تتّخذ الحكومة الفدرالية المزيد من الإجراءات الكفيلة بمساعدة مواطني هونغ كونغ المتواجدين في كندا على البقاء فيها، إذا كانوا يرغبون بذلك، بدل العودة إلى هونغ كونغ التي تقمع فيها السلطاتُ الصينية الحريات والحركة الديمقراطية.
أحد البرامج الجديدة في مجال الهجرة، والمُصمَّم ليوفّر لسكان هونغ كونغ ملاذاً آمناً في كندا، يبدأ بتلقي الطلبات يوم الاثنين المقبل الموافق فيه 8 شباط (فبراير).
والبرنامج مفتوح أمام سكان هونغ كونغ الحاصلين على شهادة في الدراسات ما بعد الثانوية من مؤسسة تعليمية كندية في السنوات الخمس الأخيرة أو الحاصلين على شهادة أجنبية معادِلة.
ويتيح البرنامج لهؤلاء الحصول على رخصة عمل كندية صالحة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، ما يفتح أمامهم المجال لطلب الإقامة الدائمة في كندا.
ويتوجه البرنامج للمقيمين في هونغ كونغ كما لسكان هونغ المقيمين في كندا. لكن نظراً لوجود إجراءات تقييدية على السفر بسبب جائحة "كوفيد - 19" من المتوقّع أن يكون المستفيدون من البرنامج الجديد بشكل أساسي من بين سكان هونغ هونغ المتواجدين حالياً في كندا.

وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة الكندي ماركو منديتشينو متحدّثاً في مؤتمر صحفي في أوتاوا (أرشيف) (Justin Tang / CP)
"من خلال رخص عمل مفتوحة ومرِنة ومسار سريع للإقامة الدائمة، ستتوفر لسكان هونغ كونغ من أصحاب المهارات فرصة فريدة لتطوير مساراتهم الوظيفية والمساهمة في التعافي الاقتصادي في كندا"، قال وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة الكندي ماركو منديتشينو في بيان مكتوب.
وهناك برنامجان آخران تقوم وزارة الهجرة بوضع اللمسات الأخيرة عليهما، يتوجه أحدهما إلى المقيمين في كندا ولديهم خبرة عمل فيها مدتها سنة على الأقل فيما يتوجه الثاني إلى الخريجين الجدد القادمين مباشرةً من هونغ كونغ.
وتمّ الإعلان عن البرامج الثلاثة المذكورة أعلاه في الخريف الفائت وسط ارتفاع المطالب بقيام الحكومة الفدرالية بالمزيد ردّاً على تضييق السلطات الصينية الخناق حول الحريات والديمقراطية في هونغ كونغ من خلال قانون جديد حول الأمن القومي في المستعمرة البريطانية السابقة.

أعلام صينية وكندية في بكين احتفاءً بزيارة رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو إلى العاصمة الصينية في 5 كانون الأول (ديسمبر) 2017 (Fred Dufour / CP / AP)
يُذكر أنّ الوزير منديتشينو أعلن في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت عن مشروع لإصدار تصريح عمل "مفتوح" يتيح للطلاب وللشباب في هونغ كونغ المجيء بسرعة إلى كندا ويسرّع حصولهم على الإقامة الدائمة فيها.
وأكّد منديتشينو آنذاك أنّ هذا الإجراء ينسجم مع تعهد كندي بدعم هونغ كونغ بوجه القمع الصيني.
"كندا قلقة للغاية من المصادقة على القانون الجديد حول الأمن القومي في هونغ كونغ ومن وضع حقوق الإنسان فيها والذي يواصل التردّي يوماً بعد يوم"، قال آنذاك وزير الهجرة في حكومة جوستان ترودو الليبرالية.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو بين شواهد القبور التي تحمل أسماء جنود كنديين سقطوا في الحرب العالمية الثانية خلال زيارته مقبرة ساي وان العسكرية في هونغ كونغ صباح الثلاثاء 6 أيلول (سبتمبر) 2016 (Vincent Yu / AP)
ويأتي الحديث حالياً عن استقبال برنامج رخصة العمل المفتوحة الطلبات ابتداءً من الاثنين المقبل فيما تبدو الحكومة الصينية وكأنها تمارس ضغوطاً على الكنديين المقيمين في هونغ كونغ.
فالصين لا تعترف من الناحية القانونية بازدواجية الجنسية في هونغ كونغ. لكن يُعتقد أنّ نحو 300.000 شخص من سكان المستعمرة البريطانية السابقة حائزون على الإقامة الدائمة في كلّ من الصين وكندا.
وتتزايد المخاوف من أن تباشر السلطات الصينية تطبيق القانون حول ازدواجية الجنسية على نطاق أوسع، ما يعني، على سبيل المثال، حرمان سكان هونغ كونغ من حملة الجنسية الكندية من الخدمات القنصلية الكندية.
وكانت تقارير إخبارية قد ذكرت في الأسابيع الماضية أنّ أشخاصاً يحملون جوازيْ السفر الصيني والكندي اعتُقلوا وأُجبروا على الاحتفاظ بواحدةٍ فقط من الجنسيتيْن.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
كندا تسرّع هجرة طلاب هونغ كونغ وشبابها فيما تضيّق الصين الخناق حول الحريات فيها
الهجرة القوية ستظل أساسية لكندا بعد نهاية الجائحة حسب وزير الهجرة الفدرالي
عودةٌ من هونغ كونغ وهجرةٌ منها إلى كندا في ظل قلق من مستقبل المستعمرة البريطانية السابقة
ترودو يزور في هونغ كونغ ضرائح الجنود الكنديين الذين سقطوا في الحرب العالمية الثانية
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.