د. ندى الخوري مديرة مركز الأبحاث والدراسات العربيّة في جامعة القديس يوسف في بيروت/تقدمة ندى الخوري

د. ندى الخوري مديرة مركز الأبحاث والدراسات العربيّة في جامعة القديس يوسف في بيروت/تقدمة ندى الخوري

اللغة العربيّة وتحدّيات الحفاظ عليها في زمن العولمة والتطوّر التكنولوجي

“اللغة العربيّة أمانة قوميّة وضرورة عالميّة" عنوان مؤتمر افتراضي نظّمه اتّحاد الجامعات العربيّة تحت رعاية جامعة الدول العربيّة التي تأسّست في 22 آذار مارس من العام 1945.

وركّز المؤتمر على ضرورة الإسراع في إنقاذ اللغة العربيّة والعمل على نشرها بين غير الناطقين بها، كما قالت السفيرة د.هيفاء أبو غزالة،  مساعد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربيّة، ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعيّة في الأمانة العامّة للجامعة،  وأكّدت على أهميّة تمكين اللغة العربيّة ، "رمز هويّتنا وأداة تنميتها" كما قالت.

ورفع المؤتمر في ختام أعماله مجموعة من التوصيات، من بينها الاهتمام بالإعلام، والإعلام الإلكتروني، في تعزيز الوعي المجتمعي بالقيم العلميّة والحضاريّة والقوميّة التي تمثّلها اللغة العربيّة، وتشجيع المبادرات التي نرفع من القيمة المضافة لِلغة الضاد.

ونستضيف في القسم العربي السيّدة د. ندى الخوري مديرة مركز الأبحاث والدراسات العربيّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت.

 تقول السيّدة ندى الخوري إنّ اللغة العربيّة تحتلّ المرتبة الرابعة عالميّا من حيث عدد الناطقين بها، والمرتبة الثانية من حيث عدد المتحدّثين بها، فضلا عن كونها إحدى لغات الأمم المتّحدة ولغة القرآن الكريم.

ورغم كلّ ذلك، فهي في تراجع، خصوصا بين أبناء  الجيل الجديد، رغم أنّها تستحقّ مكانة رفيعة لما تحمله من تاريخ ثقافي و حضاري وعلمي.

وقد يعود تراجع  اللغة العربيّة بين الشباب لكونها لا تواكب المستجدّات العلميّة ، ولا بدّ من استراتيجيّة لتتمكّن من استرداد مكانتها  المرموقة التي تستحقّها كما قلت د. ندى الخوري.

ويقوم مركز الأبحاث والدراسات العربيّة في جامعة القدّيس يوسف بتعليم الفصحى والعاميّة لغير الناطقين بها، وللطلّاب اللبنانيّين.

ويتمّ التعليم بطريقة تفاعليّة، مختلفة عن الطرق التقليديّة المتحجّرة، من خلال استخدام الرواية المعاصرة والفنون التشكيليّة والإعلانات والموسيقى، ما يجعل مادّة التعليم "ناعمة" كما تقول ندى الخوري.

ويُقدّم المركز لكافّة طلّاب الجامعة في كلّ المعاهد والأحرام، مادّة اللغة العربيّة وثقافتها، وتلقى المادّة تجاوبا كبيرا من قبلهم.

وتقول د. الخوري ردّا على سؤال إنّ  وجود عدد كبير من الناطقين بالعربيّة لا يعني أنّهم يتقنون مهاراتها الأرفع ، الكتابة والتعبير الشفوي وفهم المقروء وفهم المسموع.

ويقدّم مركز الأبحاث والدراسات العربيّة ومدرسة الترجمة في جامعة القدّيس يوسف  دروس الترجمة في كليّة اللغات والترجمة.

ومدرسة الترجمة في بيروت عريقة، واللغة العربيّة أساسيّة فيها، ومن المهمّ إتقانها  بالنسبة للمترجمين الفوريّين والتحريريّين.

