مؤسسة خاصة في العاصمة الفدرالية أوتاوا أغلقت أبوابها في عزّ جائحة "كوفيد - 19" (Francis Ferland / CBC)

8,9 ملايين شخص استفادوا من المساعدة الفدرالية لحالات الطوارئ مع تباين بين المدن

يفيد تقرير لوكالة الصحافة الكندية أنّ نحو 8,9 ملايين كندي ومقيم دائم تلقوا نحو 82 مليار دولار من خلال برنامج المساعدة الكندية لحالات الطوارئ (PCU - CERB) بين أواخر آذار (مارس) وتشرين الأول (أكتوبر) 2020.

وتفيد بيانات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا أنّ 6,5 ملايين شخص استفادوا من هذه المساعدة المالية البالغة قيمتها 500 دولار في الأسبوع في أسابيعها الأربعة الأولى، أي أكثر من واحدٍ من أصل كلّ خمسة كنديين بلغوا سنّ الخامسة عشرة فما فوق.

وفقد نحو ثلاثة ملايين شخص وظائفهم في كندا في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) 2020 بسبب الإغلاق الاقتصادي الذي طال المؤسسات التي تقدّم خدمات اعتبرتها سلطات الصحة العامة غير أساسية في ظلّ جائحة "كوفيد - 19".

كما أنّ 2,5 مليون شخص آخرين عملوا خلال الشهريْن المذكوريْن أقلّ من نصف ساعات عملهم المعتادة.

ثمّ تحسّنت الأوضاع الاقتصادية مع السماح لقطاعات عديدة باستئناف أعمالها، فأخذ عدد المستفيدين من المساعدة الكندية لحالات الطوارئ يتراجع وبلغ 4,4 ملايين شخص في شهرها الثاني و3,7 ملايين شخص في شهرها الثالث ونحو 2,3 مليون شخص عندما استبدلت الحكومة الفدرالية هذه المساعدة بمساعدات أُخرى وأدخلت تعديلات على برنامج تعويضات البطالة.

رئيس الحكومة الفدرالية زعيمُ الحزب الليبرالي الكندي جوستان ترودو مجيباً على سؤال في مجلس العموم في أوتاوا اليوم (Justin Tang / CP)

وكان البرنامج يقدّم 500 دولار في الأسبوع للعمال الذين فقدوا وظائفهم أو تراجعت مداخيلهم إلى ما دون 1000 دولار شهرياً بسبب الجائحة، مع مفعول رجعي حتى 15 آذار (مارس) 2020. وكان المبلغ يُرسَل لمستحقيه عن كلّ فترة 4 أسابيع دفعة واحدة، أي 2000 دولار، وهو خاضع للضريبة.

يُذكر أنّ جائحة "كوفيد - 19" ضربت كندا منتصف (آذار) وصنّفتها منظمة الصحة العالمية "جائحةً عالمية" في الحادي عشر من الشهر المذكور.

وتقول وكالة الصحافة الكندية استنداداً إلى البيانات الفدرالية العائدة لـ1600 قطاع بريدي ولآخر إحصاء سكاني رسمي أُجري عام 2016 إنّ منطقة تورونتو الكبرى (GTA) تأثرت على نطاق واسع بالأزمة الاقتصادية الناجمة عن الجائحة.

ففي مدينة برامبتون استفاد 20,71% من الذين بلغوا سنّ الـ15 فما فوق من فترةٍ واحدة على الأقل (أي أربعة أسابيع) من برنامج المساعدة الكندية لحالات الطوارئ. وبلغت هذه النسبة 15,29% في مدينة ميسيسوغا و14,12% في مدينة تورونتو.

وإيست غويليمبوري في تورونتو الكُبرى هي المدينة التي سُجِّلت فيها أعلى نسبة من المستفيدين من هذه المساعدة الفدرالية في مقاطعة أونتاريو وفي كلّ كندا، وبلغت 24%.

