عاملة صندوق في مقهى (أرشيف) / (هيئة الإذاعة الكندية)

إحدى خصائص أزمة “كوفيد – 19” الاقتصادية هي أنها تطال النساء أكثر من الرجال

يذكّر محرّر الشؤون الاقتصادية في راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) جيرالد فيليون بأنّ النساء تأثرن سلباً بالأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة "كوفيد - 19" أكثر من الرجال.

ويقول فيليون في مقال تحليلي إنّ هذا الأمر واضح منذ مطلع الجائحة، ويضيف أنّ آخر الإحصائيات في كندا كما في الولايات المتحدة تؤكده.

فالقطاعات الأكثر تأثراً بالإغلاقات الاقتصادية الهادفة للحدّ من انتشار الجائحة هي تلك التي، بشكل عام، تشكّل النساء معظم قوتها العاملة، لاسيما تجارة التجزئة وخدمات الإيواء والمطاعم ودور الحضانة، وأيضاً المؤسسات التعليمية.

ويشير فيليون أيضاً إلى حجم الضغط الذي تعانيه النساء في قطاع الصحة في ظلّ هذه الجائحة، بدءاً من الخطوط الأمامية. فالنساء كثيرات وأحياناً يشكلن الأكثرية في العديد من الوظائف في هذا القطاع البالغ الأهمية.

وفي الجهة المقابلة نجد أنّ قطاعات العمل التي تأثرت أقلّ من غيرها والتي حافظت على أنشطتها أو التي تعتبرها حكوماتُ المقاطعات محركاتٍ ورافعاتٍ للنهوض الاقتصادي تضمّ غالبيةً من الرجال في قواها العاملة، لاسيما منها قطاعا التصنيع والبناء.

مؤسسة خاصة في العاصمة الفدرالية أوتاوا أغلقت أبوابها في عزّ جائحة "كوفيد - 19" (Francis Ferland / CBC)

ويستعرض فيليون في مقاله مجموعة من الأرقام الاقتصادية التي "تظهر بوضوح أنّ الأزمة الحالية تطال النساء أكثر".

فيذكّر بأنّ سوق العمل الكندية فقدت نحو 213.000 وظيفة في محصلة صافية في كانون الثاني (يناير) الفائت وأنّ معدّل البطالة ارتفع 0,6 نقطة مئوية ليبلغ 9,4%، حسب وكالة الإحصاء الكندية.

وفي الفئة العمرية 25 - 54 عاماً كانت الخسارة 33.500 وظيفة لدى الرجال و73.400 وظيفة لدى النساء، وبلغ معدل البطالة 7,5% لدى الرجال و7,8% لدى النساء.

وبالمقارنة مع كانون الثاني (يناير) 2020 تراجع الشهرَ الفائت عددُ الوظائف لدى الرجال في الفئة العمرية نفسها 156.000، فيما فقدت النساء 193.000 وظيفة.

عاملة متخصصة في مصنع "جنرال موتورز" للسيارات في مدينة أوشاوا في أونتاريو، كبرى مقاطعات كندا ومحركها الاقتصادي (أرشيف) / Frank Gun / CP

"كما حدث في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) 2020 عندما تسبّبَ توقفُ الحركة الاقتصادية المتصل بـ’’كوفيد - 19‘‘ بخسائر في الوظائف لدى النساء تفوق الخسائر لدى الرجال، كان التراجع المسجَّل في الوظائف في كانون الثاني (يناير) 2021 أكبر بمرّتيْن لدى النساء في الفئة العمرية الرئيسية من حيث النشاط (الاقتصادي) منه لدى الرجال في الفئة العمرية نفسها"، كتبت وكالة الإحصاء في 5 شباط (فبراير) الجاري عندما أصدرت بيانات العمل لشهر كانون الثاني (يناير) الفائت.

والفئة العمرية الأكثر نشاطاً في سوق العمل هي فئة الـ 25 - 54 عاماً. ومستوى العمالة لدى النساء في هذه الفئة كان في كانون الثاني (يناير) 2021 أدنى بـ3,2 نقاط مئوية من المستوى المسجَّل في شباط (فبراير) 2020، مقارنةً بفارق قدره 2,7 نقطة مئوية لدى الرجال في الفئة العمرية نفسها. وشباط (فبراير) هو آخر شهر كامل عاشته كندا قبل أن تضربها الجائحة.

وسُجِّلت خسائر الوظائف بدوام جزئي بشكل خاص لدى الشباب من الفئة العمرية 15 - 24 عاماً والنساء من الفئة العمرية 25 - 54 عاماً لأنهم "أكثر ميلاً للعمل بدوام جزئي في قطاعات طالتها بشكل مباشر إجراءاتُ الصحة العامة المتصلة بـ’’كوفيد - 19‘‘، من ضمنها تجارة التجزئة وخدمات الإيواء والمطاعم".

مقر وكالة الإحصاء الكندية في أوتاوا (Sean Kilpatrick / CP)

وفي الولايات المتحدة تراجع عدد النساء في القوة العاملة في الفئة العمرية 25 - 54 عاماً من 47,6 مليوناً في كانون الثاني (يناير) 2020 إلى 44,9 مليوناً في كانون الثاني (يناير) 2021.

وفي أوساط النساء اللواتي هنّ المعيل الأول للعائلة ارتفع معدّل البطالة من 7,2% في كانون الأول (ديسمبر) 2020 إلى 8,3% في كانون الثاني (يناير) 2021.

وقال عضو المجلس الاقتصادي للبيت الأبيض جاريد برنشتاين في مؤتمر صحفي في 5 شباط (فبراير) الجاري إنّ 2,6 مليون إمرأة تركن القوة العاملة منذ شباط (فبراير) 2020، ما يمثّل تراجعاً قدره 4 نقاط مئوية.

وزيرةُ شؤون المرأة والمساواة الجندرية في الحكومة الكندية مريم منصف (Justin Tang / CP)

وبالعودة إلى كندا أعلنت يوم أمس وزيرةُ شؤون المرأة والمساواة الجندرية في الحكومة الفدرالية مريم منصف عن إنشاء صندوق بقيمة 100 مليون دولار لتمويل مشاريع تهدف لمساعدة الأشخاص الأكثر عوزاً، لاسيما النساء منهم. وهذا بالتأكيد "بداية جيدة" يقول فيليون.

"غير أنّ الأزمة التي نعرفها منذ سنة فريدة من نوعها"، يرى فيليون، فهي "تختلف عن أزمات الركود الاقتصادي التي اجتزناها في العقود الأخيرة، وإحدى خصائصها هي أنها تطال النساء بشكل أكبر على الصعيد الاقتصادي".

ويضيف فيليون أنّ "خيارات أصحاب القرار السياسيين يجب أن تأخذ ذلك في الحسبان، أولاً في خطاباتهم، ولكن أيضاً في دعمهم".

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

سوق العمل الكندية تفقد 213 ألف وظيفة في كانون الثاني (يناير) ومعدّل البطالة يرتفع إلى 9,4%

أوّل خسارة لسوق العمل الكندية منذ نيسان (أبريل) ومعدل البطالة يرتفع 0,1 نقطة إلى 8,6%

مشاركة المرأة الكندية في العمل في أدنى مستوى في ثلاثة عقود بسبب الجائحة

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.