طالب اتّحاد نساء السكّان الأصليّين في كندا AFAC - NWAC، بإجراء تحقيق مستقلّ بشأن تعرّض سيّدة من السكّان الأصليّين للتمييز في مستشفى جولييت في مقاطعة كيبيك.

وتأتي الحادثة بعد نحو ستّة أشهر على وفاة جويس إيشاكوان، الشابّة من أبناء السكّان الأصليّين في المستشفى نفسه، حيث تعرّضت لسوء المعاملة والإهانة على يد ممرّضتين كما ظهر في شريط فيديو نشرته إيشاكوان على موقع فيسبوك قبل لحظات من وفاتها.

وأعرب الاتّحاد عن سخطه بعد تعرّض الشابّة من أبناء السكّان الأصليّين جوسلين أوتاوا يوم الجمعة الماضي، لِتصرّفات مسيئة ومهينة على يد ممرّضتَين تعملان في المستشفى نفسه الذي توفّيت فيه جويس إيشاكوان.

وقرّر المستشفى فورا تعليق الممرّضتَين عن العمل، لِيعود ويعلن طردهما في اليوم التالي، بعد أن نشر جيسلان بيكار زعيم جمعيّة الأمم الأوائل في كيبيك ولابرادور الخبر على صفحته على موقع فيسبوك.

وبعد أن استمعت إدارة المستشفى إلى شهادة الأشخاص المعنيّين، قرّرت طرد الممرّضتين كما ورد في بيان.

"الكلام الصادر عن الممرّضتين مخالف للقواعد الأخلاقيّة في مهنة التمريض، والقواعد الأخلاقيّة وقيم المؤسّسة" كما قالت كارولين باربير رئيسة المركز المتكامل للخدمات الصحيّة  والاجتماعيّة في جولييت.

وأعرب جيسلان بيكار زعيم جمعيّة الأمم الأوائل في كيبيك ولابرادور عن حزنه وتساءل  في حديث إلى وكالة الصحافة الكنديّة عمّا ينبغي أن يحصل كي تتغيّر الأمور.

“تحدّثت إلى بول إميل زعيم أمّة ماناوان الذي أعرب عن حيرته، خصوصا أنّه كان قد أعلن قبل أسابيع قليلة عن مجموعة من الإجراءات التي اتّخذتها حكومة كيبيك. وكانت الحكومة عازمة على الاتّصال بإدارة مستشفى جولييت، للتأكّد من تمثيل أمّة أتيكاميك، إلى أن وقعت الحادثة الأخيرة التي أثّرت فينا جميعا: جيسلان بيكار زعيم جمعيّة الأمم الأوائل في كيبيك ولابرادور.

ويشار إلى أنّ الشابّة جويس إيشاكوان تنتمي إلى أمّة أتيكاميك من سكّان كندا الأصليّين، واعتبر مجلس أمّة أتيكاميك أنّه من غير المقبول أن تقع هذه الحادثة بعد حادثة مقتلها.

وحثّ الحكومة الكيبيكيّة على الإسراع في تطبيق مبدأ جويس، الذي يدعو إلى تغيير نهج التعامل في النظام الصحّي مع المرضى من أبناء السكّان الأصليّين.

وأطلق مجلس أمّة أتيكاميك وأعضاء محميّة ماتاوان سلسلة مشاورات بعد وفاة جويس إيشاكوان، لجسّ نبض أبنائه، ودعاهم إلى تقاسم تجاربهم بشأن النظام الصحّي والخدمات الاجتماعيّة.

ويرى المجلس أنّ المشكلة ممنهجة ولا يمكن حلّها جزئيّا بل من خلال التعاطي الممنهج وتوفّر الإرادة السياسيّة.

وقالت لوريت ويتمان رئيسة اتّحاد نساء السكّان الأصليّين في كندا إنّ التحقيق الذي أجراه المستشفى في حادثة التمييز غير كاف، وأعربت عن اعتقادها بضرورة  إجراء تحقيق مستقلّ، خصوصا أنّ الحادثة هي الثانية التي تقع بعد ستّة أشهر على وفاة جويس إيشاكوان.

وأعربت لورين ويتمان بالمقابل عن ارتياحها لأنّ المستشفى عمد إلى تحديد الممرّضتَين المسؤولتَين عن حادثة التمييز وتعليقهما عن العمل بدون راتب، وطردهما من العمل بعد ذلك.

وأثنت على موقف السلطات المحليّة التي استمعت إلى موقف جوسلين أوتاوا ممّا جرى، رغم أنّ هذه الأخيرة رفضت تقديم شكوى إلى المراجع الرسميّة.

وأشارت ويتمان إلى أنّ السكّان الأصليّين المرضى يتعرّضون أحيانا كثيرة لِلتمييز والمعاملة السيّئة والصور النمطيّة السلبيّة، ويتلقّون نوعيّة أدنى من الخدمات، ويشعرون أنّه غير مرحّب بهم في النظام الصحّي.

وقالت جوسلين أوتاوا إنّها تعرّضت لكلام مهين من قبل الممرّضتَين، اللتين شبّهتاها بجويس إيشاكوان، وطلبتا منها أن تغنّي أغنية بلغة أمّة أتيكاميك، وأخذت إحداهما منها هاتفها الخليوي دون علمها.

وأضافت في حديث إلى راديو كندا، القسم الفرنسي في هيئة الإذاعة الكنديّة، أنّها شعرت بالإهانة، ولكنّها لم تقدّم شكوى ضدّ مستشفى جولييت تخوّفا من أن تؤثّر على نوعيّة الخدمات الصحيّة المقدّمة كما قالت .

وأكّدت كارولين باربير أنّ إدارة مستشفى جولييت ستواصل التعاون مع أمّة أتيكاميك في محميّة ماناوان، للتأكّد من احترام الإجراءات اللازمة للأمن الثقافي للسكّان الأصليّين وإحداث تغيير في ثقافة التعاطي معها كما قالت.

وسبق أن استمعت الممرّضتان المعنيّتان إلى محاضرة للتوعية على الأمن الثقافي تابعها 4200 شخص من العاملين في المركز المتكامل للخدمات الصحيّة والاجتماعيّة.

(وكالة الصحافة الكنديّة/ راديو كندا/ راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كيبيك : وفاة امرأة من السكان الأصليين في مستشفى في ظروف غامصة

أمّة أتيكاميك تطالب بمواجهة العنصريّة الممنهجة من خلال “مبدأ جويس”

كيبيك: وقفات احتجاجية بعد وفاة امرأة من السكان الأصليين