تدرس المحكمة العليا في كندا اليوم الاثنين حق الممثل الكوميدي مايك ورد في السخرية من المغني الشاب، الذي يعاني من إعاقة جسدية، جيريمي غابرييل وحق هذا الأخير في الكرامة.
ويجتمع القضاة التسعة في أعلى سلطة قضائية في البلاد من أجل الاستماع إلى هذه القضية.
محامي مايك ورد، جوليوس غراي كان أول من تناول الكلام في قاعة المحكمة اليوم مستعرضا حججه التي دافع بها عن موقف موّكله.
أوضح المحامي "أنه لا يوجد حق في عدم التعرّض للإهانة". وأصّر على أن ممثل الفكاهة كان "يعلق على بقرة مقدّسة" ولا يهاجم الطفل بسبب إعاقته. "وإن التهكم أو الاستهزاء لا يحرم أحدا من خدمة أو من حق".
وأذهل المحامي قاضيين على الأقل في المحكمة عندما ذهب في دفاعه بعيدا ليقول:
يمكننا المجادلة بأن موّكلي عرض المساواة على جيريمي غبريال عندما عامله بالطريقة ذاتها التي يتم فيها معاملة الأبقار المقدسة الأخرى.
مما دفع بالقاضي راسل براون إلى مقاطعة محامي الدفاع قائلا له:
ويحك، لا تذهب بعيدا، فنحن لا نتحدث عن غاليليه أو سلمان رشدي، إنه ليس بطلاً(قاصدا بكلامه مايك ورد).
وأردفت القاضية شيلا مارتن: "نحن نتحدث عن شخص قال إنه حاول إغراق طفل يبلغ 13 ربيعا ويعاني من إعاقة جسدية". وفي هذا إشارة من القاضية إلى إحدى النكات التي وردت في عرض قدمه مايك ورد.
تجدر الإشارة إلى أنه في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2019، كان أمر اثنان من قضاة محكمة الاستئناف في كيبيك الفنان مايك ورد بدفع مبلغ قدره 35 ألف دولار لجيريمي غبريال كتعويضات عقابية ومعنوية. هذا وألغت المحكمة قرارا لمحكمة حقوق الإنسان يقضي بمنح تعويض قدره 7000 دولار لوالدة جيريمي غابرييل.
تتم متابعة هذه القضية باهتمام كبير في مقاطعة كيبيك، بينما يتعين على أعلى محكمة في البلاد تحديد ما إذا كانت حرية التعبير تحمي الخطاب الفني بقدر ما تحمي الخطاب السياسي. سيتعين على قضاة المحكمة الكندية العليا أيضًا أن يقرروا ما إذا كان الاستهزاء بالسمات الشخصية يعتبر بمثابة تمييز.
قدم جيريمي غابرييل وعائلته شكوى ضد الممثل الكوميدي مايك وارد في عام 2012، عندما كان عمره 15 عامًا/راديو كندا: Olivier Lalande
يذكر أن جيريمي غبريال الذي يعاني من
متلازمة تريشر كولينز، وهو مرض خلقي يتميز بتشوّهات في الجمجمة والوجه، اكتسب شهرة عندما غنى، في عام 2006، وهو في ربيعه التاسع، للبابا بنديكتوس السادس عشر.
وفي إحدى نمره الفكاهية على المسرح، قام مايك ورد بالسخرية من العديد من الشخصيات المعروفة، من بينهم جيريمي غبريال، مستهزأً بخصائص جسدية عنده.
الطرفان المعنيان في المحكمة العليا لكندا هما الفنان مايك ورد ولجنة حقوق الإنسان وحقوق الشباب. ومع ذلك، يتمتع كل من السيد غبريال ووالدته بوضع متدخل، معني بالقضية القائمة.
كما يشارك في جلسات المحكمة كل من "رابطة محترفي صناعة الكوميديا"، و"رابطة الحريات المدنية الكندية"، و"رابطة حقوق الإنسان في منظمة "بناي بريث" الكندية.
قال المحامي وليد حجازي الذي يمثل المهنيين في صناعة الفكاهة "يعاني وسط فن الكوميديا من القلق، وتأثير الهزل سلبا، سيستدعي للأسف ضرورة الرقابة الذاتية".
كذلك يرى كريستوفر بريدت، محامي الرابطة الكندية للحريات المدنية الذي دافع أيضًا عن حرية التعبير، "أن الكوميديا سيئة الذوق".
بدورها، أكدت المحامية الحاضرة عن لجنة حقوق الإنسان وحقوق الشباب ستيفاني فورنيه "أن المسألة ليست مسألة ذوق جيد أو سيء".
تقول:
الملف هنا ليس حول الأخلاق أو حول الذوق الجيد. يتعلق الأمر بالتمييز. التمييز ضد الطفل المعاق، وتأثير كلمات التي تفوه بها فنان الكوميديا على كرامته.
(المصدر: سي بي سي، هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.