أعلنت الوكالة الكنديّة للطاقة (CER REC) التزامها بمواجهة العنصريّة الممنهجة والعمل على المصالحة مع السكّان الأصليّين.

وقال مسؤولون كبار في الوكالة  ( مجلس الطاقة الوطني سابقا)، في مقابلة افتراضيّة مع سي بي سي، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة، إنّ الوكالة لم تلتزم بتعهّداتها إزاء الأمم الأوائل والخلاسيّين و الإنويت من سكّان كندا الأصليّين.

 "من وجهة نظر المنظَّمة، نعترف أنّ العنصريّة الممنهجة موجودة. ونحن نحتاج كمنظّمة لِأن نعترف بدورنا في التمييز": جيتان دو سيلفا، الرئيسة التنفيذيّة في وكالة  الطاقة الكنديّة.

وقالت كاسي دويل رئيسة الوكالة إنّ  مكتب الطاقة الوطني  تجاهل السكّان الأصليّين واعتبرهم بمثابة عوائق.

وقال  روبين جورج الذي ينتمي إلى أمّة تسلِييل وُوتوث من السكّان الأصليّين التي تعارض مشروع توسيع أنبوب ترانس ماونتن، إنّه لم يستغرب ما صدر عن الوكالة.

ويشتكي  روبينز جورج وعدد من مجموعات الأمم الأوائل من أنّ الوكالة الكنديّة للطاقة تضع دوما مصالح صناعة الوقود الأحفوري قبل مصالح السكّان الأصليّين.

"هل كانوا سيقولون ذلك لو لم نحمّلهم المسؤوليّة؟ على الأرجح لا، لأنّهم يعملون سعداء داخل هذا النظام الذي تمّ إنشاؤه لهم، ولم يشعروا يوما بمشاكله"  روبين جورج عضو أمّة تسلِييل وُوتوث من سكّان كندا الأصليّين.

المؤسّسات الفدراليّة ومسألة العنصريّة الممنهجة:

وأكّدت وكالة الطاقة،  التزامها بمواجهة العنصريّة الممنهجة علما أنّها الهيئة الفدراليّة  المنظِّمة لخطوط الأنابيب ونقل النفط وخطوط نقل الطاقة الكهربائيّة في مختلف أنحاء البلاد وعدد من أنشطة النفط والغاز في شمال البلاد.

وتجد بعض المؤسّسات الفدراليّة ومن بينها الشرطة الملكيّة الكنديّة، صعوبة في تحديد العنصريّة الممنهجة داخلها.

ويقول موري سانكلير العضو السابق في مجلس الشيوخ الكندي، والرئيس السابق للجنة المصالحة مع السكّان الأصليّين، إنّ وجود العنصريّة الممنهجة داخل مؤسّسةٍ ما، لا يعني أنّ كلّ من يعملون لديها هم عنصريّون.

"تحصل العنصريّة الممنهجة عندما يكون النظام بحدّ ذاته قائما على معتقدات وفلسفات عنصريّة، وأفكار عنصريّة، وعندما يضع سياسات وممارسات تفرض حرفيّا على من ليسوا عنصريّين أن يتصرّفوا بِعنصريّة": قال سانكلير في حديث إلى صحيفة ذي غلوب أند ميل في حزيران يونيو الفائت.

وأكّدت وكالة الطاقة عزمها اعتماد التعدّديّة في التوظيف، وتأهيل العاملين لديها على التعامل مع الأوضاع الحسّاسة، وتدريب عمّال بناء خطوط النفط على التعامل مع الحالات التي يعثرون فيها على مصنوعات يدويّة تخصّ السكّان الأصليّين خلال العمل.

ويشتكي روبين جورج من أنّ عمال النفط كانوا يجدون صعوبة في التعامل مع السكّان الأصليّين الذين كانوا يقيمون احتفالات ثقافيّة.

ويروي  حادثة وقعت خلال جلسة استماع  في المحكمة مع مكتب الطاقة الوطني بشأن مشروع توسيع أنبوب ترانس ماونتن.

 ويقول إنّه كان أمامه أقلّ من ساعة كي يشرح  لِعمّال المكتب تاريخ السكّان الأصليّين وقوانينهم.

ويضيف أنّ أحد أبناء شعبه وقف لِيغنّي أغنية تقليديّة وكان الوضع حرجا بالنسبة لعمّال مكتب الطاقة الوطني.

وعندما وقف أبناء شعبه الذين كانوا موجودين في القاعة للمشاركة في الغناء، لم يعرف العمّال  ماذا يفعلون وإن كان ينبغي عليهم أن يقفوا تكريما للمغنّي.

ولدى الوكالة الكنديّة للطاقة تفويض صريح لِدفع المصالحة مع السكّان الأصليّين والخلاسيّن و الإنويت قُدُما، بموجب إعلان الأمم المتّحدة حول حقوق السكّان الأصليّين.

وهذا يعني أنّه مطلوب منها قانونيّا أن تضمّ إلى هيكل إدارتها لجنة استشاريّة من السكّان الأصليّين.

و سوف يكون بإمكان هذه اللجنة التي لم تمضِ سنة على تشكيلها، البحث في إمكانيّات جديدة  في العلاقات مع السكّان الأصليّين، كما قال رئيسها بالوكالة تيرون ماكنيل.

ورحّب الاتّحاد الكندي لمنتجي النفط في بيان، بتشكيل اللجنة، وأوضح أنّه تمّ منح عقود بِمليارات الدولارات إلى مؤسّسات تخصّ السكّان الأصليّين.

وقالت شانون جوزيف، نائبة رئيس العلاقات الحكوميّة وشؤون السكّان الأصليّين إنّ صناعة النفط والغاز حقّقت تقدّما كبيرا على صعيد تطوير علاقات إيجابيّة مع مجتمعات السكّان الأصليّين، والترويج لإمكانيّات المصالحة، بما في ذلك إقامة شراكات تجاريّة تنجم عنها فوائد اقتصاديّة.

(سي بي سي/ راديو كندا/ راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كندا: مباحثات حول العنصريّة بحقّ السكّان الأصليّين في نظام الرعاية الصحيّة

أنبوب ترانس ماونتن يحظى بتأييد بعض زعماء السكّان الأصليّين

لجنة أممية تدعو لوقف توسيع أنبوب “ترانس ماونتن” لنقل النفط