إن " رئيس الحكومة زعيم حزب المحافظين المتّحد جيسن كيني فقد ثقة سكان المقاطعة" كما تقول زعيمة حزب المعارضة الرسمية رئيسة الحكومة السابقة في مقاطعة ألبرتا على رأس الحزب الديمقراطي الجديد راشيل نوتلي/الصحافة الكندية:SEAN KILPATRICK

إن " رئيس الحكومة زعيم حزب المحافظين المتّحد جيسن كيني فقد ثقة سكان المقاطعة" كما تقول زعيمة حزب المعارضة الرسمية رئيسة الحكومة السابقة في مقاطعة ألبرتا على رأس الحزب الديمقراطي الجديد راشيل نوتلي/الصحافة الكندية:SEAN KILPATRICK

الوباء يضع شعبية رئيس حكومة ألبرتا جيسن كيني على المحّك

دمّرت الجائحة شعبية رئيس حكومة مقاطعة ألبرتا في الغرب الكندي زعيم حزب المحافظين المتّحد جيسن كيني. 

في الذكرى السنوية الأولى لجائحة الفيروس التاجي في ألبرتا، يطوي كيني صفحة صعبة شهدها العام الثاني على ولايته.

وتوّجه الانتقادات إلى زعيم المحافظين من أنصاره كما من خصومه على حدّ سواء.

وبعكس نظيره في مقاطعة أونتاريو دوغ فورد كما نظيره في كيبيك فرنسوا لوغو، لم يعرف كيني كيف يستفيد سياسيا من الأزمة الصحية.

بعضهم يضرب بعرض الحائط  التدابير الوقائية الصحية 

في بلدة ميرور في وسط ألبرتا، مقهى لا يأبه بالحجر الصحي، ورواده لا يمانعون بعدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي. 

يتوقف العديد من سائقي الشاحنات في Whistle Stop Café، وهو مطعم ومقهى ومحطة وقود، المكان مليء ببقايا السكك الحديدية التي أدت إلى ولادة هذه القرية الصغيرة.

في داخل المقهى، يرحب المالك كريس سكوت ويتحدث مع جميع الضيوف الذين يعرفهم جيدًا. نادرًا ما يرتدون قناعًا واقياً، على الرغم من أنه إلزامي. 

قرب مدينة ريد ديير في وسط ألبرتا، لا يأبه هذا المقهى بقيود الحجر التي تفرضها الحكومة ويطلب صاحبه من جيسن كيني الاعتذار منه ومن كافة أرباب الأعمال في المقاطعة، الذين تعرضوا لخسائر كبيرة بسبب "سوء إدارة الأزمة الصحية" بحسب صاحب المقهى/ راديو كندا:EMILIO AVALOS

قرب مدينة ريد ديير في وسط ألبرتا، لا يأبه هذا المقهى بقيود الحجر التي تفرضها الحكومة ويطلب صاحبه من جيسن كيني الاعتذار منه ومن كافة أرباب الأعمال في المقاطعة، الذين تعرضوا لخسائر كبيرة بسبب "سوء إدارة الأزمة الصحية" بحسب صاحب المقهى/ راديو كندا:EMILIO AVALOS

كان كريس سكوت "حديث البلد" في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، عندما قرر استئناف تقديم الخدمة داخل مطعمه على المائدة، في انتهاك للقيود التي وضعتها حكومة ألبرتا.

يقول سكوت:

إذا كنتِ كحكومة لا تستطيعين أن تخبريني متى ستتوقفين عن انتهاك حقوقي وحقوق أرباب المطاعم والمصالح الأخرى ، فإنني لن أتبع القواعد الخاصة بك.

هذا ويواجه صاحب المقهى في بلدة ميرور اتهامات متعلقة بانتهاك قيود الحجر.

يقول هذا الأخير، إن جيسن كيني تعامل مع الموجة الأولى من الوباء بشكل جيد نسبيا، ولكنه ناقم على رئيس الحكومة منذ أن فرض قيودًا أكثر صرامة في ديسمبر لاحتواء الموجة الثانية.

يقول: "لقد نفذ صبري من عدم الوضوح وسوء إدارة الأزمة". خصوصا أن مطعمه كان في خطر الإغلاق لولا إعادة فتح خدمة المائدة. "لم تستمع حكومة جيسن كيني إلى أبدا ولا إلى غيري من رواد الأعمال. أعتقد أن الموجة الثانية أديرت بشكل رهيب". 

بالنسبة لكريس سكوت، الأمر شخصي. يقول الناشط المحافظ إنه استثمر الكثير من المال وساعات التطوع لانتخاب حزب المحافظين المتحد في عام 2019.

كان من المفترض أن تتم إدارة حزب المحافظين المتّحد من قبل القاعدة الشعبية والنشطاء.

شعبية زعيم حزب المحافظين المتّحد في سقوط حرّ

يشير رئيس شركة الاستقصاء "ليجيه" جان-مارك ليجيه، إلى أن تراجع شعبية جيسن كيني في استطلاعات الرأي أمر "غير عادي".

يعتقد الكثيرون أن الموجة الأولى من جائحة كوفيد-19، التي تم احتواؤها جيدًا في ألبرتا، قد أفادت رئيس الوزراء.

ومع ذلك، فقد انخفضت شعبيته بشكل حاد من الخريف، بعد أن أخّر فرض المزيد من القيود لاحتواء الموجة الثانية التي بدت، في مرحلة ما، أنه لا يمكن السيطرة عليها.

