تحيي كندا ذكرى مرور عام على إعلان منظّمة الصحّة العالميّة عن جائحة فيروس كورونا المستجدّ التي قلبت حياة الكنديّين ومئات الملايين من الأشخاص حول العالم.
واليوم وبعد سنة، تستمرّ حملة التطعيم في البلاد وسط إجراءات الإغلاق والوقاية الصحيّة الصارمة التي اتّخذتها السلطات في المناطق المصنّفة في حالة التنبيه القصوى من الفيروس، و الإجراءات الأقلّ صرامة في المناطق المصنّفة في حالة التنبيه المعتدل في مختلف المقاطعات الكنديّة.
وتدعو السلطات الصحيّة الفدراليّة كما السلطات المحليّة في المقاطعات باستمرار الكنديّين إلى الالتزام بإرشادات الوقاية للحدّ من انتشار العدوى، خصوصا مع ظهور سلالات جديدة متحوّرة من الفيروس.
وتسبّبت الجائحة في كندا حتّى كتابة هذه السطور في 887 ألف إصابة بمرض كوفيد-19، من بينها 834 ألف حالة شفاء و 22239 حالة وفاة.
و قالت د. تيريزا تام، مديرة وكالة الصحّة العامّة في كندا إنّ إجراءات الوقاية مستمرّة، في حين أعربت وزيرة الصحّة باتي هايدو عن تفاؤلها مع استمرار حملة التطعيم في البلاد.
وقد أحيت مجموعة مالتي فيث سسكتشوان Multi-Faith Saskatchewan، الذكرى الأولى لِلجائحة في حفل افتراضي متعدّد الديانات، أراده منظّموه أن يكون حفلا للذكرى والتأمّل.
في ذكرى مرور عام على الجائحة، أضاء المشاركون في الحفل الافتراضي في ساسكاتون شمعة أمام نافذتهم تنير درب المسافرين المُتعبين وسط الظلام/Derek Spalding/CBC
وتعمل مالتي فيث سسكتشوان على تعزيز الجماعات الدينيّة المتعدّدة في سسكتشوان وتنميتها، وتساعد على فهم هذه المجموعات وتقديرها وقبولها كما يمكن مطالعته على موقعها الإلكتروني.
"معا في الذكرى، معا في التأمّل" عنوان الحفل الافتراضي الذي جرى بالمناسبة، ودعا المنظّمون المشاركين فيه إلى إضاءة شمعة أمام نافذتِهم،تساعد المسافرين المُتعبين على إيجاد طريقهم وسط الظلمة.
وتتذكّر كارلا كومبريس كاهنة دورة الحياة في مدينة ساسكاتون في حديث إلى سي بي سي، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة، كيف أطلعَها زوجها قبل سنة على أنّ شيئا ما يحصل، ودعاها إلى عدم التوجّه إلى مكان عملِها لتجنّب التجمّعات.
وكاهن دورة الحياة في كندا مسؤول مراسم محترف يشارك في طقوس شخصيّة من أجل مساعدة المجموعات والأفراد على الاحتفال بلحظات الحياة المهمّة.
"بالنسبة للمشاركين، ليس هناك حزن كبير جدّا أو صغير جدّا. المناسبة هي للجميع، بغضّ النظر عن العرق والمعتقد واللون والسنّ ومكان التواجد في المقاطعة" قالت كاهنة دورة الحياة كارلا كومبريس.
شارع سانت كاثرين في مونتريال خال من المارّة منذ أن حظرت الحكومة التجوّل من الثامنة صباحا حتّى الخامسة صباحا في عدد من مناطق مقاطعة كيبيك//Graham Hughes/CP
وتركّز كومبريس في عملها على جمع الناس، و ساوَرتها الشكوك في بداية الجائحة حول ما إذا كانت قادرة في الاستمرار في العمل على نحو فعّال كما قالت.
ووجدت طريقة العام الماضي للعمل مع الآخرين من خلال البحث والمشاركة في التجمّعات ، ومن خلال التعلّم والروح الخلّاقة.
وكانت كاهنة دورة الحياة كارلا كومبريس وراء فكرة إقامة الحفل الافتراضيّ، ونفّذها بليك سيتلر المدير التنفيذي في كنيسة ساسكاتون الكاثوليكيّة.
وقد عاد سيتلر وزوجته من مدينة نيويورك حيث كانا يحتفلان بالذكرى الخامسة والعشرين على زواجهما، قبل أيّام قليلة من الإعلان عن أوّل حالة كوفيد-19 في المقاطعة.
ويتذكّر ستيلر كيف حمل معه الحاسوب إلى المنزل بعد أيّام من مزاولة العمل من المكتب، تحسّبا لاحتمال العمل عن بعد بعض الوقت، ومضت سنة كاملة منذ ذلك الحين كما قال في حديثه لِسي بي سي.
ويضيف أنّ الحفل الافتراضي يهدف لِتمثيل أكبر عدد ممكن من المجموعات في سسكتشوان، عملا بشعار المقاطعة القائل إنّ "من تعدّديّة الشعوب، القوّة".
وكان لا بدّ من إحياء ذكرى مرور عام على الجائحة لأنّ الناس يحبّون إعطاء معنى لِحياتهم من خلال الطقوس كما قال بليك ستيلر المدير التنفيذي للكنيسة الكاثوليكيّة في ساسكاتون.
والاحتفال ليس مناسبة دينيّة كما قال، بل محاولة لِجمع الناس وتخفيف شعورهم بالوحدة، وأنّهم ليسوا وحيدين في العمل والخوف والعُزلة، وليسوا وحيدين في الأمل منذ أن ظهرت اللقاحات المضادّة للفيروس.
(سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.