أعلن الوزير المكلّف بالصحة والخدمات الاجتماعية في حكومة مقاطعة كيبيك ليونيل كارمان، أن حكومته لا تنوي العودة أمام المحاكم من أجل إلغاء قرار المحكمة العليا الذي يسمح للمشردين "بالبقاء في الخارج بعد الساعة الثامنة مساء، من دون الخوف من تعرضهم لغرامة مالية".
ووفقا لأمر حماية صدر أمس، علّقت القاضية في المحكمة العليا شانتال ماس تطبيق المادة 29 من المرسوم الخاص بحظر التجوّل في كيبيك، لإعفاء الأشخاص المشردين من تطبيقه. واستثنت القاضية من هذا المرسوم المرعي الإجراء في مقاطعة كيبيك منذ 9 يناير الماضي، جميع الأشخاص المشردين وعفتهم من الاعتقالات والغرامات المفروضة على المخالفين الذين يخرقون قرار حظر التجول.
يقول الوزير المكلّف إن حكومته، وبعد علمها مساء أمس بقرار المحكمة العليا، ستعمد إلى تغيير قرارها واستثناء المشردين من حظر التجول.
مشرّدون افترشوا الأرض في محطّة قطار الأنفاق في مونتريال/Philippe-Olivier Constant /Instagram
تجدر الإشارة إلى أن القاضية، علّقت بحكمها الشق المتعلّق بالمشردين وذلك لغاية 5 فبراير أو حتى صدور الحكم في موضوع الدعوى. إلا أن حكومة كيبيك أعلنت هذا الصباح بأنه سيتم تعديل المرسوم بشكل دائم لإعفاء تام للمشردين من الالتزام بحظر التجول.
غرّد الوزير المنتدب في حكومة كيبيك عبر حسابه على تويتر بالقول: منذ دخول حظر التجول في كيبيك حيز التنفيذ، كانت رغبتنا أن يصار إلى توجيه الأشخاص الذين ليس لديهم سقف يأويهم إلى الموارد المناسبة، وليس تقديمهم إلى العدالة. وأضاف: أود أن أشيد بالعمل الاستثنائي للمنظمات وعناصر الشرطة وجميع من يعمل مع الأشخاص الذين يعانون من التشرد.
هذا وتعّهد وزير الصحة المكلف بتقديم المزيد من المساعدة "لشركائنا من خلال منحهم الموارد اللازمة لمواصلة جهودهم، أكان ذلك عبر إضافة في حجم المساحة أو في حجم الموارد البشرية".
تدعو مراكز خدمة المشردين حكومة كيبيك إلى تكييف الإجراءات الاحترازية في شكل يساعد على الحدِّ من انتشار فيروس كورونا المستجد، بين الفئات الأكثر ضعفاً/راديو كندا
يشير المسح السكاني الذي أجري في العام 2018 إلى أن هناك 3000 شخص في مونتريال وحدها يعانون من التشرّد. وكانت عمدة مدينة مونتريال فاليري بلانت أشارت في أيلول/سبتمبر الماضي إلى أن هذا العدد قد قفز إلى 6000 بسبب الجائحة.
تمييزي وغير متناسب
قالت قاضية المحكمة العليا في حكمها أمس، إن المسألة أثارت تساؤلات جدية حول الحق في الحياة والحرية والأمن للمشردين.
وكتبت أنه وفقًا للطلب المقدم إليها، سيكون لقرار حظر التجول أيضًا تأثير تمييزي وغير متناسب على المشردين.
وكانت الحكومة من جهتها، ترفض إعفاء المشردين من حظر التجول خشية أن يزعم مواطنون أنهم بلا مأوى لتجاوز حظر التجول وتجنب الغرامات.
رئيس حكومة كيبيك فرنسوا لوغو كان قد أكد أنه يعوّل على تقديرات جهاز الشرطة بالنسبة إلى معاقبة المخالفين. ولكن الأدلة المقدمة إلى المحكمة العليا أظهرت أن العديد من الأشخاص المشرّدين حرّرت بحقهم مخالفات تزيد قيمتها عن 1000$ للغرامة الواحدة بسبب خرقهم حظر التجوّل.
يذكر أنه بموجب حظر التجوّل الذي فرضته سلطات كيبيك منذ 9 يناير الماضي للحد من انتشار داء كوفيد-19، يمنع تواجد أي شخص خارج منزله أو حدود ممتلكاته بين الثامنة مساء والخامسة فجرا دون سبب وجيه يمكن التحقق منه.
كذلك بموجب المرسوم الذي فرضته الأزمة الصحية، على جميع الأشخاص المشرّدين التوجه إلى مراكز الإيواء بعد الثامنة مساء. وكان زعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك رئيس الحكومة فرنسوا لوغو قد طمأن إلى أنه سيكون هناك متسع من الأماكن للجميع.
وعلى الرغم من ذلك، فإن العديد من الأشخاص المشردين لم يتمكنوا، لجملة من الأسباب، من الوصول إلى مراكز الإيواء أو هم تجنبوها خوفا من خطر الإصابة بداء كوفيد-19. وتفيد التقارير أن بعض المشردين اختبأ من الشرطة طوال الليل مخافة أن يحصل على غرامة.
قدّمت الحكومة الكنديّة وحكومات المقاطعات مساعدات طارئة للمشرّدين خلال جائحة كوفيد-19/الصحافة الكندية: Darryl Dyck
مات وحيدا في الخلاء في ليلة باردة
يذكر أنه تم العثور صباح يوم 18 يناير المنصرم، على رجل مشرّد من السكان الأصليين، ميتاً داخل مرحاض متنقل موضوع على زاوية شارعي ميلتون ودو بارك في وسط مدينة مونتريال. لاقى رفايل أندريه حتفه وحيدا في الخلاء مع موجة البرد القارس، على بعد 25 مترا من ملجأ مغلق لأعمال الصيانة والتجديد.
وأثارت وفاته موجة غضب في صفوف المنظمات التي تدافع عن حقوق المشردين. خصوصا أنها كانت طالبة بإعفاء الأشخاص المشردين من حظر التجول منذ الإعلان عنه مطلع الشهر الجاري.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)
روابط ذات صلّة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.