تتدنى درجات الحرارة منذ مطلع الأسبوع في مدينة وينيبيغ عاصمة مقاطعة مانيتوبا في وسط الغرب الكندي إلى ما دون 35 درجة تحت الصفر ويشعر سكان المدينة بأقل من 45 درجة تحت الصفر في موجة برد قارس أولى من نوعها منذ بدء الجائحة/راديو كندا:CAITLYN GOWRILUK

المشرّدون بين سندان البرد القارس ومطرقة الوباء

البرد الكندي القارس في مواسم الشتاء يجعل الأشخاص المشرّدين أكثر عرضة للخطر، فكم بالحري إذا أضيف إلى ذلك الوباء والخوف من مخاطر العدوى بداء كوفيد-19؟

في مدينة مونتريال ثاني كبرى المدن الكندية، أشارت إحصائيات البلدية في شهر أيلول/سبتمبر الماضي إلى أن أعداد المشردين من دون مأوى تضاعفت وارتفع عددهم من 3000 إلى 6000. هؤلاء يعيشون وضعا صعبا للغاية و"نحن قلقون جدا على مصيرهم" تقول عمدة مونتريال فاليري بلانت. الأشخاص من دون مأوى في المدينة الكوسموبوليتية لا يعلمون أين يقضون ليلة الغد ولا على أي فراش ينامون. وتشير بلدية مونتريال إلى أن مؤشر ارتفاع أعداد المشردين رُصد في بنوك الطعام في المدينة ولوحظ من خلال وتيرة نفاذ الغذاء فيها.

في مدينة تورنتو عاصمة مقاطعة أونتاريو وأكبر المدن الكندية، يحذر العاملون في مجال التوعية من تزايد الخطر على الأشخاص المشردين في المدينة مع تدني درجات الحرارة.  حيث "يوجد عدد أقل من الأماكن التي تتوفر فيها التدفئة منذ إدخال القيود المرتبطة بالجائحة".

افتتحت مدينة تورونتو، في سابقة من نوعها، 4 مراكز تتوفر فيها التدفئة يوم الجمعة الماضي لإيواء المشردين الذين باتوا يخشون الأماكن المغلقة ويفضلون العراء لحماية أكبر من خطر الإصابة بكوفيد-19، ويذكر أن هذه المراكز امتلأت في أقل من 20 دقيقة على افتتاحها/راديو كندا:MYRIAM EDDAHIA

الطقس البارد مثير للقلق وسط ازدياد مطّرد في عدد المشردين، يقول المتحدث باسم التحالف بين الأديان لمكافحة التشرد في المدينة الملكة رافي آرون، مضيفا أنه "يتعين على المدينة التصرف بسرعة وإلا ستواجه كارثة كبرى".

تقّدر مدينة تورنتو أن هناك ما بين 300 إلى 400 شخص ما زالوا يعيشون في الخيام هذا الشتاء.

ووفقا لأحدث بيانات بلدية تورونتو، فإن هناك أكثر من 8000 شخص بلا مأوى.

تقول المدينة إنها أحالت أكثر من 1200 شخص يعيشون في الهواء الطلق إلى أماكن داخلية أكثر أمانًا وأزالت ما يقرب من 70 خيمة في الخلاء منذ بداية الوباء.

خلال عام واحد، أصيب أكثر من 710 شخصًا بلا مأوى بـ COVID-19 في ملاجئ مدينة تورنتو.

ولعّل الأشخاص من دون مأوى هم عرضة بنسبة 2،5% للإصابة بفيروس كورونا المستجد. كما يقول الدكتور نهيد دوساني، الذي يعالجهم. يشير هذا الأخير إلى أن احتمال دخولهم المستشفى يزيد 20 مرة أكثر من غيرهم وهم 10 مرات أكثر عرضة للبقاء في العناية المركزة و5 مرات أكثر عرضة للوفاة.

وبحسب قوله ، فإن بعض الأشخاص الذين يعانون من التشرد لا يثقون بالمؤسسات الحكومية على الرغم من امتنانهم للخيارات المؤقتة المعروضة. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تكون الفنادق التي رحبت بهم أثناء الوباء خارج وسط المدينة ولا يرغب بعض المشردين في الانسلاخ عن صخب المدينة.

تدعو مراكز خدمة المشردين حكومة كيبيك إلى تكييف الإجراءات الاحترازية في شكل يساعد على الحدِّ من انتشار فيروس كورونا المستجد، بين الفئات الأكثر ضعفاً/راديو كندا

المشهد أكثر مأسويا في وينيبيغ مع درجات حرارة متدنية جدا 

تشهد مقاطعة مانيتوبا في وسط الغرب الكندي، هذا الأسبوع موجة الصقيع الأشرس من نوعها منذ بدء الجائحة. ومن المتوقع أن يصل الزئبق في وينيبيغ عاصمة المقاطعة، إلى -35 درجة مئوية، ويصل إلى -45 مع مؤشر برودة الرياح. وتشير مصلحة الأرصاد الجوية في المدينة إلى أن البرد القارس سيستمر ثلاثة أيام على الأقل.

تجدر الإشارة إلى أن الجائحة تسببت بندرة الأماكن التي يمكن أن يدرأ فيها المشرّد في وينيبيغ مخاطر البرد ويجد فيها الدفء. 

خصوصا أن القيود الوقائية الصحية المرعية الإجراء بسبب الجائحة، تمنع المشردين من الذهاب إلى الأماكن التي اعتادوا على الاحتماء فيها من البرد، مثل مطاعم الوجبات السريعة أو المكتبات العامة.

قدّمت الحكومة الكنديّة وحكومات المقاطعات مساعدات طارئة للمشرّدين خلال جائحة كوفيد-19/الصحافة الكندية: Darryl Dyck

تقول لوري أبراهام، رئيسة قسم السلامة الثقافية للسكان الأصليين في منظمة 1JustCity، "ينام بعض الأشخاص في فتحات التهوية، خاصة لتجنب الأماكن المزدحمة حيث يمكن أن يتعرضوا للإصابة بالفيروس. وقد لجأ آخرون إلى مراكز التسوق التي أعيد فتحها يوم السبت المنصرم". 

يطوف المشردون ساحات المدينة ويسجلون خريطة الأماكن التي يمكنهم الاحتماء فيها من البرد القارس لفترة من الوقت. إنهم يعرفون حراس الأمن حق المعرفة ويعرفون تماما ما هو مسموح وما هو غير مسموح.

في حي Saint-Boniface وسط المدينة، لا توجد بنية تحتية لاستيعاب حوالي 60 شخصًا يجدون أنفسهم بلا مأوى.

تقول مديرة جمعية St Boniface Street Links ماريون ويليس، إنهم يحاولون معالجة هذه المشكلة. وتضيف:"هناك الكثير من المساحات الفارغة التي تتوفر فيها التدفئة، ويمكن أن تكون بمثابة مركز يسمح للمشردين بأخذ قسط وافر من الدفء لمقاومة برودة الطقس الشديدة".

وتحاول هذه المنظمة الانسانية إقناع المدينة وغيرها من المنظمات المجاورة باستخدام المراكز المجتمعية والكنائس والأماكن التي لم تُستخدم أثناء الوباء لتوفير مساحة دافئة.

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، سي بي سي) 

روابط ذات صلّة:

جائحة كوفيد-19 تركت تداعياتها على المشرّدين في كندا

مونتريال: البرد القارس يزيد من معاناة المشرّدين

كوفيد-19: عمدة فانكوفر يوصي بمزيد من الإجراءات لإيواء المشرّدين

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.