مركز الرعاية الصحية الطويلة الأمد "مانوار بيل فو" في مدينة إدموندستون في مقاطعة نيو برونزويك في الشرق الكندي حيث تم مؤخرا نشر عاملين أحادي اللغة لا يتحدثون إلا اللغة الإنجليزية/راديو كندا:BERNARD LEBEL

إدموندستون تثير مشكلة اللغة في التعاطي مع الأزمة الصحية في دور المسنين

تعيش غالبية من الكنديين الفرنسيين في مدينة إدموندستون في شمال غرب مقاطعة نيو برونزويك في الشرق الكندي. وهذه المدينة كانت في الواجهة في الأيام الأخيرة بعد استفحال الأزمة الصحية فيها وبشكل خاص داخل دور رعاية المسنين المتحدرين بغالبيتهم من أصول أكادية فرانكوفونية. 

وتثار أزمة جديدة اليوم في إدموندستون، هي أزمة اللغة بعدما انتشر في مراكز الرعاية الطويلة الأمد فيها مؤخرا يد عاملة لا يجيد أصحابها بغالبيتهم اللغة الفرنسية، وإنما الإنجليزية. وبالتالي فإن البعض يثير جدلا حول تأثير ذلك على نزلاء المراكز من المسنين الكنديين الفرنسيين بمعظمهم.

الوسط السياسي في مقاطعة نيوبرونزويك انتقد هذا الافتقار إلى العاملين الفرانكوفون بينما أبدت عائلات النزلاء تفهما أكبر. وأكدت هذه العائلات بأن الأهم بالنسبة إليها هو أن تتوفر الخدمة لأهاليهم في دور الرعاية في هذا الوقت من الأزمة الصحية المستشرية.

وذكرت هيئة الإذاعة الكندية نقلا عن مصادر، أن العاملين الذين أرسلوا إلى مركز Manoir Belle Vue وإلى Villa des Jardins للرعاية الطويلة الأمد في مدينة إدموندستون لا يتحدثون إلا لغة شكسبير.

يذكر أنه وضع مؤقت نجم عن إصابة العديد من الموظفين في هذه المراكز بكوفيد-19 مما حتّم وضعهم في عزلة تامة.

يُعّقب أحد النواب الفدراليين في المنطقة من الحزب الليبرالي رينيه أرسونو، وهو يشغل أيضا منصب السكرتير البرلماني لوزيرة اللغات الرسمية في الحكومة الاتحادية، يقول:

إنّه أمر شائن، لا أستطيع أن أصدق أن في عام 2021 هو ما نحن فيه الآن. والأمر متروك لحكومة المقاطعة لتصويب وتصحيح الأمور في أسرع وقت ممكن. إنه أمر غير مفهوم.

بدروه، يعرب نائب عمدة مدينة إدموندستون، إريك ماركيز، عن اعتقاده بأنه ينبغي تقديم الخدمات لهؤلاء المسنين الفرانكفونيين باللغة الرسمية التي يختارونها. يقول ماركيز:

إن كبار السن في دور الرعاية هم أشخاص معرضون للخطر. ويجب توفير المحادثة معهم باللغتين الفرنسية أو الانجليزية. مع علمنا أنه هنا في إدموندستون الأفضلية للفرنسية. لكي نكون أكيدين من فهم كلي لكل ما يحتاجه هؤلاء الكنديون الأكاديون بمعظمهم في هذه المنطقة.

أقرباء المسنين أكثر تفهما 

إذا لم يتقبل هؤلاء المسؤولون المحليون المنتخبون حقيقة أن العمال الذين جاءوا لمد يد العون في مراكز الرعاية الصحية الطويلة الأمد، لا يتقنون إحدى اللغتين الرسميتين في البلاد، فإن بعض أقارب نزلاء تلك المراكز، بدوا من جهتهم أكثر استيعاباً وتفهما.

هذا هو الحال مع السيدة جوان بيروبيه التي تعيش والدتها وشقيقتها في مركز "مانوار بيل فو"، وهما لا تتحدثان غير الفرنسية.

أمي لا تتحدث الانكليزية ولا تفهمها مطلقا وكذلك هي حال شقيقتي.

وتروي المتحدثة لمذياع هيئة الإذاعة الكندية أن "الأسبوع الماضي، أحضر أحد العاملين الطعام إلى غرفة والدتي. وهذه الأخيرة لم تفهم ما قاله لها. والسبب واحد من اثنين إما لأن والدتها لا تفهم الإنجليزية وإما لأن والدتها صمّاء."

كل ما قالته لي أمي، تتابع المتحدثة، "انتهى بي الأمر بالحصول على ما أريد، كنت سعيدة جدًا." أعتقد أن الشيء المهم هو أن ينتهي بهم الأمر بالحصول على تلك اللمسة الإنسانية والشعور بأن هناك من يرعاهم. لا أعتقد أنها مسألة عائق لغوي.

Villa Des Jardins، وهي مركز للرعاية الطويلة الأمد في منطقة إدموندستون في نيو برونزويك الذي شهد مؤخرا تفشيا بعدوى الفيروس التاجي/راديو كندا:BERNARD LEBEL

تدرك السيدة بيروبيه أن الوصول إلى الخدمات باللغة الرسمية التي تختارها أمر مهم، لكنها ليست أهم شيء في الوقت الحالي، في خضم الأزمة الصحية المستفحلة التي نشهدها.

لسنا بحاجة في هذه المرحلة إلى الفرز اللغوي. بل يجب أن يأتي التضامن في الدرجة الأولى. الخدمة والرعاية. أن نمنحهم الراحة والرفاهية التي يحتاجونها لمساعدتهم على التعافي.

أحني القبعة وأقول شكرا لجميع من مد يد المساعدة أكان أنغلو فونيًا أو فرانكوفونيًا. المهم أن نعتني بأحبتنا، لأننا عاجزون للغاية خارج جدران هذه المراكز. 

ويشاطر موريل مورنو السيدة بيروبيه رأيها. وتقيم والدته التي ناهز عمرها الـ 94 عاما في مركز "مانوار بيل فو" أيضا، يقول:

بالطبع، قد يكون تلقي الرعاية بلغة مختلفة عن لغتك الأم أمرًا معقدًا. لكن في هذا السياق، لست مقتنعًا بضرورة أن يكون جميع الموظفين ثنائيي اللغة أو على الأقل يتحدثون اللغة الفرنسية.

إننا نعيش أزمة صحية طارئة، وهي حالة مؤقتة. المهم في الأمر أن أمي والنزلاء الآخرين معها في هذا المركز يحصلون على الرعاية التي يحتاجونها، بغض النظر عن اللغة.

الفرنسية، الانجليزية أو حتى الاسبانية، لا يهم اية لغة يتحدث بها الطاقم داخل دور رعاية المسنين، في الوقت الذي يتسبب تفشي الوباء بازدياد الحاجة في شكل كبير إلى كل الموارد المتاحة. 

المهم أن تتناول وجبتك، وأن تكون ساخنة وطعمها جيد.

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)

روابط ذات صلّة:

الشارع الكندي يُثّمن جهود العاملين في الخطوط الأمامية لمكافحة الجائحة

إطلاق استغاثة باللغة الأم للكنديين الفرنكوفونيين بعد استفحال الأزمة الصحية

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.