مع معدل رضا يبلغ حوالي 50٪ في بداية الوباء، انخفضت شعبية جيسون كيني إلى 26٪ في فبراير 2021. ولكن يبدو أن شعبية كيني تعود إلى الارتفاع منذ مطلع الشهر الجاري حيث بدأت أرقام الإصابات بكوفيد تتراجع في المقاطعة، كذلك قامت السلطات برفع بعض القيود.

على العكس من ذلك، يحظى رئيس حكومة مقاطعة كيبيك فرنسوا لوغو بشعبية تبلغ نسبتها 70٪ منذ أكثر من عام، وهو أمر غير مسبوق، وفقًا لرئيس شركة استطلاعات الرأي الكندية المرموقة ليجيه.

جيسن كيني في الوسط هو الأقل حظا في التأييد الشعبي حاليا بين نظيريه، فرنسوا لوغو (كيبيك) ودوغ فورد (أونتاريو)راديو كندا:CAMILE GAUTHIER

جيسن كيني في الوسط هو الأقل حظا في التأييد الشعبي حاليا بين نظيريه، فرنسوا لوغو (كيبيك) ودوغ فورد (أونتاريو)راديو كندا:CAMILE GAUTHIER

على جيسن كيني "الخروج من شرنقة اليمين"

كذلك شهد رئيس حكومة مقاطعة أونتاريو زعيم الحزب التقدّمي المحافظ دوغ فورد، ارتفاعا كبيرا في شعبيته. هذا قبل أن تنخفض إلى  نحو 51 ٪ هذا الشتاء، وهو مسار طبيعي، وفقًا لرئيس مجموعة ليجيه، الذي يضيف قائلا:

على عكس جيسن كيني،خضع دوغ فورد للتغيير. لقد تكيّف هذا الأخير بعد انتخابه مع واقعه كرئيس حكومة.

صار يستمع بشكل أكبر، واعتنق سياسات الوسط. أظهر فورد الاعتدال وكان أقل انتقامًا وأقل تحيّزا لليمين المتطرف، هذا بعكس شقيقه، عمدة مدينة تورنتو السابق روب فورد.

وفي اعتقاد جان-مارك ليجيه، فإن جيسن كيني كان "مفرطا بردود أفعاله" خلال العام 2020، وهو بدا منشغلًا جدًا بمصالح قاعدته المحافظة.

ولعّل ما يبحث عنه أهل ألبرتا ليس زعيم حزب يميني، يقول رئيس مجموعة "ليجيه"، بل إنهم يريدون زعيما لجميع سكان ألبرتا. ويضيف أن التحدي الذي يواجهه جيسون كيني هو الخروج من شرنقة "اليمين" لكي يكون قادرًا على إرضاء الأغلبية في ألبرتا.

يعزو جان-مارك ليجيه سبب تدني شعبية كيني بالمقارنة مع نظيرَيه في كيبيك وأونتاريو، إلى مواجهته معارضة قوية من الحزب الديمقراطي الجديد، أقوى بكثير من المعارضة في أونتاريو وكيبيك.

ويلاحظ المتحدث أن زعيمة الديمقراطيين الجدد راشيل نوتلي، لديها مصداقية كبيرة، بعد أن كانت نفسها رئيسة للحكومة قبل جيسون كيني.

تعرب راشيل نوتلي عن اعتقادها بأنها لو كانت هي على رأس الحكومة، لكانت أكثر فاعلية في تعاملها مع الوباء. وتقول إن جيسن كيني  وحكومته فقدا ثقة سكان ألبرتا خلال العام الماضي.

أعتقد أن ذلك بسبب تسويفهم، لم تكن لديهم شفافية. لقد أخفوا المعلومات.

وكانت أعربت نوتلي أيضًا عن رغبتها في أن تقوم حكومة المحافظين المتحدة بتوفير حماية أفضل للعاملين في الخطوط الأمامية وتقديم المزيد من الدعم المالي لشركات ألبرتا.

ووفقًا لها ، كان هذا سيسمح بتعاون أفضل مع سكان ألبرتا الذين يقاومون تدابير الصحة العامة لأسباب اقتصادية ، مثل كريس سكوت.

لقد توّصلنا إلى مجموعة كاملة من الحلول لمساعدة الشركات الصغيرة، وكان لا بدّ من إجبار حكومة جيسن كيني على الجلوس إلى الطاولة والتفاوض من أجل المساعدة.

في نظر كريس سكوت، مالك مقهى Whistle Stop Café، فإن الضرر قد وقع، لكن لا يزال لدى جيسن كيني فرصة لاسترجاع ما خسره.

سيستغرق ذلك الكثير من الوقت. يجب أن يكون هناك تغيير في السياسة. ويجب أيضا تقديم الاعتذار لجميع النواب الذين تجرأوا على معارضة قيود الحجر.

كذلك تقديم الاعتذار لي ولجميع رواد الأعمال الذين قالوا: "كفى إلى هذا الحد".

(المصدر: سي بي سي، هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)

روابط ذات صلة:

الجائحة بكفة والاقتصاد بالكّفة الأخرى بالنسبة لسكان ألبرتا

رئيس حكومة ألبرتا يطرد أحد نوابه من حزب المحافظين المتّحد

حكومة ألبرتا تتعهّد بمشروع قانون يجيز إقالة النواب

رئيس حكومة ألبرتا يعتذر من المواطنين ويُنذر السياسيين بأخذ الإذن بالسفر

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.