تنتهي صلاحية تأشيرة الدخول إلى كندا، كطالب أجنبي، للشاب الغيني مامادي كامارا منتصف شهر أيار/مايو المقبل، فهل تمنحه الحكومة الكندية الفيدرالية الإقامة الدائمة وتؤهله للمواطنية الكندية؟
نقلت هيئة الإذاعة الكندية اليوم أنه وبحسب معلومات لديها، تفكر الحكومة الكندية الليبرالية بزعامة جوستان ترودو في منح الإقامة الدائمة للشاب مامادي كامارا. لم يتخذ أي قرار نهائي ولكن أوتاوا متعاطفة معه.
وكان تم توقيف كامارا في 28 كانون الثاني/يناير الماضي وسجنه لمدة 6 أيام قبل أن تتم تبرئته من جرم لم يرتكبه. واعتقل كامارا بعد اتهامه، عن طريق الخطأ، بمحاولة قتل شرطي في حي يقع في شمال مدينة مونتريال في مقاطعة كيبيك.
وكان رئيس الوزراء الكندي صرّح في مطلع شهر فبراير الجاري بالقول: "إنها قضية تثير القلق"، ودعا إلى "إجابات واضحة" في هذه المسألة.
يعمل كامارا المولود في غينيا وعمره 31 عاما في إدارة مختبر في كلية البوليتكنيك التابعة لجامعة مونتريال. وتنتهي صلاحية تأشيرته كطالب أجنبي في البلاد منتصف شهر مايو المقبل. وبعد هذا التاريخ وفي حال لم يكمل تدريبه، فقد يضطر إلى مغادرة كندا.
يقول محامي الهجرة الذي يمسك ملف كامارا، غيّوم كليش-ريفارد إن موّكله "في حالة صدمة وفي ضيق. ولن يستطيع الانتهاء من كتابة أطروحته. عادة يجبره تصريح الإقامة في كندا، بالتفرّغ كليا للدراسة، ولكن من المستحيل أن يؤّمن كامارا الدوام الكامل في الدراسة حاليا".
وعلمت هيئة الإذاعة الكندية، أنه تم تقديم طلب إلى حكومة كيبيك والحكومة الفيدرالية لحصول كامارا على الإقامة الدائمة، لدواعي إنسانية. علما أنه فيما يتعلّق بالهجرة والإقامة الدائمة يعود القرار إلى الحكومة الاتحادية.
هذا وبموجب قانون الهجرة وحماية اللاجئين، يملك وزير الهجرة الكندي سلطة قرار منح الإقامة الدائمة.
من جهته، يجادل المحامي ريفارد بأن في حالة موّكله "هناك ظرف وحقائق استثنائية". "فقبل اعتقاله، كان كل شيء منظما في حياته. كان يبحث عن عمل وينتظر ولادة طفليه التوأم قريبا".
يحتاج السيد كامارا إلى أن يكون قادرا على التركيز على رفاهيته ورفاهية عائلته، مع الثقة في أنه يستطيع البقاء في كندا(محامي مامادي كامارا).
حالة تدعو للقلق بحسب أوتاوا
رداً على أسئلة وجهتها هيئة الإذاعة الكندية، أظهر مكتب وزير الهجرة الفيدرالي، الحيطة والحذر.
وكرر وزير الهجرة في الحكومة الفيدرالية الكندية ماركو منديشينو، كلام ترودو وقال: "أن طريقة التعامل مع مامادي كامارا تثير القلق"، من دون أن يخوض في المزيد من التفاصيل.
من جهته قال المتحدث باسم وزير الهجرة أليكس كوهين: " إنه نظرا لقوانين الخصوصية، لا يمكننا التعليق على حالة معينة دون موافقة صاحبها. إذ يتم التحقيق في كل حالة بدقة ولا يتم اتخاذ أي قرار بسهولة".
يبلغ مامادي كامارا 31 عاما ويشغل منصب مدير مختبر ومشرف على الدروس في معهد بوليتكنيك التابع لجامعة مونتريال/راديو كندا
في أوتاوا، طالب نائب الحزب الديمقراطي الجديد في البرلمان الكندي، ألكسندر بوليريس، الحكومة الكندية بمنح مامادي كامارا الإقامة الدائمة "دون تأخير". يقول:
مع الصدمة التي عانى منها السيد كامارا، من الطبيعي ألا يستطيع استئناف دروسه، وهو سيضطر إلى مغادرة البلاد، في حال لم يكمل تدريبه بحلول شهر مايو المقبل.
إنه أمر غير مقبول، كيف يمكن لكندا أن تفتخر بكونها أرضاً مضيفة إذا كانت تتعامل مع القادمين الجدد بهذه الطريقة؟
بدورها أكدت حكومة كيبيك لهيئة الإذاعة الكندية، بأنها تلقت طلب الإقامة الدائمة لمامادي كامارا، لكنها قامت بإحالته إلى أوتاوا.
تقول وزيرة الهجرة في كيبيك نادين جيرو: "يجب أولا معالجة طلب الإقامة الدائمة من قبل الحكومة الفيدرالية، مؤكدة، متابعة كيبيك لهذا الملف عن كثب".
"كنت أبدو كوحش قاتل"
في برنامج "حديث البلد" الذي بثّه تليفزيون هيئة الإذاعة الكندية مساء الأحد المنصرم، روى كامارا تجربته المرّة لأول مرة على الملأ. مع الإشارة إلى أن الغيني الأسود يعيش حاليا في دائرة رئيس الوزراء الكندي الانتخابية في بابينو في شمال مونتريال القريبة من مكان وقوع الحادثة مع كامارا.
في حديثه للرأي العام الكندي الذي يتابع بشغف البرنامج التلفزيوني، شدد كامارا على أن الحادثة كانت أليمة وصعبة للغاية.
وصف نفسه "بالوحش، هذا على الأقل ما شعر به وهو في الزنزانة بين المجرمين الحقيقيين".
في البداية، وجه اليه مدير النيابة الجنائية والجزائية تهمة إطلاق الرصاص وإصابة شرطي في جهاز شرطة مونتريال خلال عملية أمنية.
وقد أطلق سراح كامارا في نهاية المطاف وسحبت التهم الموّجهة إليه بعد أن أظهر مقطع فيديو سجلته وزارة النقل، شخصا آخر في مكان الحادث.
بعد ذلك قدّم جهاز شرطة مدينة مونتريال الاعتذار لمامادي كامارا.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية، سي بي سي)
روابط ذات صلّة:
مامادي كامارا عن فترة اعتقاله: لا أزال تحت تأثير الصدمة
كيبيك تستبعد إجراء تحقيق عام في قضية مامادي كامارا
تظاهرة في مونتريال للتنديد “بالعنف الذي استخدمته الشرطة” بحق مامادي كامارا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.