صورة لوسط كالغاري، كبرى مدن ألبرتا، ويبدو نهر باو الذي يجتاز المدينة (Geneviève Normand / Radio-Canada)

وفي ألبرتا في الغرب، أغنى مقاطعات كندا بالنفط والتي يعاني اقتصادها منذ سنوات بسبب تراجع أسعار هذه المادة، استفاد 15,03% من الأشخاص في الفئة العمرية 15 سنة فما فوق في إدمونتون، عاصمة المقاطعة، من فترةٍ واحدة على الأقل من المساعدة المالية المذكورة. وبلغت النسبة 13,98% في كالغاري، كبرى مدن المقاطعة.

وفي مقاطعة كيبيك تفاوتت نسب المستفيدين من هذه المساعدة المالية الفدرالية بين منطقة وأُخرى. فبلغت نسبتهم للفئة العمرية نفسها ولفترة واحدة على الأقلّ 13,66% في مونتريال، كبرى مدن المقاطعة وعاصمتها الاقتصادية، و13% في جارتها الشمالية لافال، ثالث أكبر مدينة في المقاطعة، و10,11% في غاتينو التي يفصلها نهر أوتاويه عن العاصمة الفدرالية أوتاوا، و8,6% في كيبيك العاصمة، ثانية كبريات مدن المقاطعة.

وفي فريديريكتون، عاصمة مقاطعة نيو برونزيوك (نوفو برونزويك) وثالثة كبريات مدنها، بلغت نسبة المستفيدين من المساعدة المالية المذكورة 9,19%.

أمّا المدينة التي سُجِّلت فيها أدنى نسبة من المستفيدين من برنامج المساعدة الكندية لحالات الطوارئ فهي وينكلر وبلغت 3,83%. وتقع هذه المدينة الصغيرة في جنوب مقاطعة مانيتوبا في غرب وسط كندا.

صورة من وسط فريديريكتون، عاصمة نيو برونزويك (نوفو برونزويك) / Chris Campbell / Wikipedia

واختلفت أيضاً نسب المستفيدين من المساعدة الكندية لحالات الطوارئ بين حيٍّ وآخر في المدينة نفسها. ففي حيّ سكايفيو رانتش (Skyview Ranch) في كالغاري حصل نحو سبعة من كلّ عشرة أشخاص بلغوا سنّ الـ15 فما فوق على هذه المساعدة الفدرالية في شهرها الأول، وهذه النسبة كانت من بين الأعلى في كندا، لكنها تراجعت إلى 25% في آخر أشهر البرنامج.

والحيّ المذكور هو من الأكثر تنوّعاً في كندا ويضمّ نسبة عالية من الأقليات الظاهرة والقادمين الجدد.

وتفيد بيانات الإحصاء السكاني لعام 2016 أنّ 12% من سكان سكايفيو رانتش كانوا يعيشون تحت خطّ الفقر وأنّ نحو ثلاثةٍ من أصل كلّ عشرة مالكين وأربعةٍ من أصل كلّ عشرة مستأجرين كانوا ينفقون على السكن 30% فما فوق من مداخيلهم، ما يُعتبر نسبة عالية.

والكثيرون من سكان هذا الحيّ يعيشون في منازل متعدّدة الأجيال، ويشكّل هذا الأمر عنصر قلق إضافي خلال جائحة مرضية، إذ يُخشى من نقل الطلاب والعمّال المقيمون في هذه المنازل الفيروسات، في حال إصابة أحدهم بها، إلى المُسنّين المقيمين معهم.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

تقديرات المدير البرلماني للميزانية لبدائل المساعدة الكندية لحالات الطوارئ

كنديّون يعيدون طوعا مبالغ تلقّوها من برنامج الإعانة الحكوميّة لحالات الطوارئ

خطاب العرش: حماية الكنديين من جائحة "كوفيد - 19" هي الأولويةُ المطلقة ووعدٌ بإيجاد مليون وظيفة

فئة:اقتصاد، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.