حثّ عدد من الخبراء الكنديّين حكومة جوستان ترودو على اتّخاذ إجراءات من أجل الحدّ من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجدّ عن طريق الهباء الجوّي.
وعبّرت مجموعة من الخبراء في رسالة مفتوحة وقّعها نحو من 300 عالم عن قلقها إزاء ارتفاع عدد حالات الاستشفاء التي يتسبّب بها مرض كوفيد -19.
ووجّه الخبراء رسالتهم إلى وزيرة الصحّة الكنديّة باتي هايدو ومديرة وكالة الصحّة العامّة الكنديّة د. تيريزا تام وعدد من الوزراء ومسؤولي الصحّة العامّة.
ورأى الخبراء أنّ المقاطعات لا تعطي الجمهور المعلومات الكافية بشأن خطر انتقال عدوى كوفيد-19 عن طريق الهواء في الأماكن المغلقة.

د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة (إلى اليمين) تُصغي إلى وزيرة الصحّة باتي هايدو خلال مؤتمر صحفي في أوتاوا في 22-12-2020/Justin Tang/CP
ويأتي هذا التحذير في وقت ارتفعت حالات كوفيد-19 في كندا 600 في الأسابيع القليلة الماضية و تجاوزت 600 ألف حالة، فضلا عن أكثر من 15 ألف حالة وفاة.
ودعا الخبراء في توصياتهم إلى ارتداء الكمامة حتّى عندما يكون المرء بعيدا عن الآخرين، وتجنّب الأماكن المغلقة والمزدحمة.
ومن بين الذين وقّعوا الرسالة د. غايتان باريت وزير الصحّة السابق في كيبيك و د. أمير قدير العضو السابق في الجمعيّة الوطنيّة الكيبيكيّة (برلمان كيبيك) ود. آلان فادبونكور طبيب الطوارئ ورئيس قسم الطوارئ في معهد القلب في مونتريال وأخصائيّة الوبائيّات نيما ماشوف.
وتقول د. ماري ميشيل بيلّون أخصّائيّة الطبّ الباطنيّ إنّ المعلومات الموجّهة إلى الجمهور ليست واضحة.
ومن النادر حسب قولها أن تنتقل العدوى من خلال ملامسة الأسطح، ويُطلب من الناس غسل اليدين وتعقيم مقابض الأبواب.
وإذ تؤكّد د. بيلّون على أهميّة تعقيم مقابض الأبواب، ولكنّها ترى من الأفضل استخدام طاقاتنا في مجال آخر للحدّ من انتشار العدوى.

د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة قدّمت تحديثا حول توجيهاتها وإرشاداتها بشأن انتقال العدوى في تشرين الثاني نوفمبر 2020/Justin Tang/CP
وفي تمّوز يوليو الفائت، نبّّه 239 خبيرا من 32 بلدا في العالم السلطات الصحيّة العالميّة من احتمال انتقال الفيروس عبر الهواء.
وعمدت السلطات الصحيّة الكنديّة عقب ذلك إلى تحديث إرشاداتها وأدرجت في قائمة الإرشادات احتمال انتقال عدوى فيروس كورونا المستجدّ عن طريق الهباء الجوّي و الجسيمات المجهريّة العالقة في الهواء، و قطرات الجهاز التنفّسي و الجزيئات التي تخرج من الفم عندما يتنفّس الشخص.
لكنّ خبراء الصحّة أعربوا عن خيبتهم لأنّ الاعتراف بانتقال العدوى عبر الهواء لم يؤدّ إلى تحسّن ملموس في إجراءات حماية عمّال الصحّة والعاملين في تقديم الخدمات الأساسيّة.
و مع حلول فصل الشتاء وانتقال الأنشطة إلى الداخل، من المهمّ حسب موقّعي الرسالة أن يُدرك الأفراد ومراكز العمل مخاطر انتقال العدوى عبر الهواء وسبل التخفيف منها.
ورفع الخبراء الكنديّون مجموعة من التوصيات في رسالتهم، ودعوا للترويج لعدد من الاستراتيجيّات، من بينها ارتداء الكمامة وتفتيش أجهزة التهوية في المباني العامّة بما فيها المدارس ومراكز الرعاية الطويلة الأمد، بالإضافة إلى تمويل تحديثها أو استبدالها عندما يلزم الأمر.
و أوصى موقّعو الرسالة أيضا الحكومة بتوظيف مهندسين وأخصّائيّي تهوية من أجل تطوير معايير تهوية جديدة وإدماجها في المبادئ التوجيهيّة لدى إعادة فتح الأعمال التجاريّة المعرّضة أكثر من سواها لخطر انتقال العدوى بواسطة الهباء الجوّي، مثل المطاعم والحانات والمراحيض و صالات الرياضة فضلا عن تعزيز الإجراءات الهادفة لحماية عمّال الصحّة.
(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.