قبل عام تماما، يوما بيوم، أُغلقت في مقاطعة نيو برونزويك في الشرق الكندي كل الأماكن العامة "غير الضرورية"، باستثناء متاجر البقالة الأساسية للعيش. وقد تحوّل موظفوها إلى جنود يواجهون في الصفوف الأولى معركة مختلفة، تتطلب أيضا بذلا وجهدا ورباطة جأش.
التقى مذياع هيئة الإذاعة الكندية عددا من هؤلاء العاملين الذين تذكروا لحظات مريرة عاشوها في بداية الجائحة، غلب عليها التوتر والضغط النفسي.
تقول الموظفة على الصندوق في إحدى البقالات المحلية في المقاطعة ألين نويل:
" كأن الدنيا أظلمت في عيوننا، لم نكن نقوى على رفع رؤوسنا من كثرة الضغط والعمل. في شهر آذار/مارس من العام الماضي، لم نكن نعلم إلى أين نحن ذاهبون وما إذا كانت هذه الحالة ستدوم طويلا. هذا الأمر أدى إلى حدوث توتر عند الناس أيضا".
تعمل السيدة ألين نويل على الصندوق في تعاونية Coop De Lamèque منذ 26 عاما/راديو كندا:ALIX VILLENEUVE
من جهته، يشير مدير هذه التعاونية جاك شياسون، إلى "الطاقة التي بذلها الموظفون، الذين أصبحوا بين ليلة وضحاها عاملين أساسيين، بدوام عمل متواصل، 7 أيام في الأسبوع".
كان الخوف والقلق مسيطر على الناس، تشاهد ذلك بأم العين. تحاول أن تتحدث إليهم، ولكن التوتر يلّف الجميع، إنه ملموس وغير طبيعي.
التدابير الصحية هنا لتبقى
إن التدافع المجنون على متاجر البقالة في شهر مارس من العام الماضي بدأت وتيرته تشهد تراجعا مع مرور الأسابيع.
تقول موظفة على الصندوق في إحدى البقالات الشابة أميلي دوغاي، "إننا سرعان ما اعتدنا على التدابير الوقائية الصحية".
تنتظر هذه الشابة اليوم بفارغ الصبر نزع الكمامة الواقية. مع استعدادها الكامل للاستمرار في غسل اليدين وتنظيف كل ما يحيط بها لدرء مخاطر العدوى.
يذكر صاحب التعاونية أن بعض الإجراءات الصحية، مثل غسل اليدين وتنظيف السلال والزجاج الفاصل على صناديق الدفع داخل التعاونية يمكن الإبقاء عليها حتى بعد انتهاء الوباء. هذا ويؤكد رب العمل الكندي بأن الأمر لم يكن معقدا مطلقا داخل متجره، ولم يصب أحد من موظفيه الـ 80 بالأنفلونزا هذا الشتاء.
صانعة الحلوى السيدة أنطونيا جيونيه تحفظ ذكريات مريرة جراء عملها في الشهور الأولى للجائحة في الإشراف على استقبال الزبائن والتأكد من احترامهم للتدابير الوقائية المرعية الإجراء/راديو كندا:ALIX VILLENEUVE
ذكريات سيئة للبعض
في المقابل، فإن تجربة الأشهر الأولى للوباء تركت بصماتها في حياة البعض من أبناء المقاطعة الأطلسية.
السيدة أنطونيا جيونيه، صانعة حلوى حاليا، كانت تتبوأ زمام مهمة أكثر صعوبة قبل عام. إذ كانت تشرف على استقبال الزبائن داخل محال الحلوى وكان عليها التأكد من تطبيق قواعد السلامة العامة والإجراءات الاحترازية.
تسرد المتحدثة الصعوبة في الطواعية عند بعض الناس وعدم تكيفهم مع التغييرات الجديدة، مما كان يؤدي في بعض المرات إلى مواجهات غير مرغوب فيها، تتابع المتحدثة:
كان التعرّض للضغوط وكل ما نتج عنه صعبا للغاية على الموظفين. في بعض الأيام، كان يظهر بعض الزبائن تطرفا وعنفا وحتى عدوانية تجاهنا.
ولكن عاد الهدوء من جديد وغيّر كثيرا...نريد أن نشكر الزبائن، لأن مهامنا اليوم أسهل بكثير بفضلهم.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)
روابط ذات صلة:
زيادة في الإرهاق والقلق لدى ثلثيْ أطباء كندا بعد عام على الجائحة
تدهور الصحة العقلية عند الكنديين بعد عام على الجائحة
كآبة، تشاؤم، استسلام، مشاعر تجتاح الكنديين في المرحلة الحاضرة
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.