سجّلت مبيعات الجملة في كندا ارتفاعاً شهرياً سابعاً على التوالي في تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت وبلغت سقفاً تاريخياً جديداً فيما تراجعت في الشهر المذكور المبيعاتُ الصناعية، وفق ما أفادته اليوم وكالة الإحصاء الكندية.
فقد بلغت القيمة الإجمالية للمبيعات الصناعية في تشرين الثاني (نوفمبر) 53,7 مليار دولار، متراجعةً 0,6% عن مستواها في الشهر السابق، تشرين الأول (أكتوبر).
وتراجعت مبيعات معدات النقل 9,1% لتبلغ 8,9 مليارات دولار، ومبيعاتُ الصناعات الفضائية الجوية 23,8% لتبلغ 1,2 مليار دولار، ومبيعاتُ السيارات 5,7% لتبلغ 4,3 مليارات دولار.
وتراجعت مبيعات منتجات الخشب 4,1% لتبلغ 3,3 مليارات دولار بسبب تراجع المبيعات في مناشر الخشب ولدى منتجي المواد الحافظة للخشب.
وتراجعت بالدولارات الثابتة القيمة الإجمالية للمبيعات الصناعية في تشرين الثاني (نوفمبر) بنسبة 0,6%.

مصنع لانتاج خشب البناء في كندا (أرشيف) / Radio-Canada
وتعليقاً على هذه الأرقام قال رويس مينديس، أحد كبار خبراء الاقتصاد لدى "سي آي بي سي" (CIBC)، أحد أكبر المصارف الكندية، إنّ التراجع في المبيعات الصناعية يبدو مرتبطاً بشكل وثيق بفئات محدودة، مشيراً إلى أنّ خمساً فقط من الفئات الـ21 التي ترصدها وكالة الإحصاء لإعداد بياناتها شهدت تراجعاً في المبيعات في تشرين الثاني (نوفمبر).
"أكبر التراجعات كانت في قطاعيْ صناعة السيارات والصناعات الفضائية الجوية"، كتب منديس في تقرير موجَز، مضيفاً أنّ "تراجع أسعار خشب البناء ومنتجات الخشب أدّى أيضاً إلى تراجع مبيعات منتجات الخشب التي استفادت مؤخراً من طلب قوي لأغراض البناء".
وأعطت البيانات صورة عن وضع الاقتصاد في تشرين الثاني (نوفمبر)، لكن من المتوقَّع أن يكون التشدّد في القيود الهادفة للحدّ من انتشار جائحة "كوفيد - 19" في بعض المقاطعات منذ ذاك الحين قد ترك تأثيراً أكبر على الاقتصاد.
"منذ تشرين الثاني (نوفمبر) ازدادت الإجراءات التقييدية صرامةً في المقاطعات التي تتواجد فيها أكبر مراكز التصنيع، وهذا ما ينبئ بأداء أكثر تواضعاً في الأشهر المقبلة"، كتب من جهته عمر عبد الرحمن، الخبير الاقتصادي لدى "بنك تورونتو دومينيون (تي دي بنك)" (TD Bank)، أحد أكبر المصارف الكندية أيضاً.
"بالرغم من أنّ قطاع التصنيع اعتُبر أساسياً في كافة المقاطعات، سيواجه القطاعُ رياحاً معاكسة ناجمة عن التراجع في الطلب المحلي الذي نراه في سائر قطاعات الاقتصاد"، أضاف عبد الرحمن.

مقر وكالة الإحصاء الكندية في أوتاوا (Sean Kilpatrick / CP)
وفي ما يتعلق بمبيعات الجملة أفادت اليوم بيانات صادرة أيضاً عن وكالة الإحصاء الكندية أنّ القيمة الإجمالية لهذه المبيعات ارتفعت في تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت إلى 67,4 مليار دولار، ما يُعتبر سقفاً تاريخياً.
وارتفعت مبيعات الجملة في 5 من القطاعات الـ7 التي ترصدها وكالة الإحصاء لإعداد بياناتها.
وسُجِّلت الارتفاعات الأقوى في قطاع الآلات والمعدات واللوازم وفي قطاع مواد ولوازم البناء. وارتفعت المبيعات في القطاع الأول 2,8% إلى 14,3 مليار دولار، وفي القطاع الثاني 1,1% إلى 10,2 مليارات دولار.
ومن حيث الحجم ارتفعت مبيعات الجملة في تشرين الثاني (نوفمبر) 0,9%.

مقر بنك كندا في أوتاوا (أرشيف) / Radio-Canada
ويأتي اليوم صدور هذه البيانات عن المبيعات الصناعية ومبيعات الجملة عشية صدور قرار بشأن معدّل الفائدة الأساسي عن بنك كندا (المصرف المركزي).
ويتوقع الخبراء على نطاق واسع بأن يُبقي بنك كندا معدل الفائدة الأساسي عند مستواه الحالي البالغ 0,25%، أدنى مستوى تاريخي له.
يُذكر أنّ بنك كندا خفّض في آذار (مارس) 2020 معدل الفائدة الأساسي ثلاث مرات حتى بلغ 0,25%، وذلك بهدف دعم الاقتصاد الوطني بوجه الأزمة الناجمة عن جائحة "كوفيد - 19".
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
تراجُع مبيعات السيارات الجديدة في كندا في 2020 إلى أدنى مستوى لها منذ 2009
تباطؤ في نموّ المبيعات الصناعية الكندية: 0,3% في أكتوبر بعد 2,2% في أيلول (سبتمبر) 2020
المؤسسات الكندية وتحدّي الاستمرار في العمل في ظلّ الموجة الثانية من الجائحة
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.