الروائية من الأمم الأوائل ناومي فونتين اختارت بعد ولادة طفلها أن تعود لتعيش في كنف أهلها من قبائل الإينو في شمال كيبيك/راديو كندا

روائية من الإينو: يجب الإقلاع عن محو الذات في سبيل إرضاء الآخرين

كنت أرغب في أن أسميّ ابني كوانُتان، الاسم المتأصل في جذوري وانتمائي "الإينوي" من سكان كندا الأصليين، ولكنني اخترت له في النهاية اسم ليوناردو، الأكثر شيوعا "كنديا".

أسفت الروائية من قبائل الإينو ناومي فونتين لافتقارها إلى الجرأة التي تسمح لها باختيار اسم لطفلها متجذر في أصولها، خشية أن يتعرض نجلها بسبب ذلك لصعوبات في مجتمعه الكندي. وهذه الظنون وشدة القلق تتشارك فيه هذه الأم مع غيرها من الأمهات في مجتمعات الأمم الأوائل في كندا. واختيار اسم الأبناء هو جزء من الكفاح المستمر لهواتي النسوة من أجل الحفاظ على لغتهم وثقافتهم الأم ونقلها لأولادهم وأحفادهم.

وتقص الروائية الكندية من شعوب الأمم الأوائل قصة اسم كوانُتان بحسب لغة الإينو، تقول:

كوانُتان بلغة أجدادي يعني رياح الجنوب، وهو اسم جميل قلبا وقالبا. ولكن ما أن تفوّهت بهذا الأسم أمام طبيبة التوليد، مذ كنت أحمله في أحشائي، حتى وجدت علامات استفهام في نظرات عينيها. هذه الطبيبة حاولت أكثر من مرة لفظ الاسم بشكل صحيح ولكنها فشلت. فقلت في نفسي: لا شك أن ابني سيعاني كثيرا من حمل وزر هذا الاسم الثقيل، وستضيق به الدنيا ربما عندما يضطر في كل مرة أن يعيد ويكرر لفظ اسمه للآخرين.

في سياق متصل تشير المتحدثة إلى أن البعض كان ينصحها في كل مرة في أن تترجم عناوين رواياتها إلى الفرنسية لكي تنال نصيبا أوفر في التسويق.

في النهاية أطلقت فونتين على مولودها اسم "ليوناردو" وأضافت أليه اسما آخر "كونُتان"، وعندما يكبر ابنها يكون حرا في اختيار أحد الاسمَين.

السكان الأصليون، الأمم الأوائل، الشعوب الأصليّة، هي مجموعة من التسميات تطلق للتعريف بقبائل الشمال الأميركي التي سماها المستكشفون الأوروبيون بالهنود الحمر يوم وصلوا إلى هنا في أواخر القرن الخامس عشر. وتعود تسمية الهنود الحمر إلى خطأ ارتكبه البحارة والمستكشف الإيطالي كريستوف كولومبوس الذي اعتقد أنه بلغ سواحل الهند الشرقيّة. وأيا تكن التسمية فلقبائل الشمال الأميركي تاريخها ولغاتها وعاداتها وطقوسها وحضارتها الغنيّة/راديو كندا الدولي

تشرح الروائية الكندية كل هذه التفاصيل على صفحتها على فيسبوك التي لاقت اعجابا من العديد من امهات الأمم الأوائل اللواتي رحبن بجرأة الكاتبة التي تقول: "لا يمكن دوما أن نحاول إرضاء الغالبية عبر محو الذات والذوبان". 

تقول الروائية إن شقيقتها التي أعطت أسماء من جذور قبائل الإينو لطفلتيها كانت لها الملهمة والمثال. "وفقا لشقيقتي، تقول ناومي فونتين، فإن إطلاق هذه الأسماء على أطفالنا هو بمثابة فعل مقاومة".

بدورها عالمة الأحياء من قبائل الـ Crie من السكان الأصليين في شمال مقاطعة كيبيك، أليان غرانت، أطلقت على ابنتها اسمChîshikâshtâu، والذي يعني ضوء القمر في لغتها الأم. تقول هذه الأم: "قد لا أتقن تماما لغتي الأم ولكنني أحاول أن أعلم بعض الكلمات لابنتي، للحفاظ على هذا التراث حياً".

من جهتها، تضيف الروائية الكندية التي تسعى لحضور أكبر لثقافة الشعوب الأوائل في المجتمع الكندي، "نحن جيل جديد نحاول ترسيخ جذورنا وهويتنا بشكل أكبر. إنها البداية حتما".

في الماضي كان يتم ترجمة أسمائنا إلى اللغة الفرنسية أو الإنكليزية، أو حتى حذفها تماما من قبل الكهنة الذين كانوا يعيدون تسميتنا بأسماء سهلة ومتداولة". 

أعتقد أننا حققنا انتصارا ولو صغيرا اليوم، بمجرد أننا استطعنا أن نضيف اسما بلغة الإينو على الأسماء التي نطلقها على أطفالنا من الجيل الجديد".

بعد ولادة طفلها ، عادت ناومي فونتين لتعيش في مجتمع يضم أهلها وأقربائها من الأمم الأوائل. تقول الروائية إن أعمامها في مجتمع قبائل الإينو يواجهون صعوبة في نطق اسم ليوناردو، وينادون عليه اسم أورلاندو. وتشير إلى أن الصعوبات في نطق الأسماء يبدو أنها عالمية!

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)

روابط ذات صلة:

سكان كندا الأصليون: رحلة في التاريخ والزمن

السكان الأصليون الرواية الأخرى

فئة:ثقافة وفنون
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.