ويتلقّى الطلّاب تكوينا متعدّد الجوانب، تؤهّل الخرّيجين للعمل في مجالات قريبة من الترجمة وليس في مجال الترجمة حصريّا.

وتستقبل الجامعة سنويّا نحوا من 300 من طلّاب التبادل، معظمهم من أوروبا، ويلتحق عدد منهم بمدرسة الترجمة.

ولدى مدرسة الترجمة فرع في دولة الإمارات، يضمّ عددا كبيرا من الطلّاب العرب.

ويتلقّى طلّاب السنة الأولى دروسا في الترجمة مرّة في الأسبوع، فضلا عن الدروس في الحقوق والاقتصاد والثقافة المسيحيّة والثقافة الإسلاميّة، ودروس اللغتين الفرنسيّة والإنجليزيّة، وفي السنتين الثانية والثالثة، تتضاءل هذه الدروس وتزداد مادّة الترجمة.

وترفض د. ندى الخوري مقولة أنّ المعاجم العربيّة متراجعة ومتأخّرة عن مواكبة العصر، وتنوّه بالجهود الكبيرة المبذولة على هذا الصعيد، وتشير إلى وجود بنوك مصطلحيّة عديدة، من بينها بنوك مصطلحيّة في الأمم المتّحدة.

وقد يكون هناك نقص على صعيد توحيد هذه المصطلحات، ومن الضرولري إنماء العربيّة كي تتمكّن من مواكبة العصر.

وتوافق ندى الخوري  الرأي القائل إنّ اللجوء إلى المصطلحات الإنجليزيّة أسهل بالنسبة للكثيرين، وقد لا يستسيغ البعض استخدام المصطلحات العربيّة لأنّنا لم نعتد عليها بعد كما تقول، وتضيف أنّها شخصيّا تحبّذ استخدامها.

وتضيف ندى الخوري أنّ إتقان المصطلحات لا يشمل كلّ عمليّة الترجمة، ومن المهمّ أن يمتلك المترجِم ثقافة منوّعة، وأن يحبّ الكتابة والتحرير، وأن يشتغل دوما على ذاته وعلى تطوير مهاراته.

وتنوّه  بالمستوى الجيّد جدّا الذي يتمتّع به الطلّاب الأجانب من غير الناطقين باللغة العربيّة الذين يأتون إلى جامعة القدّيس يوسف.

وتعلِّم جامعة القدّيس يوسف العربيّة الفصحى والعربيّة العاميّة، ويزداد الإقبال على تعلّم العاميّة من قبل الطلّاب الأجانب.

و تعليم العاميّة يطرح تحدّ، وفي لبنان، يتمّ تعليم العاميّة اللبنانيّة، وهناك مواد متوفّرة لتعليم العاميّات الأربع الكبرى كما تقول د. ندى الخوري.

وتُلفت انتباه الطلّاب إلى التقارب بين العاميّات اللبنانيّة والسوريّة والأردنيّة والفلسطينيّة إلى حدّ ما، وأنّ التواصل مع الأشخاص من هذا الإقليم الجغرافي سيكون سهلا بالنسبة لهم.

وفي ختام حديثها إلى القسم العربي، تقول د. ندى الخوري، مديرة مركز الأبحاث والدراسات العربيّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت إنّها متفائلة بأنّ اللغة العربيّة بخير وستبقى بخير، طالما هناك أشخاص يعملون على ترقيتها وإبراز أهميّتها.

وعلى مستوى مركز الأبحاث والدراسات العربيّة في جامعة القدّيس يوسف، تتواصل الجهود في هذا الاتّجاه، ويُجري المركز أبحاثا لتأليف مواد تعليم اللغة العربيّة ويعدّ اختبارات لِقييم كفاءات الطلّاب و مكتسباتهم، والمهمّ العمل بحبّ ومحبّة لهذه اللغة، كما قالت د. ندى الخوري.

روابط ذات صلة:

عن الشغف بلغة الضاد وحبّ تدريسها، مقابلة في يومها العالمي مع بيار أحمراني

تعليم اللغة العربية في كندا

فئة:دولي، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.