zخرج آلاف الجزائريّين إلى الشارع في الذكرى الثانية للحراك الشعبي في 22-02-2021/Toufik Doudou/AP

zخرج آلاف الجزائريّين إلى الشارع في الذكرى الثانية للحراك الشعبي في 22-02-2021/Toufik Doudou/AP

الجزائر في الذكرى الثانية للحراك: ما زالت التحديات كبيرة

أحيا الجزائريّون الذكرى الثانية للحراك الشعبي الذي انطلق في 22 شباط فبراير 2019 و ادّى إلى تنحّي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد نحو 20 عاما على رأس السلطة.

وخرج آلاف الجزائريّين إلى الشارع في العاصمة الجزائر، ورفعوا لافتات تطالب بالديمقراطيّة ووقف القمع والإفراج عن المعتقلين.

وكانت تلك المظاهرات الأهم منذ أن فرضت جائحة فيروس كورونا المستجدّ تداعياتها في آذار مارس الفائت، وتسبّبت في تراجع حركة التظاهر في مختلف المدن والقرى الجزائريّة.

  وقبيل انطلاق الذكرى الثانية، أصدر الرئيس عبد المجيد تبون قرار العفو الرئاسي عن عدد من معتقلي الرأي.

هل ساهم الحراك في  فتح صفحة سياسيّة جديدة، وهل ساعد في الانتقال نحو جزائر جيدة كما تقول السلطة؟

وهل تُرضي الإصلاحات  التي تحقّقت حتّى الآن مطالب الجزائريّين أم أنّها دون تطلّعاتهم إلى إصلاح جذري وقطيعة مع رموز النظام السابق؟

ويتابع أبناء الجالية الجزائريّة في كندا التطورات في الوطن الأم، ونظّموا منذ انطلاق الحراك، العديد من المظاهرات دعما لحركة الاحتجاج في الوطن الأمّ.

يستضيف القسم العربي في راديو كندا الدولي بمناسبة الذكرى الثانية للحراك  الناشط الجزائري  المقيم في مونتريال الأستاذ يوسف ڤرني.

يقول يوسف ڤرني إنّ الحراك عبارة عن ديناميكيّة في المجتمع الجزائري،  شكّلت فرصة نادرة ساعدت في كسر حاجز الخوف من السلطة، والمطالبة بحقوق مشروعة، وحياة كريمة، والمساهمة في الحياة السياسيّة.

والحراك مستمرّ دون توقّف، وتوقّفت المسيرات فقط لأسباب صحيّة متعلّقة بجائحة فيروس كورونا المستجدّ.

والحراك كلّه إيجابيّات ، وأثمَر على الصعيد الاجتماعيّ  تضامنا بين الجزائريّين بعد سنوات من التفرقة الممنهجة، و أزال حواجز الخوف من الآخر المختلف في  العِرق و الإيديولوجيا والتفكير.

و على الصعيد السياسيّ ، أصبح الحراك يشكّل ميزان قوى المطالب السياسيّة، وحلم الجزائريّين بالتغيير بطريقة حرّة في الشارع كما يقول الناشط الجزائري يوسف ڤرني.

و  ردّا على سؤال  حول تقييمه بعد سنتين على انطلاق الحراك، يقول إنّ الأمور لم تتغيّر على أرض الواقع منذ العام 2019 .

وشكّلت إعادة ترشيح الرئيس بوتفليقة لِولاية خامسة إهانة للجزائريّين، لا سيّما أنّها جاءت بعد 7 سنوات لم يتوجّه خلالها الرئيس المريض إلى الشعب.

والأوضاع ما زالت على حالها كما يقول يوسف  ڤرني، ويعطي مثال المنظومة الصحيّة المتهالكة في الجزائر.

و الخوف من المنظومة الصحيّة يفوق الخزف من الوباء الذي تعجز عن مواجهته، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون ذهب إلى الخارج لتلقّي العلاج من الفيروس ، ما يعني وجود درجتين من المواطنين كما يقول ضيف القسم العربي.

