يفيد تقرير صادر عن "المعهد الكندي للخيارات المناخية" (ICCC) أنّ هدف الحكومة الفدرالية في بلوغ الحياد الكربوني بحلول عام 2050 قابلٌ للتحقيق، لكنه يتطلب عملاً فورياً وقرارات لا تخلو من التعقيد.
"ما سيتيح قيام هذه الاستثمارات هو إشارة من الحكومة"، يقول أستاذ الاقتصاد في معهد الدراسات التجارية العليا التابع لجامعة مونتريال (HEC Montréal) البروفيسور جوستان لورو وهو أيضاً خبير لدى "المعهد الكندي للخيارات المناخية"، حسب تقرير لراديو كندا.
"الإعلان عن زيادة سعر الكربون لغاية عام 2030 هو مثال عن إشارة قوية ستوجّه الاستثمارات نحو طاقة أكثر نظافة"، يضيف البروفيسور لورو.
ويفصّل المعهد المستقلّ في تقريره تكنولوجيات الحدّ من انبعاثات الكربون إلى فئتيْن.
هناك أولاً فئة "الخيارات الآمنة" التي تمّت تجربتها وجرى استخدامها وأثبتت فعاليتها. وتندرج في هذه الخيارات "الآمنة" السيارات الكهربائية والكهرباء النظيفة والغاز الطبيعي. ويرى المعهد أنّه يجب إعطاء الأولية للاستثمار في هذه التكنولوجيات حتى عام 2030.
أمّا الفئة الثانية فهي "الرهانات المحفوفة بالمخاطر"، ونجد فيها كافة التكنولوجيات التي لم يتم التحقق بعد من مدى فعاليتها أو التي ليست قابلة للتسويق بعد، ومن أبرزها الطاقة الهيدروجينية وأسرُ الكربون وتخزينه واستخدامُ الأرض.
وكما يُستدلّ من اسمها، تنطوي هذه الفئة على مخاطر تكنولوجية ومالية أكثر من فئة "الخيارات المضمونة"، لكنها تُعتبر أساسية لبلوغ الحياد الكربوني، أي الصافي الصفري من الانبعاثات، بحلول عام 2050.
ويشبّه البروفيسور لورو الفئتيْن "إلى حدّ ما إلى محفظة من الأسهم" تحتوي بعض الأسهم المضمونة الربح التي تتيح أخذ بعض المخاطر. "أحد أشكال إدارة المخاطر"، يقول لورو.
ولا يوصي "المعهد الكندي للخيارات المناخية" بطريق أمثل ولا بمزيج كامل من "الخيارات الآمنة" و"الرهانات المحفوفة بالمخاطر" لبلوغ الحياد الكربوني، لكنه يقدّم ثلاثة سيناريوهات ممكنة، لكلٍّ منها حسناته وسيئاته.
في السيناريو الأول تواصل كندا استثمار أنواع الوقود الأحفوري المتوفّر لديها فيما تقوم في الوقت نفسه بأسر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ويتطلب هذا السيناريو حداً أدنى من التغييرات البنيوية على صعيد كندا كما على صعيد المؤسسات العاملة فوق أراضيها.
لكنّ هذا السيناريو يتطلب استخدام مساحات واسعة من الأراضي للتعويض عن انبعاثات الغازات الدفيئة، كما أنه يجعل كندا تعتمد بنسبة كبيرة على مسار الأسعار العالمية للنفط وعلى السياسات المناخية لسائر الدول.
أمّا في السيناريو الثاني فتكثّف كندا استخدام الوقود الحيوي كي يحلّ مكان الوقود الأحفوري المستخدَم في قطاعات النقل والبناء وإنتاج الكهرباء.
وفي السيناريو الثالث تقوم كندا بكهربة اقتصادها على نطاق واسع وباستخدام الطاقة الهيدروجينية في المجالات التي يصعب كهربتها كنقل السلع والصناعات الثقيلة على سبيل المثال.
وبالرغم من أنّ السيناريوهيْن الأخيريْن يراهنان على تراجع في إنتاج المواد الهيدروكربونية وفي الطلب عليها، فهما يقدّمان للمقاطعات المنتجة للنفط دوراً تقوم به.
فمثلاً ألبرتا، أغنى مقاطعات كندا بالنفط، يمكنها أن تتبوأ مكاناً هاماً في مجال إيجاد تكنولوجيات مرتبطة باستخدام الطاقة الهيدروجينية. كما أنّ استخراج الليثيوم يمكن أن يوفر لها عوائد هامة.
"يكون الأمر مُحزناً لو كان لدينا حلّ واحد نقترحه بسبب انعدام الخيارات الأُخرى. لكن اليوم لدينا هامش مناورة"، يقول البروفيسور لورو.
ويقترح أستاذ الاقتصاد والخبير لدى "المعهد الكندي للخيارات المناخية" السيناريوهات الثلاثة المذكورة أعلاه كإطار للحوار بهدف التوصّل إلى توافق بين مختلف مستويات الحكم والشركات ومجموعات السكان الأصليين.
(راديو كندا / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
كندا: ردود فعل حول نيّة الرئيس بايدن إلغاء رخصة توسيع أنبوب كيستون النفطيّ
مشروع قانون لتحقيق الحياد الكربوني بين "وفاء" ترودو بوعده وانتقادات المعارضة
ترودو: مكافحة التغيرات المناخية ليست بـ"الأسود أو الأبيض" فقط
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.