طرح اللقاح ضدّ فيروس كورونا المستجدّ ولا يزال أسئلة عديدة منذ انطلاق حملة التطعيم في كندا منتصف شهر كانون الأوّل ديسمبر 2020.
ووضعت الحكومة الكنديّة خطّة لِتوزيع جرعات اللقاح إلى المقاطعات، وعهدت برئاستها إلى الميجور جنرال داني فورتان.
ووضعت الحكومات المحليّة في المقاطعات خطط التطعيم الخاصّة بها، وأعطت الأولويّة في تلقّي اللقاح إلى المسنّين والعاملين في قطاع الصحّة.
ومع بداية حملة التطعيم الشامل، حوّلت حكومات المقاطعات المجمّعات الرياضيّة ومراكز الترفيه إلى مراكز تطعيم، نظرا لِمساحاتها الواسعة التي تتيح الالتزام بالتباعد الجسدي وإعطاء اللقاح بأمان.
ولكن، ماذا بعد تلقّي اللقاح، وهل يستأنف الشخص الذي تلقّاه حياته بشكل طبيعي؟

د. سوزي هوتا أخصائيّة الأمراض المعدية في جامعة تورونتو تقول إنّ لا شيء يتغيّر على المدى القصير بانتظار تطعيم عدد أكبر من الاشخاص/Craig Chivers/CBC
سؤال يطرحه الكثير من الكنديّين، في وقت تتواصل عمليّة التطعيم في مختلف أنحاء البلاد حسب تقرير أعدّه سي بي سي، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة.
تقول د. تالي بوغلر، طبيبة العائلة في تورونتو، إنّها شعرت بالارتياح بعد أن تلقّت جرعتَي اللقاح في كانون الثاني يناير الماضي، ولكنّها أدركت في الوقت عينه أنّها ستواصل الالتزام بإجراءات الوقاية طالما لم يحصل والِداها على اللقاح، ولن تلتقيهم شخصيّا بل افتراضيّا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتتحدّث عن مرحلة انتقاليّة بانتظار أن يتلقّى الكنديّون جميعا اللقاح بحلول أيلول سبتمبر المُقبل.
ويتساءل د. دونالد فِين أخصّائي الأمراض المعدية والميكروبيولوجيا الطبيّة في مركز الصحّة التابع لِجامعة ماكغيل عمّا تعنيه الحياة الطبيعيّة، ويضيف أنّه سؤال يتصارع معه الكنديّون بشكل جماعيّ.
ويُجمع الخبراء الذين تحدّثوا إلى سي بي سي على أهميّة اعتماد الحذر لفترة أطول، من قبل الذين تلقّوا اللقاح والذين لم يتلقّوه بعد على حدّ سواء.
ولكنّ سنة من العزل والإغلاق وعدم الاختلاط تدفع بالعديد من الأهل والأصدقاء لتمضية الوقت معا بعد أن يتلقّى عدد كبير من الكنديّين اللقاح المضادّ للفيروس.

رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو في جولة على عيادة تطعيم في مونتريال في 23-02-2021/Paul Chiasson/CP
ويتطلّب هذا الواقع تقييم مستوى راحة الجميع عندما يتعلّق الأمر بالمخاطرة.
"أعتقد أنّنا دخلنا مرحلة يجد الناس فيها صعوبة أكبر في التعامل مع القيود التي فرضتها السلطات الصحيّة، ومن المرجّح أنّنا سنواجه هذا الأمر": د. سوزي هوتا أخصّائيّة الأمراض المعدية في جامعة تورونتو.
وأكّدت د. هوتا على أهميّة توجيه رسالة للجميع تؤكّد على ضرورة الاستمرار، بعد تلقّي اللقاح، في الوقاية والحذر كما كانت الحال قبل تلقّيه، لأنّ حملة التطعيم الشامل تتطلّب بعض الوقت.
ومع الوقت، ومع ارتفاع عدد الذين تلقّوا اللقاح، تتراجع المخاوف بعض الشيء كما تقول د. سوزي هوتا.
ويتدنّى خطر اجتماع الأهل والأولاد في حال تلقّوا جميعا اللقاح، خصوصا في حال كانوا ملتزمين جميعا بالإرشادات الصحيّة حسب أخصّائيّة الأمراض المعدية في جامعة تورونتو د. سوزي هوتا.
ورغم تقدّم حملة التطعيم، من المتوقّع أن تستمرّ إجراءات الوقاية مثل ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي كما تقول د. فينيتا دوبيه مسؤولة الصحّة المساعدة في تورونتو.
ومن المهمّ تحقيق مناعة القطيع كي نتأكّد من أنّ تطعيم عدد كبير من الناس يعمل كالجدار الذي يقف في وجه عودة الفيروس إلى مجتمعاتنا كما قالت د. دوبيه.
ورغم أنّ اللقاحات المستخدمة أثبتت فعاليّتها في خفض عدد حالات الإصابة والوفاة بمرض كوفيد-19،إلّا أنّها لا توفّر الحماية بمئة بالمئة ولا توفّر المناعة الفوريّة، ما دفع الخبراء للتساؤل حول مدى قدرتها على خفض منحنى الفيروس.
وتتوقّع د. سوزي هوتا أن تتراجع الإجراءات الصارمة شيئا فشيئا مع توسّع حملات التطعيم من المسنّين إلى فئة الشباب.
(سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.