والتغيير لم يحصل على صعيد القضاء والإعلام والحريّات، بل أنّه تدهور في بعض المجالات منذ سنتين حتّى الآن، والإفراج عن المعتقلين حقّ مشروع وليس إنجازا كما تقول السلطة.

والإنجازات تتحقّق يوما بعد يوم حسب قول يوسف ڤرني ، وهناك فئات قبلت بمشروع الانتخابات الرئاسيّة وتغيير الدستور.

ويرى أنّ عدم وجود قيادة لِلحراك لا يشكّل نقطة ضعف كما يقول البعض، بل هو حسب رأيه نقطة قوّة، والوقت كفيل بالحكم على هذا الأمر.

ويعتبر أنّه من السهل التأثير على القيادة في حال وجودها، كما حصل في المجتمعات العربيّة، ويتحدّث عن ذكاء جماعي لدى الجزائريّين، تمكّنوا بفضله من تجاوز كلّ العوائق.

وفي حال قرّر الجزائريّون اختيار قيادة للحراك، سوف يجدون الآليّة المناسبة للقيام بذلك.

ويُعرِّف يوسف ڤرني نفسه على أنّه جزائريّ، وحتّى لو غادر الجزائريّون بلادَهم، تبقى الجزائر في قلوبهم كما يقول.

ويعملون من الخارج، أينما وُجدوا، على مساعدة  أهلهم في الوطن الأم، وقامت الجالية الجزائريّة في كندا على غرار الجالية في دول أخرى، بمبادرات كثيرة لمساعدة الجزائر على مواجهة الجائحة.

ويؤكّد يوسف ڤرني ردّا على سؤال أنّ قانون حظر الأخبار الكاذبة لم يؤثّر في الحراك لأنّ المحتجّين لا ينقلون الشائعات والأخبار الكاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وإنّما وكالة الأنباء ووسائل الإعلام العامّة والخاصّة هي التي تعمل على تغيير الأخبار.

ويرى يوسف ڤرني أنّه لا بدّ من وجود إرادة حقيقيّة للتغيير، وإلّا، تبقى الدعوة إلى الحوار دون جدوى، وكانت هناك دعوة إلى الحوار عام 2019، لكنّها كانت أقرب  إلى تعليمات مشروطة منها إلى الحوار.

وحول الإفراج عن معتقلي الرأي الذي سبق الإعلان عنه الذكرى الثانية للحراك، يقول يوسف ڤرني إنّ الرئيس تبّون لم يُفرج إلّا عن 33 من معتقلي الرأي رغم أنّه تعهّد بالإفراج عن  60 معتقلا.

ويؤكّد أنّ الجزائريّين التزموا بمظاهرات سلميّة، والجزائر دفعت ضريبة الدم خلال العشريّة السوداء في تِسعينات القرن الماضي.

وكانت هناك محاولات للتفرقة بين الجزائريّين، لكنّها فشلت، وظلّت السلميّة شعار الحراك.

ويقول الناشط الجزائري يوسف ڤرني إنّ الحراك مستمرّ رغم الجائحة، ووَحدها المسيرات توقّفت حرصا على الوقاية من فيروس كورونا المستجدّ.

وخرجت مظاهرات حاشدة في العاصمة وفي 32 ولاية في الثاني والعشرين من شباط فبراير الجاري، في الذكرى الثانية للحراك، وتجري يوم الثلاثاء مظاهرات الطلّاب، ويوم الجمعة مسيرات الاحتجاج كما قال الناشط الجزائري المقيم في مونتريال يوسف ڤرني  في ختام حديثه للقسم العربي في راديو كندا الدولي.

روابط ذات صلة:

الحراك الشعبي الجزائري موضوع مائدة مستديرة في مهرجان العالم العربي في مونتريال

الجزائر: الحراك الاحتجاجي أمام تحديات متزايدة

تعليق مظاهرة دعم الحراك أمام القنصلية الجزائرية في مونتريال بسبب كوفيد 19

ارتفاع التحويلات المالية من الجزائر نحو كندا منذ بداية الحراك الشعبي

.

 

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.