فتنت بعالم الفضاء منذ نعومة أظفارها وتأثرت بمسيرة رائدة الفضاء الكندية، التي أصبحت فيما بعد حاكمة كندا العامة، جولي باييت. وطبع حياتها فيلم "أبوللو 13" المبني على قصةٍ حقيقة عن رحلة سفينة الفضاء سيئة الحظ أبوللو 13 للدوران حول القمر عام 1970. ابنة مدينة نائية في مقاطعة كيبيك فرح علي باي وصلت اليوم إلى سطح المريخ.
لم تكن تعلم ابنة بلدة جوليت Joliette شمال مدينة مونتريال، المولودة في مدغشقر والتي تقول إن أصولها هندية، أنها ستنجح في الالتحاق يوما بوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" وتتحكم في مسار الروبوت الجوال "برسيفيرينس" الذي وصل إلى سطح المريخ أمس الخميس، 18 شباط/فبراير 2021.
وكانت أعلنت ناسا أمس عن هبوط مركبتها على سطح المريخ، لتنتهي بذلك رحلة قياسية بدأت قبل نحو 7 أشهر، تم خلالها قطع 470 مليون كيلومتر.
تجدر الإشارة إلى أن المهمة الرئيسية لبرسيفيرنس، وتعتبر الأكثر تقدما، هي التحقق من وجود حياة سابقة على سطح الكوكب الأحمر.
تقول علي باي عن مهمتها إلى جانب فريق ضخم يناهز عدده الـ 100 شخص من وكالة الفضاء الأميركية، في تشغيل الروبوت الجوال، الذي تتمثل مهمته في الكشف عن آثار الميكروبات أو أشكال الحياة القديمة على المريخ:
سنصل إلى المختبر في الولايات المتحدة الأميركية حوالي الساعة السادسة مساء حسب توقيت المريخ. نتلقى البيانات اليومية وهي عبارة عن صور وفيديوهات وبيانات أخرى ينقلها إلينا الروبوت الجوال. نقوم بعد ذلك بكتابة التقارير لما حدث خلال هذا النهار ونبرمج لما سيفعله برسيفيرنس في اليوم التالي.
عن خصائص المركبة الفضائية الجديدة تقول علي باي بأنه يمكن مقارنتها بمركبة "كيريوسيتي" التي هبطت على سطح المريخ في العام 2012. ولكنها تمتاز عنها بأن لديها ضعف عدد الكاميرات والميكروفونات وذراع روبوت متطور للغاية. علما أن مركبة Curiosity لا زالت تتجول حتى اليوم على سطح الكوكب الأحمر.
برسيفيرنس هي خامس مركبة تهبط على سطح المريخ، وكل هذه المركبات الخمس أميركية، وقد حطت أولاها عام 1997.
لكن خلافا للمركبات الأربع السابقة، فإن الهدف العلني لمهمة برسيفيرنس هو البحث عن آثار لحياة سابقة على الكوكب، من خلال جمع حوالي 30 عينة صخرية على مدى سنوات. تشير علي باي إلى أن مهمة المركبة برسيفيرنس قد تستمر لمدة عامين على الأقل، أي ما يعادل سنة مريخية.
نصيحة رائدة الفضاء في ناسا فرح علي باي للشباب الذين يحلمون بمهنة في قطاع الفضاء هي عدم السماح لأي شخص بإقصائهم عن تحقيق الحلم والوثوب والتقاط كل فرصة جيدة تتاح أمامهم/الصورة مقدمة من فرح علي باي
درست علي باي علم الفضاء في جامعة كامبريدج في المملكة البريطانية كما درست هندسة الفضاء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة. وتقول إن الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل بدأت فعلا عندما التحقت بالناسا.
في حوار مع هيئة الإذاعة الكندية، تقول رائدة الفضاء الكندية فرح علي باي:
ما يميّز وظيفتي، هو أنني أقوم بعمل غير مسبوق كل يوم، لم يقم أحد قبلي بما أنا أقوم به".
تجدر الإشارة إلى أنها المرة الثانية التي تشارك بها فرح علي باي في مهمة للناسا على سطح المريخ. وقد شاركت في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2018 في رحلة المسبار الفضائي "إنسايت" الذي صنع لأجل دراسة سطح كوكب المريخ.
توضح مهندسة الفضاء في وكالة الـ ناسا، أنها على وشك التعامل مع ظروف محددة للغاية.
عندما نصل إلى المريخ، فإنه لا توجد خريطة هناك، لا يوجد نظام تموضع عالمي (GPS) ولا يمكننا حتى استخدام البوصلة لأنه لا يوجد مجال مغناطيسي عالمي كما هو موجود على الأرض. لذلك عليك أن توجه نفسك بطريقة مختلفة، وما نفعله على كوكب المريخ هو أننا تستخدم الشمس.
(المصدر: سي بي سي، هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.