حرّرت الشرطة في مقاطعة كيبيك في وسط كندا مطلع هذا الأسبوع، ثلاث غرامات باهظة بحق ثلاثة موسيقيين أعضاء في فريق "نوييز" لموسيقى الروك من مدينة مونتريال، وذلك لخرقهم حظر التجول المرعي الإجراء.
استنكرت نقابة الموسيقيين في كيبيك هذه الغرامات وأكدت بأن الموسيقيين كانوا يمارسون عملهم ليس إلا.
وفي التفاصيل، أن أعضاء الفرقة وهم ألكسي دانيتيز ومونغرين بونارديني وماكسيم آلاري، كانوا عائدين في السيارة من استوديو التسجيل المحترف عند الساعة الحادية عشرة إلا خمس دقائق ليلا عندما اعترض مركبتهم عنصران من شرطة مدينة روزمير شمال مدينة مونتريال.
حاول الموسيقيون أن يشرحوا للشرطيين أن عملهم يندرج في إطار الأشغال الأساسية المستثناة من حظر التجوّل. ولكن وبعد استشارتهما لرئيسهما المباشر، حرّر الشرطيان ضبطا لكل موسيقي بقيمة 1000$، تضاف إليه نفقات أخرى ليصبح إجمالي الغرامة الواحدة 1550$.
تجدر الإشارة إلى أن أعضاء فرقة Nöyze كان بحوزتهم شهادة تجيز لهم التنقل أثناء حظر التجول استنادا إلى تعليمات حكومة كيبيك. ولكن على ما يبدو فإن هذه الشهادة غير صالحة.
يقول الموسيقيون إنهم حصلوا على الضوء الأخضر من نقابتهم وأن الشهادة بمزاولة النشاط خلال ساعات الحظر موّقعة من مدير استوديو التسجيل. يقول هؤلاء إن النقابة أكدت لهم إن عملهم مسموح حتى خلال ساعات الحظر "إذا كان ذلك ضروريا".
ويعلّل الموسيقيون أن التسجيلات لم يكن لها أن تتم خلال النهار لأن الموسيقيين مرتبطين بدوام عمل نهاري آخر؛ خصوصا أن الجائحة اضطرتهم إلى إيجاد وظيفة تطعمهم خبزا بعدما أوقفت القيود الوقائية، بسبب داء كوفيد-19، حالهم.
جنفياف غيلبو نائبة رئيس الحكومة ووزيرة السلامة العامّة في كيبيك/Jacques Boissinot/CP
من جهته، يؤكد مكتب وزيرة السلامة العامة في حكومة كيبيك جنفياف غيلبو، أن عمل الموسيقي يندرج في إطار الأشغال الأساسية المستثناة من حظر التجول ولكن ضمن جدول زمني محدد. وعليه فإن على هذا الموسيقي أن تكون بحوزته شهادة تثبت حقّه بالاستثناء من حظر التجول الذي يعيقه في تنفيذ مشروعه.
وتردف المسؤولة الإعلامية في مكتب وزيرة الأمن القومي إيميلي باكيت: "إذا كان هذا هو الحال، فإنه يمكن للفنان التنقل أثناء حظر التجول، ولكن يجب أن يكون قادرا على إثبات أنه يستفيد من الاستثناء من حظر التجول عبر تقديم شهادة من مديره أو أي دليل آخر".
تضيف باكيت أنه يتعيّن على هذا الشخص أيضا الإجابة على أسئلة الشرطة من أجل شرح وتبرير وجوده خارج منزله في الساعات التي يحظّر فيها التجوّل، وهي بين الساعة الثامنة مساء والخامسة فجرا.
ويشير المكتب الإعلامي للوزيرة غيلبو بأنه في حالة عدم وجود مثل هذه التفسيرات أو في حالة عدم اعتبارها كافية أو مصداقية من قبل عناصر الشرطة، يمكن إعطاء المواطن بيان مخالفة وفقًا للقانون المتعلّق بالصحة العامة.
تضيف باكيت: إن حكومة كيبيك طلبت من الشرطة التصرف بحذر، وإذا شعر شخص أنه تعرّض لغرامة غير عادلة، فإن "سبل الإنصاف متاحة".
تدبير حظر التجوّل يشبه العبثية في روايات الفيلسوف الألماني فرانز كافكا تقول نقابة الموسيقيين
تأمل نقابة الموسيقيين في كيبيك بعدم تكرار هذا النوع من المواقف، وتقول إنه يجب أن يكون واضحا لعناصر الشرطة أن الموسيقيين هم عمّال أساسيون. "لعّل الرسالة لا تصل بشكل جيد" على حد تعبير رئيس النقابة لوك فورتان.
المشكلة، على حد قوله، تكمن في أن مرسوم منع التجول عبثي على مثال روايات كافكا، "kafkaïen".
في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة الكندية، أبدى الرقيب في الشرطة مارتان شارون انفتاحا على إعادة فحص ملف أعضاء الفرقة الموسيقية المونتريالية. ودعا الموسيقيين إلى التواصل مع الشرطة للمطالبة بمراجعة محاضر المخالفات، هذا ولم يقدم الشرطي أي التزامات إضافية بشأن نتيجة المراجعة المذكورة.
لم يرغب رقيب الشرطة في الكشف عن هوية المشرف الذي اتخذ القرار في ذلك المساء أو تحديد الوثيقة التي استند إليها لتحديد وجوب تغريم الفنانين. ومع ذلك، أشار إلى أنه، مع بعض الاستثناءات، ينطبق المرسوم الخاص بحظر التجول على جميع سكان كيبيك.
(المصدر: الصحافة الكندية، هيئة الإذاعة الكندية)
روابط ذات صلة:
كيبيك تمتدح “النجاح الكبير” لحظر التجوّل وأونتاريو متأرجحة في اعتماده
كيبيك: حظر تجوّل ليلي بين الثامنة والخامسة وإجراءاتٌ أُخرى لمواجهة الجائحة
إجراءات صارمة ستُعلن غداً في كيبيك لكسر سلسلة العدوى المجتمعية للجائحة
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.