أدّى انتشار جائحة "كوفيد - 19" إلى ارتفاع كبير في عدد الكنديين العاملين من منازلهم.
ويقول هؤلاء في غالبيتهم العظمى إنّهم في عملهم من المنزل منتجون على الأقل بقدر ما هم عليه من الإنتاجية في مكان العمل المعتاد، كما جاء في دراسة استطلاعية نشرتها وكالة الإحصاء الكندية يوم الخميس وهي بعنوان "العمل من المنزل: الإنتاجية والتفضيلات".
وتوضح الدراسة إلى أي مدى نمت ظاهرة العمل من المنزل في خمس سنوات. فمطلع عام 2021 كان 32% من الموظَّفين الكنديين المتراوحة أعمارهم بين 15 و69 سنة يقومون بمعظم ساعات العمل من المنزل، مقارنةً بـ4% منهم فقط عام 2016.
وتقول وكالة الإحصاء في آخر دراسة لها عن "مسح القوى العاملة"، التي صدرت في 12 آذار (مارس) الفائت، إنّ 3,1 ملايين كندي كانوا يعملون من المنزل في شهر شباط (فبراير) الفائت.

فرضت جائحة "كوفيد - 19" العمل عن بُعد، والدراسة عن بُعد أيضاً، على نطاقٍ واسع (Bernadett Szabo / Reuters)
ويقول 90% من بين جميع العاملين عن بعد الجدد إنهم يقومون على الأقل بالقدر نفسه من العمل في الساعة في المنزل مقارنةً بإنتاجيتهم السابقة في مكان العمل، وبغضّ النظر عن العمر والجنس ومستوى التعليم والحالة الزواجية والصناعة والمهنة وما إذا كان لديهم أطفال أم لا.
فقد قال 58% منهم إنهم يقومون تقريباً بالقدر نفسه من العمل في الساعة فيما قال 32% إنّ إنتاجيتهم في العمل من المنزل تجاوزت إنتاجيتهم في مكان العمل المعتاد.
وقال الـ10% الباقون إنّ إنتاجيتهم في ساعة العمل الواحدة في المنزل هي دون إنتاجيتهم في الفترة نفسها في مكان العمل المعتاد.
وتُظهر الدراسة تبايناً في احتمال إنجاز مزيد من العمل في الساعة بين صناعةٍ وأُخرى.
فعلى سبيل المثال ، كانت النسبة المئوية للعاملين عن بُعد الجدد الذين قالوا إنّ إنتاجيتهم في ساعة العمل من المنزل تفوق إنتاجيتهم في مكان العمل المعتاد أعلى في وظائف خدمات الرعاية الصحية والمساعدات الإجتماعية (45%) والإدارة العامة (41%) فيما بلغت 31% في الصناعات المنتجة للسلع.

قال أكثر من ثلث العاملين الجدد عن بُعد إنّ ساعات عملهم من المنزل تفوق ساعات العمل في أماكن العمل السابقة للجائحة (iStockphoto)
وفيما قال العاملون عن بُعد الجدد في غالبيتهم العظمى إنهم منتجون في المنزل على الأقل بقدر ما كانوا منتجين في أماكن العمل المعتادة في السابق، انتهى الأمر بالكثيرين منهم بالعمل في المنزل ساعات أكثر في اليوم مقارنة بعدد ساعات عملهم في أماكن العمل المعتادة.
وبشكل عام، أفاد 35% من جميع العاملين عن بُعد الجدد أنهم يعملون ساعات أكثر يومياً. وترتفع هذه النسبة إلى 51% في أوساط المدراء.
وفي المقابل قال 3% فقط من جميع العاملين عن بُعد الجدد إنهم في المنزل يعملون ساعات أقلّ من التي كانوا يعملونها في أماكن العمل سابقاً.
وذكر هؤلاء عوائق مختلفة تحدّ من إنتاجيتهم في المنزل، في طليعتها قلةُ التفاعل مع زملائهم، تلتها ضرورةُ الاهتمام بالأطفال أو بأفراد الأسرة الآخرين (20%)، وضرورةُ بذل مجهودٍ أكبر للحصول على النتائج المتوخاة (13%)، ومواجهةُ تحديات مختلفة كالوصول إلى المعلومات أو إلى الأجهزة المتصلة بالعمل الذي يقومون به (11%)، وعدمُ توفر مكان ملائم للعمل (10%)، ومواجهةُ مصاعب بسبب سرعة الإنترنت.

مقر وكالة الإحصاء الكندية في أوتاوا (Sean Kilpatrick / CP)
كما سُئل العاملون عن بُعد الجدد إلى أيّ مدى يفضلون العمل من المنزل أو خارجه بعد نهاية الجائحة، فقال 80% منهم إنهم يفضلون أن يعملوا نصف ساعات العمل على الأقل من المنزل.
فقد قال 41% إنهم يفضلون أن يعملوا نصف ساعات عملهم تقريباً من المنزل والنصف الآخر خارجه، وقال 24% إنهم يفضلون أن يعملوا معظم ساعات العمل من المنزل، وقال 15% إنهم يفضلون القيام بكلّ ساعات العمل من المنزل.
وقال الـ20% الباقون إنهم يفضلون بعد نهاية الجائحة أن يعملوا معظم ساعات العمل (11%) أو كلّها (9%) من المنزل.
(وكالة الصحافة الكندية / وكالة الإحصاء الكندية / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
ميلٌ قوي لدى الكنديين للعمل عن بُعد ولمرونةٍ في الدوام لكن ليس على حساب الراتب
"كوفيد - 19": العمل عن بُعد يترك آثاراً سلبية على قطاع الخدمات المطعمية في كندا
معظم موظفي "رويال بنك" و"تي دي بنك" سيعملون عن بُعد حتى عام 2021
ميلٌ واضح لمواصلة العمل عن بُعد بَعدَ "كوفيد - 19": شهاداتٌ من فانكوفر
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.