يستفيد من البرنامج الكندي للطلاب اللاجئين شباب يأتون من مخيمات اللاجئين، والصورة لطفلة سورية تركض عائدة إلى صف الدراسة بعد غسل يديها في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في شمال الأردن في صورة مأخوذة في تموز (يوليو) 2017 (Darrin Zammit Lupi / Reuters)

حكومة كيبيك تتراجع عن قرار تعليق العمل ببرنامج لاستقبال الطلّاب اللاجئين

تراجعت حكومة مقاطعة كيبيك عن قرارها بتعليق العمل ببرنامج لاستقبال الطلاب اللاجئين وستتيح لهم القدوم إلى جامعات المقاطعة ومعاهدها هذه السنة.

وأعلنت حكومة فرانسوا لوغو عن هذا التبدّل في موقفها اليوم الثلاثاء عقب نشر موقع راديو كندا تقريراً عن خيبة أمل مدرّسين ومؤسسات تعليمية كانوا يقومون بالتحضيرات اللازمة لمجيء الطلاب اللاجئين.

"طلبتُ من وزارتي التوصل إلى حلّ في أسرع وقت ممكن"، قالت وزيرة الهجرة الكيبيكية نادين جيرو.

"برنامج كفالة الطلاب اللاجئين لدى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة هام وأعلم كم هو عزيز على قلوب المؤسسات التعليمية التي تشارك فيه"، أضافت الوزيرة جيرو.

وزيرة الهجرة وتدريس الفرنسية والاندماج في حكومة كيبيك نادين جيرو تجيب على أسئلة الصحفيين ويبدو رئيس الحكومة فرانسوا لوغو جالساً إلى جنبها (أرشيف) (Jacques Boissinot / PC)

وكانت حكومة مقاطعة كيبيك قد علّقت عدة برامج لاستقبال اللاجئين بعد اشتباهها بوجود حالات غش فيها.

وأحد هذه البرامج التي علّقتها حكومة فرانسوا لوغو هو البرنامج الكندي للطلاب اللاجئين (PER - SRP) الذي أبصر النور قبل نحو 40 سنة، حسب تقرير لراديو كندا.

ويقول صاحب التقرير، المراسل رومان شويه، إنّ طلاب "سيجيب الحي القديم في مونتريال" (Cégep du Vieux-Montréal) تلقوا خبراً سيئاً قبل بضعة أيام مفاده أنّ الطالب اللاجئ الذي بدأوا منذ عدة أسابيع الإجراءات اللازمة لوصوله الصيف المقبل إلى معهدهم لن يتمكن في النهاية من متابعة الدراسة فيه.

"لم نكن نتوقع ذلك"، قالت رافاييل سيناف، أستاذة تقنيات العمل الاجتماعي في المعهد المذكور.

ومعاهد الـ"سيجيب" في كيبيك هي معاهد للدراسات ما بعد الثانوية وما قبل الجامعية، وهي توفّر أيضاً برامج فنية تخوّل خريجيها دخول سوق العمل.

مبنى معهد "سيجيب الحيّ القديم في مونتريال" (Cégep du Vieux-Montréal) (حقوق الصورة لراديو كندا)

وتستقبل كندا كلّ سنة نحو 130 طالباً لاجئاً في جامعاتها ومعاهدها، من بينهم العشرات في مقاطعة كيبيك، عن طريق منظمة "التعاضد الجامعي العالمي في كندا" (EUMC - WUSC) التي تعمل بالتنسيق مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.

"إنه برنامج فريد"، قالت سيناف عن البرنامج الكندي للطلاب اللاجئين، يستفيد منه "شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة، أوضاعهم هشة، يأتون من مخيمات اللاجئين في الأردن أو أوغندا أو مالاوي أو تنزانيا" على سبيل المثال.

وذكّرت سيناف بأنّ كافة نفقات الطلاب اللاجئين تغطيها لجان طلابية من خلال حملات جمع تبرعات تطلقها لهذه الغاية.

وفي الأيام الأخيرة أجرى عدّة مدرّسين من مختلف أنحاء كيبيك اتصالات بمكتب وزيرة الهجرة في المقاطعة للإعراب عن "ذهولهم" المشترك.

جامعة مونتريال (Radio-Canada)

وكانت مشاريع كفالة لطلاب لاجئين مقرّرة هذه السنة في نحو عشرين من جامعات كيبيك ومعاهد الـ"سيجيب" فيها، لاسيما في مدن مونتريال وشيربروك وألما وماتان.

