اختلفت الإرشادات التي تلقّاها الكنديّون بشأن لقاح أوكسفورد - أسترازينيكا المضادّ لِفيروس كورونا المستجدّ، بين وزارة الصحّة واللجنة الاستشاريّة حول التمنيع في البلاد.
ففي السابع والعشرين من شباط فبراير الماضي، أعلنت وزارة الصحّة موافقتها على اللقاح الذي يلبّي معايير السلامة والجودة والفعاليّة كما قالت في بيان، وحدّدت فعاليّته بنسبة 62،1 بالمئة.
وأوضحت أنّه من الممكن أن يتلقّى الأشخاص في الثامنة عشرة من العمر وما فوق اللقاح الذي يتمّ إعطاؤه على جُرعتَين.
وأثارت الموافقة على اللقاح الارتياح بعد أن تأخّر تسليم لقاحات فايزر - بيونتيك و موديرنا إلى كندا.
وأمس الإثنين، أوصت اللجنة الاستشاريّة حول التمنيع في كندا بِعدم إعطاء لقاح أوكسفورد - أسترازينيكا للأشخاص في الخامسة والستين وما فوق من العمر، خلافا لما أوصت به السلطات الصحيّة الكنديّة.
اختلفت الإرشادات التي تلقّاها الكنديّون بشأن لقاح أوكسفورد- أسترازينيكا البريطانيّ/Lee Jin-man/The Associated Press
وأفادت اللجنة في بيان بأنّها لا تنصح بإعطاء اللقاح المذكور لِهذه الفئة العمريّة نظرا لأنّ التجارب السريريّة حول فعاليّته بالنسبة لها ما زالت محدودة.
وتتوقّع الحكومة الكنديّة تلقّي أوّل دفعة من اللقاح خلال الأسبوع الجاري، وهو الثالث الذي وافقت عليه السلطات الصحيّة بعد لقاحّي فايزر - بيونتيك الأميركيّ الألماني و موديرنا الأميركي، لِحملة التطعيم التي انطلقت في كندا منتصف كانون الأوّل ديسمبر من العام 2020.
وتلقّت كندا حتّى الآن 2،4 مليون جرعة من اللقاحات المضادّة لفيروس كورونا المستجدّ، ولكنّه لا يمكن للكنديّين أن يختاروا اللقاح الذي يتلقّونه.
وتؤكّد وكالة الصحّة العامّة أنّ "أفضل لقاح بالنسبة للكنديّين هو الذي يمكنهم الحصول عليه". وتساعد كلّ اللقاحات التي وافقت عليها وزارة الصحّة في التخفيف حالات المرض الشديد والاستشفاء والوفاة المرتبطة بمرض كوفيد-19.
و تستند اللجنة الاستشاريّة في توصياتها كما تقول، إلى نصائح مستقلّة، وتعكس أفضل المعارف العلميّة المتوفّرة حاليّا.
د. سوبرِيا شارما كبيرة مستشاري الحكومة الكنديّة للشؤون الطبيّة دعت الكنديّين إلى تلقّي اللقاح المتوفّر /Sean Kilpatrick/CP
ويقول د. سومونترا شكرابارتي أخصّائي الأمراض المعدية في تورونتو إنّه تفاجأ باختلاف المواقف بين وزارة الصحّة واللجنة الاستشاريّة للتمنيع بشأن لقاح أوكسفورد - أسترازينيكا.
وأظهر اللقاح نتائج إيجابيّة في الوقاية من حالات الاستشفاء والوفيات المرتبطة بمرض كوفيد-19 في المملكة المتّحدة كما قال.
وأضاف أنّ اللقاح أظهر نتائج إيجابيّة بالإجمال، بما في ذلك لدى الأشخاص الذين تجاوزوا الثمانين من العمر.
ولم يستبعد د. شكرابارتي أن تقوم اللجنة الاستشاريّة حول التمنيع بِتحديث توصياتها.
ويقول د. إسحق بوغوش أخصّائيّ الأمراض المعدية في تورونتو وعضو فريق العمل حول التمنيع ضدّ كوفيد-19 في أونتاريو، إنّ عدم وجود بيانات كافية لا يعني القول إنّ اللقاح غير فعّال.
وأضاف أنّ كلّا من الحكومات المحليّة والسلطات الصحيّة في المقاطعات ستختار اللقاحات التي تعطيها لسكّانها.
"هذا هو العلم في الوقت الحقيقي. قد تكون هناك مجموعات عديدة تبحث في البيانات نفسها وتخلُص إلى نتائج مختلفة": د. إسحق بوغوش أخصّائي الأمراض المعدية في تورونتو.
ويقول د. بوغوش إنّ الأشخاص الذين تجاوزوا الخامسة والستين معرّضون على نحو غير متكافئ لِخطر الاستشفاء بسبب كوفيد-19، وبإمكان أيّ لقاح متوفّر في كندا حاليّا أن يساعد في مواجهة الفيروس.
وتقول وزارة الصحّة في بيان إنّ مناهج المنظّمين اختلفت في الموافقة على لقاح أكسفورد- استرازينيكا، لكنّهم دعوا جميعا إلى إعطائه دون قيود للبالغين.
ولم تُثر التجارب السريريّة أيّة مخاوف حول سلامة استخدامه من قبل الأشخاص في الخامسة والستين وما فوق من العمر، أو من قبل الآلاف من أبناء هذه الفئة العمريّة الذين تلقّوا هذا اللقاح في عدد من الدول كما ورد في بيان وزارة الصحّة الكنديّة.
ومن المألوف كما قالت وزارة الصحّة، أن تُقدّم اللجنة الاستشاريّة حول التمنيع المشورة التي تروّج لاستخدام بعض اللقاحات مقارنة بأخرى، أو تقيّد استخدامها، بعد أن تقيّم وزارة الصحّة بشكل مستقلّ ما إذا كان اللقاح يَفي بِمعايير السلامة والفعاليّة وجودة التصنيع.
(سي بي سي/ راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.