الطفلان من مقاطعة أونتاريو ليا-روز (10 سنوات) وجيمس (8 سنوات) قاما بإرسال مائة من الرسائل عبر البريد لتقديم الدعم لأشخاص يعيشون بعزلة خلال الجائحة وقد تلقى الطفلان بعض الجوابات على رسائلهم/VANESSA WAFER

عندما لا نملك إلا الابتسامة للعبور إلى القلوب الثكلى المُثقلة بالوباء

مع بدء وباء فيروس كورونا المستجد قبل عام، وعندما كان معظم الكنديين محجورين في منازلهم، وجد طفلان فكرة رائعة للتخفيف من الوحدة والعزلة التي قد يشعر بها أشخاص يعيشون بمفردهم في البيوت وتحول الجائحة دون لقائهم بأحبتهم وأسرهم.

وهكذا قرر الطفلان الشقيقان من مدينة غلوستر في مقاطعة أونتاريو، ليا-روز (10 سنوات) وجيمس (8 سنوات) في حمل بعض الراحة والطمأنينة إلى أولئك الذين قد يشعرون بألم الوحدة والعزلة. 

لقد قام الطفلان بإرسال نحو مائة رسالة في البريد العادي إلى أشخاص لم يسبق أن كانت لهما معرفة بهم.

في وقت الإغلاق الأول الذي أمرت به السلطات في أونتاريو للحد من انتشار الوباء، وجد والدا الطفلين نفسيهما يعملان عن بعد من المنزل، بصحبتهما ولديهما اللذين يتلقيان أيضا الدروس أونلاين.

كان جدول العمل للوالدين مزدحما جدا ولكن وقت الفراغ كان طويلا للطفلين بعد إنهاء الدروس والفروض المنزلية.

وعندما سألت الأم طفليها عما يرغبان بالقيام به لملء وقت الفراغ، اقترح الطفلان كتابة رسائل تتوجه إلى الأشخاص الذين قد يعانون من الوحدة أثناء الجائحة. وأول وجهة للرسائل كانت مراكز المحاربين القدامى عبر أنحاء البلاد.

توضح الوالدة فانيسا ويفر لمذياع هيئة الإذاعة الكندية بأن يوم الذكرى الذي يتم إحياؤه في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام في كندا تحية إكبار لتضحيات المحاربين القدامى، تكرّسه في شكل خاص عائلتها لأن والدها كان في الجيش ومن المحاربين القدامى، من هنا أتت هذه الفكرة عند طفليها.

في المقام الثاني، قام الطفلان بإرسال البطاقات البريدية إلى المستشفيات. وتقول الوالدة إن عددا من أبناء عمومها يعملون في الخطوط الأمامية منذ بداية الوباء ولقد أرادت عائلتها أن تتقدم بالشكر لهم مع كافة فريق العمل.

استجاب أحد قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية من مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور في الشرق الكندي لمبادرة الطفلين. وقد أجابت ليا-روز الشخص المسّن تخبره بأنها استمتعت كثيرا بقراءة خطّه!/VANESSA WAFER

إطلاق النداء عبر فيسبوك

ردود الفعل على كلمات الطفلين المشجعة والمثلجة للصدور ستدفع إلى توسيع النشاط ليشمل أكبر عدد ممكن من الناس الوحيدين المعزولين عبر البلاد.

لذا أطلقت فانيسا نداء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كتبت:

إذا كنت تعرف أشخاصا يعيشون في عزلة الآن، ويواجهون بمفردهم الضيق النفسي الذي تتسبب به الجائحة، أرسل إلينا عنوانهم وسنقوم بإرسال أمر بسيط لهم. 

على صفحة السيدة ويفر على فيسبوك، قام العديد من الأشخاص بتلبية النداء كما أقدم العديد على نشر صور أشخاص تلّقوا رسالة طفليها بالفعل.

تقول الطفلة ليا-روز: 

لقد آلمتنا كثيرا رؤية الأشخاص المسنين وحيدين غير قادرين على رؤية أولادهم وأحفادهم بسبب القيود الصحية. 

كنا نسعى من خلال الرسائل التي كتبناها إليهم أن نجد ما يمكن أن يجعلهم سعداء.

مكاتيب السعادة تلقاها أيضا أجداد الطفلين عبر البريد، وقام هؤلاء بدعم الحفيدين عبر مدّهما بالنقود لتشجيعهما على الاستمرار وتسديد تكلفة الطوابع البريدية.

تسرد الوالدة فانيسا بأن كل الرسائل كانت شخصية ومكتوبة بخط اليد باللغتين الفرنسية أو الإنجليزية.

في الرسالة، يقدم الطفلين نفسيهما ومكان إقامتهما ويعدّدان أنشتطهما المختلفة، ولا يتوانيا عن إسداء النصيحة لكسر العزلة الموحشة.

كتبا عن فوائد الحركة والاستماع إلى الموسيقى لرفع الروح المعنوية والمحافظة على رباطة الجأش. (فانيسا ويفر) 

فرح عارم أصاب جيمس الذي يبلغ ثمانية ربيعا عندما وجد في علبة البريد هذه الرسالة مرسلة من بريد كندا مع القفازات الحمراء والكاسكيت كمبادرة من المؤسسة الحكومية العامة لشكر الطفلين على صنيعهما/VANESSA WAFER

تفقد البريد شكّل النزهة اليومية الوحيدة لليا-روز وجيمس

لم يقم الطفلان بتعداد المغلّفات البريدية التي قاما بإرسالها. ولكن بحسب رواية والدتهما، تم إرسال أكثر من مائة رسالة بين شهري آذار/مارس وحزيران/يونيو 2020. كانا يكتبان أحيانا خمس أو ست رسائل في اليوم الواحد.

أصبحت الرحلة إلى صندوق البريد هي النزهة اليومية المفضلة لديهما.

المفاجأة الكبرى كانت عند تلقي الطفلين الكنديين رسالة شكر من مؤسسة البريد الكندية، وثمّنت هذه الأخيرة جهود الطفلين وسعيهما لرسم الابتسامة على وجوه حزينة ووحيدة، مثقلة ومتعبة من قيود الحجر وبُعدها عن أحبتها.

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)

روابط ذات صلة:

الشارع الكندي يُثّمن جهود العاملين في الخطوط الأمامية لمكافحة الجائحة

فنّانون كنديون يغنّون لدعم عمال الخطوط الأمامية في مواجهة جائحة كوفيد 19

كوفيد-19: تحيّة مؤثّرة من نجمة الغناء الكنديّة سيلين ديون

فئة:صحة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.