عمّال داخل مصنع "أرسيلور ميتال دوفاسكو" للفولاذ في مدينة هاميلتون في مقاطعة أونتاريو (Mark Blinch / Reuters)

أوّل خسارة لسوق العمل الكندية منذ أبريل ومعدل البطالة يرتفع 0,1 نقطة إلى 8,6%

فقدت سوق العمل الكندية نحو 63.000 وظيفة في محصلة صافية في كانون الأول (ديسمبر) الفائت، في أوّل خسارة وظائف منذ نيسان (أبريل) الماضي، ما رفع معدل البطالة 0,1 نقطة مئوية عن مستواه في الشهر السابق، تشرين الثاني (نوفمبر)، إلى 8,6%، كما أفادت اليوم وكالة الإحصاء الكندية.

وسُجِّل هذا التراجع في ظلّ إجراءات تقييدية أُعيد فرضها بهدف الحدّ من انتشار جائحة "كوفيد - 19".

وقالت وكالة الإحصاء إنّ عدد ساعات العمل المنجَزة في كانون الأول (ديسمبر) تراجع 0,3%، في أوّل تراجع أيضاً منذ نيسان (أبريل).

وكانت سوق العمل قد حققت مكاسب شهرية متواصلة منذ أيار (مايو) مع تخفيف الإجراءات التقييدية التي كانت قد فُرضت في آذار (مارس) 2020 عندما ضربت الجائحة كندا.

والتراجع المعلَن عنه اليوم هو محصلة إضافة سوق العمل نحو 36.500 وظيفة بدوام كامل وخسارتها نحو 99.000 وظيفة بدوام جزئي.

عامل لحام في مصنع في مدينة شاوينيغان في مقاطعة كيبيك (أرشيف) / راديو كندا

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراءَهم شركة "ريفينيتيف" (Refinitiv) للمعلومات المالية قد توقعوا أن تفقد سوق العمل ما معدّله 27.500 وظيفة الشهر الفائت وأن يبلغ معدّل البطالة 8,6%، وهو ما بلغه فعلاً وإن كان عدد الوظائف المفقودة التي توقعها الخبراء كان أقلّ من نصف الخسارة الفعلية.

وتراجعت الشهرَ الفائت الوظائف في القطاعات التي تأثرت بشكل مباشر أكثر من سواها بالإجراءات التقييدية الجديدة كما بتلك التي كانت لا تزال سارية. ففقدت القطاعات المنتجة للخدمات 74.000 وظيفة، في أول خسارة لها منذ نيسان (أبريل).

وسُجِّل في هذا الإطار فقدان خدمات الإيواء والمطاعم 56.700 وظيفة، فيما فقدت فئة "الخدمات الأُخرى" 30.800 وظيفة. وتندرج في إطار هذه الفئة الأخيرة صالونات الحلاقة وتصفيف الشعر وخدمات تنظيف الملابس على الناشف وسواها.

كما سُجّلت خسارة 18.800 وظيفة في قطاع الإعلام والثقافة والترفيه.

أمّا الصناعات المنتجة للسلع فأضافت الشهر الفائت 11.300 وظيفة. فقطاع التصنيع أضاف 15.000 وظيفة، كانت حصة الأسد منها لأونتاريو، كبرى مقاطعات كندا من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد.

مصنع لانتاج خشب البناء في كندا (أرشيف) / Radio-Canada

يُذكر أنّه في نيسان (أبريل) الفائت تأثّر 5,5 ملايين عامل كندي بشكل مباشر بالإغلاق الاقتصادي الهادف للحد من انتشار الجائحة في موجتها الأولى، توزعوا بين 3,0 ملايين عامل فقدوا وظائفهم و2,5 مليون عامل ظلوا يعملون ولكن حدث أن تغيّبوا عن العمل لأسباب متصلة بالجائحة.

وهذا العدد الإجمالي تقلّص إلى 1,1 مليون عامل في كانون الأول (ديسمبر)، وهم 636.000 عامل فقدوا وظائفهم منذ شباط (فبراير) 2020 و488.000 عامل آخرين كانوا يعملون ولكن بساعات عمل تقلّ عن نصف ساعات العمل العادية لأسباب من المرجّح أنها متصلة بالجائحة.

وشباط (فبراير) 2020 هو آخر شهر كامل عاشته كندا قبل أن تضربها الجائحة.

وفي تعليق له على هذه الأرقام قال سري ثانابالاسينغام، وهو من كبار خبراء الاقتصاد لدى "بنك تورونتو دومينيون (تي دي بنك)" (TD Bank)، أحد أكبر المصارف الكندية، إنّ جائحة "كوفيد - 19" تضرب كندا بقوة، مشيراً إلى أنّ الارتفاعات الحادة في أعداد المصابين، لاسيما في أعداد المحتاجين من بينهم لعلاج في المستشيفات، "لا تترك لسلطات المقاطعات من خيار سوى فرض أو تمديد الإجراءات التقييدية على اقتصاد لم يعد سوى خيال ما كان عليه".

ورأى ثانابالاسينغام أنّ الطريق المؤدية لانتعاش الاقتصاد مجدداً ستظلّ "وعرة" إلى أن "يتمّ إعطاء اللقاحات المضادة لوباء ’’كوفيد - 19‘‘ (للناس) على نطاق واسع وتُستأنفَ الحياة الطبيعية".

نظام الرعاية الصحية بلغ تقريباً أقصى حدوده ولن يعود بمقدوره قريباً الاستجابة إلى الاحتياجات الطبية الأساسية (حقوق الصورة لـIvanoh Demers / Radio-Canada)

وعلى صعيد المقاطعات بلغ معدّل البطالة في أونتاريو في كانون الأول (ديسمبر) الفائت 9,5%، مرتفعاً 0,4 نقطة مئوية عن مستواه في الشهر السابق، تشرين الثاني (نوفمبر).

وفي كيبيك، ثانية كبريات المقاطعات بعدد السكان وحجم الاقتصاد بعد أونتاريو، تراجع معدّل البطالة 0,5 نقطة مئوية ليبلغ الشهر الفائت 6,7%، الأدنى بين المقاطعات الكندية.

وسُجّل هذا التراجع بالرغم أنّ سوق العمل في المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية فقدت 16.800 وظيفة في محصلة صافية. وسبب ذلك هو تراجُع عدد الباحثين عن عمل.

وفي سائر المقاطعات كان معدّل البطالة الشهر الفائت كما يلي (معدّل البطالة في تشرين الثاني/نوفمبر مذكور بين هلاليْن)، ومن شرق البلاد إلى غربها: نيوفاوندلاند ولابرادور 12,3% (12,2%)، نوفا سكوشا 8,6% (6,4%)، جزيرة الأمير إدوارد 10,1% (10,2%)، نيو برونزويك / نوفو برونزويك 9,3% (9,6%)، مانيتوبا 8,2% (7,4%)، ساسكاتشيوان 7,8% (6,9%)، ألبرتا 11,0% (11,1%)، وبريتيش كولومبيا 7,2% (7,1%).

(وكالة الإحصاء الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

حملة التطعيم محور لقاء بين ترودو ورؤساء حكومات المقاطعات

كندا: سوق العمل تضيف 62.000 وظيفة في تشرين الثاني (نوفمبر) ومعدّل البطالة يتراجع إلى 8,5%

أعلى نموّ فصلي للاقتصاد الكندي في الربع الثالث بعد تراجع تاريخي في الربع الثاني

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.