تصاعد خطاب الكراهية بحق الكنديين من أصل صيني في الغرب الكندي منذ عام. ويسرد عدد من أبناء الجالية الصينية في مدينة وينيبيغ عاصمة مقاطعة مانيتوبا في وسط الغرب الكندي، قصصا عن تعرضهم للتمييز العنصري إبان الجائحة. ويرجح هؤلاء أن يكون سبب ذلك يرجع إلى حد كبير الى فيروس كورونا المستجد الذي بدأ في الصين العام الماضي.
تروي المواطنة الكندية الصينية تشيان جاو أن ابنتها في الصف الخامس ابتدائي، ارتعدت واجتاحها الخوف عندما كانت تشاهد في المدرسة فيلما تخطف فيه الحشرات الطائرة حياة الناس، "ابنتي خافت من أن يحدث ذلك لها".
تتابع الأم بأن أحد رفاق طفلتها في الصف زاد الطين بلّة، حين أقدم هذا الأخير على القول لأبنتها "إنكم على أي حال تأكلون الخفافيش والكلاب الحية، وهو ما أكد عليه أيضا طفل آخر في الفصل".
توضح السيدة جاو بأن ابنتها لم تفهم تماما المشاعر المعادية للصين التي انبثقت من ذلك التعليق، ولكنها قالت بأن أحسّت بالتجريح في ذلك الكلام. تضيف الأم "إن ابنتي قالت لي: إنها عنصرية بحقنا".
في وقت لاحق، وفي باحة المدرسة، طلب هذا الصبي من ابنتها أن تعود من حيث أتت لأن لا أحد يحبها أو يرغب بها.
إن هذا السلوك الذي ينم عن العنصرية قد زادت حدّته مع الجائحة. برأيي، إن الوباء يثير القلق عند الكثيرين من الناس، ليس الأطفال فحسب، وإنما البالغون أيضا. (السيدة تشيان جاو)
تزايدت التقارير عن الأعمال العنصرية ضد الآسيويين خلال العام الماضي. وغذى مشاعر العدائية والكراهية للصينيين، جزئيًا، الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي وصف كوفيد-19 "بالفيروس الصيني".
نقلت السيدة جاو قصة ابنتها إلى المسؤولة في اللجان التربوية المحلية العضو في جمعية التراث الآسيوي جينيفر تشين، الصينية الأصل. والمعروف أن هذه الأخيرة كانت قد تحدثت في السابق وبشكل علني عن العنصرية المعادية للآسيويين في مجتمع وينيبيغ.
تعرضت السيدة تشين للتمييز العنصري على وسائل التواصل الاجتماعي. على فيسبوك، قارنها أحد المستخدمين بكبيرة الأطباء في وكالة الصحة العامة الفيدرالية، من أصل صيني أيضا، الدكتورة تيريزا تام. بحسب هذا الشخص، فإن ولاء هاتين السيدتين ليس لكندا.
تقول السيدة تشين "إن الأمر مؤلم، لأنني أجاهد للقيام بأشياء جيدة في المجتمع ومحاربة العنصرية".
تشير هذه الأخيرة إلى أنه يبدو أن وتيرة التعليقات البغيضة على الإنترنت التي تستهدف الآسيويين في تزايد.
وتشرح السيدة تشين أن بعض الأشخاص يخشون التحدث علنًا لأنهم يخشون التعرض للتمييز.
تمثال في الحي الصيني في فانكوفر تعرّض للتخريب/راديو كندا:MAGGIE MACPHERSON
في قصة مماثلة للمشاعر المعادية للصينيين، يسرد استاذ العلوم التجارية في جامعة مانيتوبا الصيني الأصل، وينلونج يوان، تفاصيل عن تمييز تعرضت له عائلته لكونها صينية، من قبل حتى أن تبلغ مانيتوبا عن أول إصابة بكوفيد-19 بين سكانها.
في مطلع العام 2020، طلب منه مركز الرعاية النهارية الذي يتردد عليه ابنه أن يخضع طفله البالغ خمس سنوات للحجر، لأن والده كان عائداً من رحلة إلى الصين.
لم يكن الحجر بعد إلزاميا في هذا الوقت، لكن الأب اختار عزل نفسه عن أسرته بقضاء بضعة أيام في الطابق السفلي للمنزل كإجراء احترازي.
في ذلك الوقت، شعر هذا المواطن بأن دار الحضانة ما كانت لتتقدم منه بهذا الطلب في حال لم يكن يتحدر من أصول صينية.
ويستدرك هذا المتحدث بالقول: "أنا لا اعتبر الحادثة تنم عن عنصرية. وأعرب عن اعتقاده بأن دار الحضانة التي اعتذرت عن موقفها لاحقا، كانت تحاول توخي الحذر لأن الفيروس المعدي بدأ ينتشر في كل مكان".
لكنه يقّر بأنه أحس بجرح عميق بعد هذه الحادثة. ويؤكد بأنه على مدار أكثر من 20 عامًا من العيش في كندا، واجه حادثة عنصرية واحدة أخرى فقط.
في سياق متصل، توّثق منظمة مكافحة العنصرية المرتبطة بالكوفيد، Fight Covid Racism، على موقعها الالكتروني أكثر من 800 جريمة كراهية خلال العام الأول من الجائحة على مستوى كندا ككل.
في مقاطعة مانيتوبا، أشار اتحاد نقابات الموظفين الحكوميين، إلى أن استطلاعا للرأي، أظهر أن واحدا من كل خمسة من العاملين في مجال الصحة من الكنديين الآسيويين، نقلوا تعرضهم لأعمال عنصرية أو تعصّب في مكان عملهم في الشهر الأول من الجائحة.
إلى ذلك، أبلغت أقسام الشرطة في العديد من المدن عبر البلاد، بما في ذلك فانكوفر أوتاوا ومونتريال، عن زيادة في جرائم الكراهية ضد الآسيويين.
أما في وينيبيغ، وعندما سئلت الشرطة المحلية عن محاضر متعلقة بالعنصرية المعادية للآسيويين، أجابت بأنه ليس لديها أي مؤشر على زيادة العنف.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.