تُجري الشرطة الملكيّة الكنديّة تحقيقا جنائيّا بشأن حالة وفاة مرتبطة بانتشار عدوى كوفيد-19 في مصنع كارغيل لمعالجة اللحوم في مقاطعة ألبرتا.
وهذا أول تحقيق من نوعه تقوم به الشرطة بشأن وفاة تسبّب بها مرض كوفيد-19 في مكان العمل.
وقدّمت أريانا كيسادا شكوى يوم الجمعة الفائت إلى مقرّ الشرطة الملكيّة في هاي ريفر التي تقع في ضواحي مدينة كالغاري ، تدعوها فيها للتحقيق بشأن إهمال جنائي محتمل، بعد أن توفّي والدها.
وقد توفّي بينيتو كيسادا، العامل المكسيكي المهاجر (51 عاما) بعد دخوله المستشفى منتصف نيسان أبريل الفائت بسبب إصابته ومئات عمّال مصنع كارغيل بالفيروس.
ودخل كيسادا في غيبوبة وتوفّي بعد نحو 3 أسابيع في السابع من أيّار الفائت.
وكان ممنوعا على عائلته أن تزوره خلال وجوده في المستشفى وتمكّنت فقط من وداعه.
وكان المصنع قد أعلن في نيسان أبريل خلال الموجة الأولى من كوفيد-19، عن إقفال منشآته والتوقّف عن العمل في ألبرتا بصورة مؤقّتة بسبب تفشّي الفيروس الذي تسبّب في وفاة أحد العمّال، وإصابة المئات منهم بالفيروس.
وأظهرت اختبارات الكشف عن الفيروس نتائج إيجابيّة لدى نحو من 950 من عمّال المصنع، في أوسع انتشار للعدوى في مكان العمل في كندا.
واتّهم العمّال إدارة المصنع بإهمال قواعد التباعد الجسدي وبأنّها حثَّتهم على الخروج من العزل المنزلي واستئناف العمل.
وتطالب عائلة بينيتو كيسادا بأن يتحمّل مصنع كارغيل مسؤوليّتها في وفاته، وتدّعي أنّ الشركة لم تبذُل الجهد الكافي لحمايته من الفيروس.
مصنع كارغيل لمعالجة اللحوم واحد من المصانع التي أقفلت أبوابها مؤقّتا بسبب تفشّي وباء فيروس كورونا المستجدّ/Dan McGarvey/CBC/ هيئة الإذاعة الكنديّة
وقالت أريانا كيسادا إنّها تريد تحقيق العدالة لوالدها و أن يتحمّل مصنع كارغيل مسؤوليّة ما فعله.
وأضافت والدموع تملأ عينيها أنّها افتقدت والدها في عيد الميلاد في حين أمضى مدراء المصنع وكوادره العيد مع أحبّائهم.
وأكّدت الشرطة الملكيّة الكنديّة أنّها فتحت التحقيق، وقال الرقيب غريغ فيبي قائد مفرزة الشرطة في هاي ريفر في حديث إلى سي بي سي، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة، إنّ المسألة ما زالت في بداياتها وتخصّص الشرطة الموارد المناسبة لها، مشيرا إلى أنّ التحقيق لن يكون روتينيّا.
وخلال الموجة الأولى من الجائحة، حدّدت الحكومات المحليّة في المقاطعات المسالخ ومنشآت معالجة اللّحوم من بين الأعمال الأساسيّة، وظلّ مصنع كارغيل يعمل كالمعتاد قبل أن يُغلق منشآته في العشرين من نيسان أبريل بعد تفشّي الفيروس بين العمّال.
ورفض دانيال سوليفان المتحدّث باسم كارغيل التعليق قبل الاطّلاع على الشكوى المقدّمة إلى الشرطة.
وأكّد أنّ سلامة العمّال هي في أولويّات الشركة، وأنّها عملت منذ بداية الجائحة بالتعاون مع السلطات الصحيّة ومسؤولي الصحّة والأمان في ألبرتا.
وتواجه كارغيل اقتراح دعوى جماعيّة من قبل الأشخاص الذين كانوا على اختلاط وثيق مع عمّال الشركة الذين يدّعون أنّها لم تلتزم بإجراءات الوقاية رغم تحذيرات وكالة الصحّة العامّة.
ووافقت لجان التأمين على 33 طلبِ تعويض وفاة مرتبطة بالعمل في كندا، قدّمها أشخاص أصيبوا بالفيروس في مكان العمل حسب أرقام حصلت عليها سي بي سي.
وقد يكون العدد أعلى بكثير نظرا لأنّه لم يتمّ الكشف عن كلّ حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 في أماكن العمل، ولكون برامج التعويض المحليّة في المقاطعات لا تغطّي كافّة أماكن العمل.
(سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.