كان لا بدّ من إعادة ابتكار طقوس جديدة لإقامة الجنازات وتشييع الموتى في ظلّ جائحة فيروس كورونا المستجد والتدابير الذي فرضتها وفي قائمتها التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات.
وقد نرجأ حفلة زفاف أو أي مناسبة أخرى في انتظار أن تسمح الظروف من جديد اللقاء والاستمتاع في جمعات الأحبة. ولكن كيف يمكن تأجيل مأتم ودفن ميت؟
حظّرت السلطات المحلية في المقاطعات عبر سائر أنحاء كندا التجمعات على كل أشكالها وفرضت على دور العبادة أن تستقبل عددا معينا من المؤمنين، لا يتعدى عددهم في حد أقصى الـ 25 شخصا.
في مقاطعة ألبرتا في الغرب الكندي، وفي شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي ومطلع شهر كانون الثاني/يناير، كانت السلطات المحلية قد حددت عدد الأشخاص الذين تحق لهم المشاركة في مأتم بـ 10 فقط، لتسمح منذ الاثنين مطلع الاسبوع بزيادة هذا العدد إلى 20 شخصا في أي احتفالية أو مأتم داخل كنيسة أو أي نوع آخر من دور العبادة.
هذا الأمر دفع إلى استنباط أفكار جديدة تسمح بمشاركة عدد أكبر من الأقرباء والأحبة في وداع فقيدهم.
وابتكرت الصالونات الجنائزية طرقا جديدة لمساعدة العائلات المحزونة، من خلال القيام ببث مباشر عبر مذياع الراديو لمراسم الجنازة.
يوم 8 كانون الثاني/يناير الماضي، كان يشارك في مأتم دونا بيركهولدر (70 عاما) داخل كنيسة للمينونايت في مدينة Tofield وسط مقاطعة ألبرتا 10 أشخاص، ولكن استطاع مئات آخرون من متابعة مراسم التشييع على إحدى موجات FM الإذاعية من داخل مركباتهم التي ملأت باحة الكنيسة والشوارع المجاورة.
يقول نجل الفقيدة: "إن هذا الوجود للأهل والأحباب ساهم في إغداق راحة قصوى شعرت بها روح والدتي. لقد كان وقتا عصيبا والناس كانوا هنا ليظهروا لنا مواساتهم وحبهم. وجودهم عبّر عن عمق حبهم وشكل تحيّة إكبار لروح والدتي كما منح التعزية لنفوسنا".
هذا وقام الصالون الجنائزي فيما بعد بنشر فيديو لمراسم التشييع على موقعه الالكتروني.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)
روابط ذات صلّة:
الزواج في كندا في زمن الكورونا
العلاقات الجنسية في زمن الكورونا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.