"هذا البرنامج الذي أُنشئ على قاعدة الالتزام المحلي لطالبات وطلاب ومدرّسات ومدرّسين وموظَّفي المؤسسات التعليمية وأعضاء مجالس إدارتها، يساهم بشكل كبير في توعية هذه المجتمعات المحلية على قضايا الهجرة وأيضاً على شعور الانتماء لهذه المجتمعات"، قال الاتحاد الوطني لمدرِّسات ومدرّسي كيبيك (FNEEQ) في بيان.

ومن جهته أكّد اتحاد معاهد الـ"سيجيب" في مقاطعة كيبيك أنّ المعاهد المعنية بتعليق استقبال الطلاب اللاجئين تشعر بخيبة أمل من هذا القرار.

أمّا حكومة كيبيك فأكدت في اتصال أجراه معها راديو كندا أنّ الاشتباه بحالات غش في مختلف البرامج المتصلة باستقبال اللاجئين في المقاطعة كان وراء قرار تعليق العمل ببرنامج الطلاب اللاجئين.

مبنى الفنون في جامعة ماكغيل في مونتريال، وهو أقدم مباني الجامعة، أُنجز بناؤه عام 1834 (Paul Lowry / Flickr / Wikipedia)

وكانت وزارة الهجرة وتدريس الفرنسية والاندماج (MIFI) في حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك قد أشارت أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الفائت إلى أعمال الغش المزعومة عندما أعلنت تعليق السماح للمنظمات في المقاطعة بكفالة اللاجئين مدة سنة كاملة.

"قرار إزاحة المنظمات مؤقتاً عن البرنامج مدفوعٌ بادعاءات خطيرة حول نزاهته"، قال مكتب وزيرة الهجرة لراديو كندا.

لكن لماذا استهدُف هذا البرنامج الذي لا يتيح استقبال سوى طلاب لاجئين؟ حكومة كيبيك ظلت "غامضة" في إجابتها على هذا السؤال، حسب المراسل رومان شويه، مؤثرةً التركيز على التعليق الشامل "لجزء من برنامج الكفالة الجماعية".

"بلغَنا، من خلال إفادات، أنّ منظماتٍ حققت أرباحاً على ظهر الأشخاص المكفولين. في كيبيك لا يمكننا القبول بأحابيل تخدع الأشخاص المكفولين"، قالت فلور بوشون الناطقة باسم الوزيرة جيرو.

ولم ينجح موقع راديو في الحصول على مزيد من التفاصيل من مكتب الوزيرة جيرو بالرغم من قيامه بعدة محاولات لذلك، لكنّ مكتب الوزيرة قال إنّ هناك "تحقيقاً جارياً" حول الموضوع.

النائبة في الجمعية الوطنية الكيبيكية كريستين سان بيار، الناطقة باسم الحزب الليبرالي الكيبيكي لشؤون الهجرة (Jacques Boissinot / Radio-Canada)

من جهته أبدى ستيفان رايشهولد، رئيس "طاولة التوافق للمنظمات التي تخدم الأشخاص اللاجئين والمهاجرين" (TCRI) استغرابه من قرار حكومة كيبيك قبل تراجعها عنه.

"هذا برنامج يلقى نجاحاً في سائر كندا. إنه أمر كارثي أن تضع كيبيك له العصي في العجلات. إنه أمر بائس لهؤلاء الشباب"، قال رايشهولد.

كما انتقدت أحزاب المعارضة في الجمعية الوطنية الكيبيكية (الجمعية التشريعية) قرار الحكومة قبل أن تعدل عنه هذه الأخيرة.

"إنها ضربة دنيئة"، قالت النائبة كريستين سان بيار، الناطقة باسم الحزب الليبرالي الكيبيكي لشؤون الهجرة.

"هذا البرنامج جدّي جدّاً"، يتيح استقبال "شباب يختارهم أخصائيو العمل الإنساني"، أضافت سان بيار التي يشكل حزبها المعارضة الرسمية، "هذا (قرار) غير إنساني وجائر. الحكومة تضع كلّ الناس في سلة واحدة".

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

معدّل نجاح مرتفع لطالبي الهجرة في امتحان القيم الكيبيكيّة

كفيلُ اللاجئ يعاني الأمرّين في أروقة مكاتب الهجرة في كيبيك

حكومة ساسكاتشيوان راغبة باستنساخ النموذج الكيبيكي في الضرائب والهجرة

"صالون الهجرة والاندماج في كيبيك" بحضور راديو كندا الدولي

فئة:سياسة، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.