دعوة لإطلاق سراح الكندييْن مايكل كوفريغ ومايكل سبافور على ملصق مرفوع في فانكوفر في 16 آب (أغسطس) 2020 خلال تظاهرة دعم للحركة الديمقراطية في هونغ كونغ (Darryl Dyck / CP)

كندا تنظر بقلق إلى محاكمتيْ سبافور وكوفريغ فيما الصين تشيد بنظامها القضائي

قال وزير الخارجية الكندي مارك غارنو إنّ الكندييْن المعتقليْن في الصين مايكل سبافور ومايكل كوفريغ سيمثلان أمام القضاء الصيني وإنّ محاكمتيْهما ستبدآن على التوالي في 19 و22 آذار (مارس) الجاري، أي يوميْ غد الجمعة والاثنين المقبل.

وأوضح غارنو أنّ السفارة الكندية في بكين أبلغته بالأمر، وأصدر بياناً بهذا الشأن نشره موقع وزارة الشؤون العالمية أواخر يوم أمس.

"نعتقد أنّ هذه الاعتقالات تعسفية ونظل شديدي القلق بسبب النقص في الشفافية المحيط بهذه الإجراءات"، قال غارنو في بيانه.

وجدّد غارنو مطالبة كندا بإتاحة "الوصول بالسبل القنصلية إلى السيدين سبافور وكوفريغ بشكل متواصل طبقاً لأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية وللاتفاق القنصلي بين كندا والصين".

كما جدّد غارنو المطالبة بحضور ممثلين عن السلطات الكندية خلال محاكمتيْ سبافور وكوفريغ.

وأكّد غارنو أنّ "السلطات الكندية ستواصل توفير دعم قنصلي للرجليْن ولعائلتيهما خلال هذه المحنة غير المقبولة".

وزير الخارجية الكندي مارك غارنو (أرشيف) (Adrian Wyld / CP)

وكان القضاء الصيني قد اتهم سبافور وكوفريغ بالتجسس على الأمن القومي الصيني لصالح جهات أجنبية.

وتقول السلطات الصينية إنها تحافظ على الحقوق القانونية للكندييْن.

"الأجهزة القضائية في الصين تتعامل مع القضيتيْن وفقاً للقانون وتحافظ بشكل كلي على كافة حقوق الأشخاص المعنيين"، قال اليوم المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جاو ليجيان في إحاطته الإعلامية اليومية.

لكنّ سفير كندا الأسبق لدى الصين غي سان جاك يرى أنّ المحاكمات التي تنتظر سبافور وكوفريغ تشكل "تطوراً مقلقاً جداً"، فالحكم الذي سيصدره القضاء "سيُمليه الحزب الشيوعي الصيني" الحاكم، وسيصبح عندئذ إطلاق سراح الكندييْن أمراً "أشدّ تعقيداً بكثير" من السابق.

وكانت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية الناطقة بالإنكليزية قد ذكرت الأسبوع الماضي أنّ سبافور وكوفريغ سيتلقّيان "قريباً" محاكمتهما الأولى. وتتبع هذه الصحيفة في خطها التحريري "صحيفة الشعب اليومية" الناطقة باسم اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي الصيني الحاكم في بكين.

مينغ وانتشو، المديرة المالية لعملاق الاتصالات الصيني "هواوي"، في طريقها إلى محكمة بريتيش كولومبيا العليا في فانكوفر في 27 أيار (مايو) 2020 (Jonathan Hayward / CP)

وتعتبر الحكومة الكندية، أسوةً بمراقبين كثيرين في كندا وخارجها، أنّ تهم التجسس الموجهة إلى سبافور وكوفريغ زائفة وتهدف لممارسة ضغوط على كندا كي تطلق سراح سيدة الأعمال الصينية مينغ وانتشو التي تخضع للإقامة الجبرية في منزل تملكه في مدينة فانكوفر.

ومينغ كانت المديرة المالية لعملاق الاتصالات الصيني "هواوي" عندما أوقفتها السلطات الكندية في فانكوفر في الأول من كانون الأول (ديسمبر) 2018 بناءً على طلبٍ من السلطات الأميركية التي تتهمها بالالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، وهي أيضاً ابنة مؤسس الشركة المذكورة.

وأوقفت السلطات الكندية مينغ قبل تسعة أيام من توقيف السلطات الصينية الكندييْن كوفريغ وسبافور، وبدأ المسار القانوني لتسليمها للسلطات الأميركية.

وكوفريغ دبلوماسي كندي سابق وكان عند توقيفه كبيرَ المستشارين لشؤون شمال شرق آسيا في "مجموعة الأزمات الدولية" (ICG).

أمّا سبافور فهو مستشار قام عام 2015 بتأسيس منظمة غير حكومية تعمل من كندا والصين في مجال تسهيل التبادلات الثقافية والرياضية والسياحية والتجارية مع كوريا الشمالية.

أعلام صينية وكندية في بكين احتفاءً بزيارة رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو إلى العاصمة الصينية في 5 كانون الأول (ديسمبر) 2017 (Fred Dufour / CP / AP)

وطالبت سلطات بكين مراراً بالإفراج الفوري وغير المشروط عن مينغ وقالت إنّ الولايات المتحدة خططت لاعتقالها في إجراء يندرج ضمن سياستها الهادفة لاحتواء الصعود المتنامي للصين.

ونفت الصين مراراً أن تكون اعتقلت سبافور وكوفريغ رداً على توقيف مواطنتها في كندا، بالرغم من تحميلها كندا مسؤولية تردّي العلاقات بينهما بسبب توقيفها مينغ استجابةً لطلب أميركي.

لكنّ حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا، إضافة إلى وصفها التهم الموجَّهة لسبافور وكوفريغ بالـ"ملفَّقة"، تقول "اضطلعنا بمسؤولياتنا المتصلة بمعاهدة تسليم المطلوبين تجاه حليفتنا الولايات المتحدة".

وتعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن لترودو بتوفير المساعدة كي يستعيد كوفريغ وسبافور حريتهما. وكان ذلك في 23 شباط (فبراير) الفائت في اللقاء الأول بين الزعيميْن منذ وصول بايدن إلى سدة الحكم في واشنطن في الشهر السابق.

(وكالة الصحافة الكندية / أسوشيتد برس / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

ترودو يتّهم الصين بأنّها اختلقت الاتّهامات بحقّ كوفريغ وسبافور

بايدن عن كوفريغ وسبافور المعتقليْن في الصين: "البشر ليسوا رقاقات للمبادلة"

اتهامات متبادَلة بين كندا والصين في الذكرى الـ50 للعلاقات الدبلوماسية بينهما

ضغوط على حكومة ترودو الليبرالية من وزراء ليبراليين سابقين لإطلاق سراح مينغ

كندا وتحدّي حلّ الأحجية الصينية: هل مزارعو الكانولا الكنديون ضحايا جدد؟

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.