قطع نقدية معدنية من فئة دولار كندي واحد (Paul Chiasson / PC)

الدولار الكندي يرتفع إلى مستويات لم يعرفها منذ نحو ثلاث سنوات بفضل أسعار النفط

واصل الدولار الكندي ارتفاعه مقابل الدولار الأميركي ليقترب أمس من عتبة الـ79 سنتاً أميركياً للمرة الأولى منذ نحو ثلاث سنوات مدفوعاً بارتفاع أسعار النفط الخام، وكندا مصدِّر صافٍ لهذه المادة.

فبعد ظهر أمس جرى التداول بالدولار الكندي بسعر 78,85 سنتاً أميركياً، قبل أن يغلق الجلسة على سعر تداول بلغ معدّله 78,70 سنتاً، أي أعلى بـ0,27 سنت أميركي من معدّل سعر تداوله ليوم الاثنين، وواصل ارتفاعه اليوم ليغلق على سعرٍ معدّلُه 78,83 سنتاً أميركياً، أي مرتفعاً 0,13 سنت أميركي.

وتزامن ذلك مع إغلاق سعر برميل نفط غرب تكساس الوسيط (WTI) المرجعي الأميركي تسليم شباط (فبراير) المقبل على 49,93 دولاراً أميركياً، بارتفاع 2,31 دولار أميركي عن سعر إغلاق يوم الإثنين، أي بنسبة 4,85%.

واليوم واصل سعر البرميل الارتفاع فأغلق على 50,63 دولاراً أميركياً، بارتفاع 0,70 دولار أميركي.

فبعد أن ظلّ سعر برميل النفط المرجعي المذكور بحدود الـ40 دولاراً أميركياً قسماً كبيراً من الصيف، يُعتبر إغلاقه أمس قرب عتبة الـ50 دولاراً أميركياً، وتجاوزه هذه العتبة خلال تداولات أمس واليوم للمرّة الأولى منذ نحو سنة، خبراً جيداً لمنتجي النفط.

وكندا هي رابع أكبر بلد منتج للنفط الخام في العالم وأيضاً رابع أكبر مصدِّر عالمي له خلف السعودية وروسيا والعراق التي تحتلّ على التوالي المراتب الثلاث الأولى من حيث الكميات المصدَّرة.

منشآت لاستخراج النفط من الرمال الزفتية قرب فورت ماك موراي في شمال شرق مقاطعة ألبرتا في غرب كندا (أرشيف) / Jeff McIntosh / CP

وهذا الارتفاع في سعر النفط الخام عائد بشكل رئيسي لقرار منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بعدم إغراق السوق العالمية بنفط رخيص الثمن، على الأقلّ لبعض الوقت.

فالسعودية أعلنت عن تخفيض طوعي إضافي لإنتاج النفط بمليون برميل يومياً في شباط (فبراير) وآذار (مارس) المقبليْن، إضافةً إلى حصّتها من تخفيضات مجموعة "أوبك+" التي تضمّ دول الـ"أوبك" ودولاً منتجة أُخرى أهمّها روسيا.

يُذكر أنّ إخلال السعودية وروسيا منذ نحو سنة باتفاقات تخفيض الإنتاج النفطي ساهم، مع جائحة "كوفيد - 19" العالمية، بتراجع الأسعار.

ففي الربع الأول من 2020 انهارت أسعار النفط العالمية ليلامس سعر برميل نفط غرب تكساس المرجعي عتبة الـ20 دولاراً أميركياً أواخر آذار (مارس)، أي ثلث سعره المُسجل في نهاية عام 2019.

أمّا سعر نفط غرب كندا (Western Canada Select) المستخرج في ألبرتا، وهو أدنى من سعر النفط المرجعي الأميركي، فتراجع سعر البرميل منه إلى نحو 5 دولارات أميركية ذاك الحين وتراجع معه سعر الدولار الكندي إلى ما دون 69 سنتاً أميركياً.

منصة النفط "هيبيرنيا" قبالة سواحل نيوفاوندلاند ولابرادور في شرق كندا (أرشيف) / هيئة الإذاعة الكندية نقلاً عن وزارة الصيد البحري والمحيطات الفدرالية

كما ساهم في ارتفاع أسعار النفط مؤخراً صدورُ بيانات في الولايات المتحدة أفادت عن ارتفاع نشاط قطاع التصنيع في أكبر اقتصاد عالمي إلى أعلى مستوى له في حوالي عاميْن ونصف.

وقطاع تصنيع يتمتّع بصحة جيدة يعني أنّ الاقتصاد ينتعش، وينجم عن ذلك ارتفاع في الطلب على النفط.

ويقول خبير الأسواق المالية في شركة "أواندا" (Oanda) للصرافة إدوارد مويا إنّ ارتفاع نشاط المصانع إلى المستوى الذي بلغه الشهر الفائت هو "مؤشّر جيّد للاقتصاد عندما نتجاوز مرحلة ارتفاع الجائحة".

ومن جهته يقول شون أوسبورن، كبير الخبراء الاستراتيجيين في العملات الأجنبية لدى "سكوشا بنك" (Scotiabank)، أحد أكبر المصارف الكندية، إنّ أداء الدولار الأميركي يكون في العادة قوياً في بداية عام جديد، لكن هذا لم يحدث هذه السنة.

فبعد أن أمضى المستثمرون معظم عام 2020 وهم يرون في الدولار الأميركي الملاذ الآمن، بدأوا الآن يستعيدون شهيتهم للمخاطر الاستثمارية، وهذا أحد "المحركات الرئيسية (للدولار الكندي) حالياً"، يقول أوسبورن، مضيفاً "لكننا نرى أنّ المكاسب الأخيرة (للدولار الكندي) مبرَّرة بنسبة كبيرة بالأساسيات الخلفية".

(سي بي سي / وكالة الصحافة الكندية / العربية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

الأسواق المالية والنفط والدولار الكندي تحت الضغط المتواصل لأزمة كورونا

أكبر فارق بين سعريْ النفط الكندي والنفط الأميركي منذ 2013

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.