استطلاع حديث

مواجهة الجائحة: أدنى معدل رضا عن أداء حكومات المقاطعات لكيني والأعلى لماكنيل