أفادت دراسة نشرتها الأمم المتّحدة أنّ نحوا من مليار طنّ من المواد الغذائيّة تُهدر سنويّا في العالم، أي أكثر بكثير ممّا كان متوقّعا.
وحلّت كندا في مرتبة متقدّمة في الشمال الأميركي قبل الولايات المتّحدة على صعيد هدر الأطعمة وفق الدراسة التي نشرها برنامج الأمم المتّحدة للبيئة.
ويهدُر كلّ كندي 79 كيلوغراما من الطعام سنويّا، مقابل 44 كيلوغراما يهدرها الأميركي حسب الدراسة.
وكشف تقرير الأمم المتّحدة أنّ 17 بالمئة من المواد الغذائيّة التي كانت متوفّرة حول العالم أُهدرت عام 2019.

يتمّ هدر نحو من 20 بالمئة من المواد الغذائيّة سنويّا في العالم حسب تقرير الأمم المتّحدة/Paul Chiasson/CP
وتمّ إهدار نحو من مليار طنّ من المواد الغذائيّة من قبل الأفراد بصورة خاصّة وأيضا من قبل العائلات وتجّار التجزئة، ويتمّ إهدار ما يقرب من 20 بالمئة من الأطعمة حسب التقرير.
والمشكلة كبيرة وتكلفتها عالية على أكثر من صعيد، بيئيّ واقتصاديّ واجتماعيّ حسب ما قال ريتشارد سوانيل أحد المشاركين في إعداد التقرير، ومدير التنمية لدى "راب" Wrap، وهي منظّمة بريطانيّة غير حكوميّة.
ومن الممكن أن يقود تحسين القياسات إلى تحسين الإدارة حسب ما قال برايان رو الباحث في شؤون هدر الأطعمة في جامعة أوهايو الأميركيّة الذي لم يشارك في صياغة التقرير.
ويقول معدّو الدراسة إنّها الأولى من نوعها التي تتناول مسألة هدر الأطعمة على هذا النحو، وتقوم بِجمع البيانات المتعلّقة بها وتحليلها ونمذَجتها ، وهي الأكثر شمولا حتّى الآن.
وشمل التقرير 54 دولة من بين الدول الغنيّة والفقيرة والمتوسّطة الدخل، وتضمّنت البيانات نتائج حول العائلات وتجّار التجزئة والمطاعم.
وخلافا للاعتقاد السائد، أفادت الدراسة أنّ ظاهرة هدر الأطعمة تشمل كافّة الدول، بغضّ النظر عن مستوى دخلها.

يهدر كلّ كندي نحوا من 79 كيلوغراما من الأطعمة سنويّا حسب تقرير الأمم المتّحدة/Paul Chiasson/CP
ويحدث القسم الأكبر من الهدر، بنسبة 60 بالمئة، في المنازل، في حين تمثّل خدمة الطعام 26 بالمئة من الهدر وتجارة التجزئة 13 بالمئة منه حسب دراسة الأمم المتّحدة.
"كانت مشكلة هدر المواد الغذائيّة تُعتبر حتّى الآن مشكلة الدول الغنيّة " كما قالت كليمنتين أوكونور الخبيرة في برنامج الأمم المتّحدة للبيئة، والتي شاركت في إعداد التقرير.
وأضافت بأنّ العديد من الدول لا تعي حجم المشكلة لأنّها لم تقُم بعد بِقياس كميّة الأطعمة المهدورة.
ويفيد التقرير أنّ نحوا من 700 مليون شخص يعانون من الجوع حول العالم، ولا يحصل 3 مليار شخص على أطعمة سليمة.
كما نشرت منظّمة الفاو تقريرا حول هدر الأطعمة قياسا بمستوى الإنتاج الزراعي والتوزيع.
وأشار التقرير إلى أنّ 14 بالمئة من الأطعمة التي يتمّ إنتاجها في العالم تُهدر قبل وصولها إلى السوق، وتصل قيمتها إلى نحو 400 مليار دولار سنويّا.
وعندما تصل الأطعمة المهدورة إلى النفايات ، يؤدّي تحلّلها إلى انبعاث الغازات الدفيئة.
وتسعى الأمم المتّحدة للحدّ من هدر الأطعمة من قبل الأفراد وتجّار التجزئة بحلول العام 2030.
وتخطّط المنظّمة الدوليّة لِعقد قمّة حول الأنظمة الغذائيّة الخريف المقبل، وتدعو إلى المشاركة في حوارات تساهم في تصميم الأنظمة الغذائيّة لِلمستقبل واستكشاف سبل العمل معا من أجل إحداث تحوّلات على هذا الصعيد كما يمكن مطالعته على موقعها الإلكتروني.
(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.