يستأنف مجلس العموم الكندي دورته العاديّة الأسبوع المقبل بعد عطلة الأعياد.
ويعقد البرلمان الكندي جلساته في ظروف استثنائيّة فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجدّ.
و يُشارك عدد من النوّاب في الجلسات حضوريا، والعدد الآخر افتراضيّا، ويستخدم مجلس العموم لهذه الغاية تطبيق زوم Zoom الإلكتروني.
ويطرح انعقاد الجلسات افتراضيّا تحدّيات على المترجمين المعتمدين في البرلمان الكندي.
وتجري الترجمة خلال جلسات البرلمان من وإلى الفرنسيّة والإنجليزيّة، وهما اللغتان الرسميّتان في كندا.
ويجِد المترجمون صعوبة في متابعة النقاشات التي تجري عبر تطبيق زوم على الانترنت، ويعاني البعض منهم مشاكل في السمَع.
وتقول المترجِمة نيكول غانيون إنّها تقلق في كلّ صباح أثناء المباشرة بالعمل، من أن تتعرّض لِفقدان السمع شيئا فشيئا.
يعقد البرلمان الكندي جلساته افتراضيّا ويشارك عدد محدود من الأعضاء حضوريّا بسبب جائحة فيروس كورونا المستجدّ/Adrian Wild/CP
وتعاني غانيون، على غرار عدد من زملائها، من طنين الأذن، والصداع والغثيان والصدمة السمعيّة، بعد نحو من تسعة أشهر على مزاولتها الترجمة من خلال الاستماع إلى أعضاء مجلس العموم عبر الانترنت واتصالات الإنترنت التي تكون ضعيفة أحيانا.
وتقول نيكول غانيون، التي مضت 35 سنة على مزاولتها مهنة الترجمة في البرلمان، منها 7 سنوات كمترجِمة مستقلّة، إنّها تشعر بإعياء شديد جرّاء عملها في ظلّ هذه الظروف.
وأجرى اتّحاد مترجِمي المؤتمرات المعتمَدين في البرلمان الكندي استطلاعا حول عمل 70 مترجِما معتمدا يعملون في البرلمان الكندي، ويُترجمون أعمال الجلسات فوريّا إلى اللغتين الفرنسيّة والانكليزيّة.
وقال ما يزيد على 60 بالمئة منهم إنّهم يعانون مشاكل في السمع اضطرّتهم لأخذ إجازة مرضيّة والتوقّف عن العمل بانتظار التعافي.
وأبلغ المترجِمون المعتمَدون في البرلمان عن أكثر من 100 إصابة منذ نيسان أبريل الماضي، أي ثلاثة أضعاف الإصابات التي تمّ التبليغ عنها طوال العشرين شهرا السابقة حسب اتّحاد مترجِمي المؤتمرات.
ويستأنف مجلس العموم أعماله الأسبوع المقبل، ومجلس الشيوخ أوائل شباط فبراير المقبل.
أعضاء مجلس العموم يشاركون في جلسة افتراضيّة عبر تطبيق الكتروني في 28-04-2020//Adrian Wyld/CP
وما زال 15 بالمئة من طاقم المترجِمين المعتمدين في إجازة مرضيّة، كما ارتفع عدد المترجِمين المستقلّين المتوقّفين عن العمل.
ودفع الإرهاق الذي تسبّب به العمل على تطبيق زوم الالكتروني Zoom خلال الجائحة إلى تقصير نوبة عمل المترجمين الفوريّين.
وارتفع عدد المترجمين الذين تحوّلوا إلى العمل غير الافتراضي، وتراجَع عدد المترجمين الفوريين المستعدّين للعمل.
وتقول نيكول غانيون إنّ الطلب ارتفع على المترجمين المستقلّين الذين يعملون على حسابهم، ولكنّ هؤلاء يعانون بدورهم من مشاكل السمَع بسبب الترجمة خلال جلسات افتراضيّة تجري على مواقع الكترونيّة.
وتَقرّ نيكول غانيون بأنّ عددا كبيرا من الكنديّين يزاولون العمل عن بعد في الظروف الاستثنائيّة التي فرضتها الجائحة.
ولكنّ الكلام فوق صوت النوّاب الذين يتحدّثون بصوت عال مع نسبة مرتفعة يستخدم وحدات ديسِبيل مرتفعة، ممّا يزيد من مستوى الإرهاق الجسدي والضغط النفسي، ويتسبّب بِالإرهاق لدى عدد من المترجِمين كما قالت نيكول غانيون.
وتقول جين أرّان ماكافي، أخصّائيّة السمع في مستشفى أوتاوا إنّ الإشارات المرئيّة التي تساعد في التواصل تتدنّى لدى التحدّث عبر تطبيق زوم أو لدى التحدّث أثناء ارتداء الكمامة.
ويتعيّن على المترجِم في هذه الحالات بذل جهد أكبر في الاستماع إلى المتحدّثين، وقد يتسبّب الجهد الإضافي لهم بالصداع والغثيان.
وحلّت كندا في المرتبة الثالثة عشرة من بين 81 بلدا من حيث عدد حالات مشاكل السمع التي تمّ التبليغ عنها من قبل المترجِمين، وأبلَغ كلّ ستّة من بين عشرة كنديّين عن أعراض مشابهة للصدمة السمعيّة حسب دراسة صدرت الخريف الماضي.
وقد حدّدت الأمم المتّحدة الثلاثين من أيلول سبتمبر يوما دوليّا للترجمة تقديرا لعمل المترجِمين ودورهم في تعزيز التقارب بين الثقافات والحضارات من حول العالم.
(وكالة الصحافة الكنديّة/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.