ارتفع استخدام الكمامات ومعدّات الوِقاية الشخصيّة والقفازات ومواد التعقيم على نحو غير مسبوق منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجدّ ، مع ما يتسبّب به ذلك من تداعيات على البيئة.
وأثار العدد المرتفع من هذه النفايات قلق الحكومة الكنديّة التي سعت لإيجاد الحلول لها.
ودعت وزارة الابتكار والعلوم والتنمية الاقتصاديّة الشركات الصغيرة والمتوسّطة الحجم إلى إنتاج كمامات قابلة للتحلّل، وتقنيّات تساعد على إعادة تدوير معدّات الوقاية الشخصيّة.
وأعلنت عن تمويل الشركات التي تشارك في برنامج الابتكار وتلك التي تُنتج نماذج قابلة للتحلّل وتقنيّات إعادة التدوير.

فرانسوا لوغو رئيس حكومة كيبيك يضع كمامة في ختام مؤتمره الصحفي في 19-01-2021/Paul Chiasson/CP
وتوسّع استخدام الكمامات ليشمل أكثر من قطاع، وأصبح استخدامه شائعا في المدارس التي تقدّم التعليم الحضوريّ في مختلف المقاطعات الكنديّة، من أجل تجنّب انتشار العدوى بين التلاميذ.
وتتوقّع مقاطعة كيبيك أن يترك استخدام الكمامات إلزاميّا في المدارس تداعيات كبيرة على البيئة، بعد طَرح 19 مليون كمامة موزّعة في المدارس في النفايات بحلول نهاية الشهر الجاري.
واستأنف تلاميذ المرحلة الثانويّة الدراسة حضوريّا مطلع الأسبوع، ويرمي كلّ منهم كمامتَين يوميّا بعد استخدامهما.
ويشير عدد من الأهالي الذين تحدّثوا إلى راديو كندا، القسم الفرنسي في هيئة الإذاعة الكنديّة، إلى أنّ الكمامات الطبيّة أكثر فعاليّة من تلك المصنوعة من القماش، ولكنّه من الضروري التعامل مع المشكلة البيئيّة التي تطرحها.

استأنف التلاميذ الدراسة في كيبيك بعد عطلة الأعياد التي طالت أكثر من المعتاد بسبب جائحة كوفيد-19/Paul Chiasson/CP
وتقول اليزابيث فورتان مديرة مدرسة كاردينال روا في مدينة كيبيك إنّ المدرسة تستقبل 900 تلميذ، وتتوقّع أن يتمّ طرح 200 ألف كمامة في النفايات مع نهاية العام الدراسي، نظرا لعدم وجود صناديق إعادة تدوير لديها.
وتنقل المديرة عن شركات إعادة التدوير قولها إنّ الكمامات تحوي معدّات ملوّثة وينبغي بالتالي إتلافها.
ورغم المخاوف البيئيّة التي تراود الطلّاب، دعتهم مديرة المدرسة إلى رمي كماماتِهم بعد استخدامها حرصا على سلامتهم وتجنّبا لانتشار عدوى كوفيد-19.
ويكلّف إتلاف الكمامات كلّ مدرسة 10 آلاف دولار شهريا كما قال كارل مينار المدير العام للجبهة الكيبيكيّة الموحّدة من أجل إدارة النفايات بطريقة صديقة للبيئة.
ويتمّ نقل الكمامات المُستخدمّة إلى شركات متخصّصة، ولكنّه لا يتمّ تتبّع عمليّة إعادة التدوير حسب كارل مينار الذي يشير إلى أنّها تُنقل إلى ولاية كاليفورنيا.
ولا ينبغي أنّ تتحمّل المدارس والحكومات تكلفة إتلاف الكمامات كما يقول مينار، ويضيف أنّ الكمامات الطبيّة ليست مصمّمة من أجل إعادة التدوير.
وتبحث شركات التدوير عن مواد تعمل على إعادة تدويرها، في الكمامات مصنوعة من القماش ومن شريط مرِن وشريط معدني حسب كارل مينار المدير العام للجبهة الكيبيكيّة الموحّدة من أجل إدارة النفايات بطريقة صديقة للبيئة.
وقالت جنفياف كوتيه الملحقة الصحفيّة لوزير التربية الكيبيكي جان فرانسوا روبيرج إنّ الحكومة سوف تتحمّل كلفة إعادة تدوير الكمامات في المدارس .
وأعربت عن ثقتها بأهميّة إعادة تدوير الكمامات وأثنت على وعي التلاميذ واهتمامهم بحماية البيئة.
وأكّدت حكومة فرانسوا لوغو في السادس من كانون الثاني يناير الجاري أنّها ستوفّر الكمامات لتلاميذ المدارس، دون أن تتطرّق إلى إعادة التدوير.
وفي كيبيك، وجّه رئيس حكومة المقاطعة فرانسوا لوغو في تغريدة على موقع تويتر التهاني إلى الرئيس جو بايدن ونائبة الرئيس كمالا هاريس، مؤكّدا نيّته في استمرار العمل على تعزيز العلاقة، كي تكون كيبيك "محرّك الأخضر" في أميركا الشماليّة.
(راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.