تستأنف العديد من المدارس في أونتاريو التعليم الحضوري بعد أسابيع من التعليم عن بعد الذي حتّمته جائحة فيروس كورونا المستجدّ.
ومن المتوقّع أن تفتح المدارس أبوابها في المناطق التي كانت مصنّفة في حالة التنبيه القصوى، وأن يعود آلاف التلاميذ إليها بعد عطلة عيد العائلة، بعد أن قرّرت حكومة المقاطعة برئاسة دوغ فورد تخفيف بعض الإجراءات المتشدّدة المستمرّ منذ شهرين في 27 منطقة.
وتراجع عدد حالات كوفيد-19 في مقاطعتَي أونتاريو وكيبيك، بعد أن بلغ أرقاما قياسيّة على مدى أسابيع، ما دفع بالسلطات إلى فرض المزيد من إجراءات الوقاية والتشدّد في تطبيقها.
أكّد وزير التربية في أونتاريو ستيفن ليتشيه أنّ الحكومة استندت في قرارها إعادة فتح المدارس إلى تووصيات السلطات الصحيّة/Christopher Katsarov/The Canadian Press
وفي حين تفتح المدارس أبوابها مجدّدا، طمأنت اللجان المدرسيّة الأهالي والتلاميذ إلى أنّها اتّخذت المزيد من الإجراءات من أجل ضمان سلامة المدارس .
وقال وزير التربية ستيفن ليتشيه إنّ الحكومة استندت في قرار استئناف التعليم الحضوري إلى نصيحة د. ديفيد وليامز رئيس الخدمات الطبيّة في أونتاريو، وبِدعمٍ من مسؤولين طبّيين وتوصية رفعها بالإجماع مجلس المسؤولين الطبيّين في المقاطعة.
ودعا العديد من خبراء الصحّة حكومة المقاطعة إلى وضع المدارس في أولويّاتها عندما تُقرّر إعادة فتح الأعمال والمرافق المغلقة بصورة تدريجيّة.
وفي حين يتابع الخبراء الارتفاع المقلق في حالات العدوى بِالسلالات الجديدة من الفيروس، دعا عدد من مسؤولي الصحّة العامّة وأخصّائيّي الوبائيّات إلى أن يقتصر تخفيف الإجراءات على المدارس فحسب في المناطق التي تنتقل فيها العدوى مجتمعيّا بكثرة.
ويقول د. لورانس لُوه مسؤول الصحّة العامّة في منطقة بيل إنّ إعادة فتح المدارس تعني أنّ العديد من التلاميذ والأهالي وطواقم التعليم سوف يتنقّلون في المجتمع أكثر من السابق.
الكمامة إلزاميّة في الأماكن العامّة، بما فيها مراكز التزلّج في وقت باشرت حكومة أونتاريو إعادة فتح الاقتصاد تدريجيّا في عدد من مناطق المقاطعة/Sean Kilpatrick/CP
وينبغي في العادة لدى إجراء هذا التغيير في المجتمع، انتظار فترتَين من حضانة الفيروس على الأقلّ لِمعرفة مدى تأثيره على عدد الحالات حسب قوله.
وقد أثبتت إجراءات الوقاية المتشدّدة، بما فيها التباعد الجسدي وارتداء الكمامة، فعاليّتها في الحدّ من انتشار العدوى في المدارس كما قال،مشيرا إلى أنّ ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا المستجدّ شكّل عاملا إضافيّا ينبغي مراقبته عن كثب.
ودعا د. لورانس لُوه مسؤول الصحّة العامّة في منطقة بيل حكومة دوغ فورد إلى التريّث مدّ أسبوعين على الأقلّ قبل تخفيف الإجراءات الصارمة في المنطقة، وإعادة فتح الأعمال والمرافق المُغلقة.
وتقول د. سامانتا هيل رئيسة الجمعيّة الطبيّة في أونتاريو، إنّ الوضع مقلق حاليّا مع انتشار السلالة المتحوّرة البريطانيّة " بي 7. 1. 1. (B. 1. 1. 7)، وسواها من السلالات الجديدة، وتضيف أنّ الجمعيّة دعت الحكومة إلى إبقاء إجراءات الوقاية المتشدّدة على حالها دون التخفيف منها.
دوغ فورد رئيس حكومة أونتاريو قام بجولة على مركز ويلفورت لِصحّة المجتمع في ميسيساغا في 09-02-2021/Nathan Denette/The Canadian Press
وكان من الأفضل حسب د. هيل، أن تتمّ إعادة فتح المرافق والأعمال المغلقة بصورة بطيئة، أي بعد نحو أسبوعين، بانتظار معرفة تداعيات إعادة فتح المدارس وانتشار سلالات الفيروس الجديدة في المجتمع.
ودعت د. هيل أبناء المقاطعة إلى عدم التنقّل بين المناطق المصنّفة في مستويات التنبيه المختلفة، لتجنّب خطر انتقال العدوى.
وفي السياق نفسه، دعت د. فاليري سيلز أخصّائيّة الأمراض المعدية في مستشفى ماركهام سفوف فيل إلى إعادة فتح الاقتصاد على مراحل، وعلى نحو مضبوط، للحدّ من مخاطر انتشار العدوى والسلالات المتحوّرة من الفيروس.
ومن الضروري حسب رأيها، التريّث 4 أسابيع بعد إعادة فتح المدارس والأعمال الصغيرة، قبل إعادة الفتح على نطاق واسع ، والتريّث حتّى حلول الدفء والطقس المعتدل قبل إعادة فتح المطاعم والحانات.
مخاوف من حدوث موجة ثالثة من الفيروس:
وتشمل إعادة فتح الأعمال جزئيّا اعتبارا من بعد ظهر اليوم الثلاثاء، 27 منطقة في أونتاريو ، لكنّ الإجراءات المتشدّدة تستمرّ في تورونتو وبيل ويورك ومنطقة نورث باي باري ساوند أسبوعا إضافيّا، وتتمّ إعادة فتح الاقتصاد تدريجيّا فيها اعتبارا من الثاني والعشرين من شباط فبراير الجاري.
ويقول د. لورانس لُوه، مسؤول الصحّة العامّة في يورك، إنّ إعادة فتح الاقتصاد ولو جزئيّا، بعد أسبوع واحد من فتح المدارس، لا تكفي للسيطرة على انتشار سلالة جديدة من الفيروس والحؤول دون حدوث موجة ثالثة مخيفة من الفيروس.
ومن الأفضل حسب رأيه التريّث أسابيع قليلة، قد تتيح تجنّب موجة ثالثة، لا سيّما مع وصول المزيد من كميّات اللّقاح.
وكان رئيس حكومة أونتاريو دوغ فورد قد أعلن الأسبوع الماضي، نيّته في إعادة فتح الاقتصاد تدريجيّا وعلى مراحل في المقاطعة بين العاشر والثاني والعشرين من شباط فبراير الجاري.
وتختلف مواعيد إعادة فتح الاقتصاد بين منطقة وأخرى، تبعا لِمستوى التصنيف في كلّ منها، المرمّز بالألوان، والذي يتراوح بين التنبيه المتدّني والمعتدل والأقصى.
(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.